رغم أن الحب يصنع المعجزات، وبه يجاهد الإنسان نفسه ليتحول إلى الأفضل للفوز بمن يحب، إلا أن الأمر بالعزبة الغربية فى منطقة البدرشين، جنوب محافظة الجيزة كان مخالفا لما ذكرناه، حيث حاول جزار التقدم لخطبة فتاة من عائلة طيبة، ونتيجة لسوء سلوكه، وسمعته التى تسبقه بين أهالى بلدته، رفض والد الفتاة الاستجابة له، كما رفضته الفتاة أيضا، إلا أن الجزار أعلن تحديه للفتاة ووالدها.
بدأ الجزار "م.ح" فى مضايقة الفتاة، مستغلا أن والدها المسن، الذى يمتلك محل، والمعروف بـ"عم ربيع"، الطيب، شهير بكرمه وأخلاقه مما جعله محبوبا بين جيرانه ومعارفه، لا يفضل المشاكل، ورغم المعاتبات الشكاوى من الجزار الشاب، إلا أنه لم يرتدع عن أفعاله، حتى يوم الحادث الذ شهد الجريمة البشعة، وراح ضحيتها العم ربيع الطيب.
قبل يومين من الجريمة،" كما يروى شهود عيان"، تقدم شاب لخطبة ابنة الضحية، ووافق عليه والدها، وسادت حالة من الفرحة بين أركان المنزل، وتسرب الخبر إلى الجزار القاتل، الذى انتظر عم "ربيع" عقب أدائه صلاته الظهر كما اعتاد الصلاة جماعة بمسجد مجاور لمنزله، واستوقفه بالشارع، مكررا طلبه بالارتباط بابنته، فأخبره الأب أن طلبه قوبل بالرفض سابقا، قائلا له "يابنى كل شىء قسمة ونصيب".
استشاط الجزار القاتل غضبا، وقرر تنفيذ جريمته التى كان قد أعد لها العدة، فترك العم ربيع يتحرك بضع خطوات، وأشهر سكينا كان يخفيها بملابسه، ثم سدد له طعنة برقبته، وتركها ينزف فى دمائه ولاذ بالفرار، ورغم محاولات الجيران إنقاذه، إلا أن نزيف الدماء كان سريعا، وفارقت روحه جسده، وسط صرخات وبكاء واستغاثة من بناته الثلاث، وجيرانه، وأهالى بلدته.
عقب وقوع الجريمة، تلقى مركز شرطة البدرشين بلاغا بالحادث، وانتقل رجال المباحث إلى مسرح الجريمة، لإجراء معاينة، ومناظرة لجثة، بصحبة أعضاء النيابة العامة، وعقب الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة، تم نقل الجثة إلى المشرحة، تنفيذا لقرار النيابة العامة، ويتمكن رجال المباحث من ضبط المتهم بعد هروبه.
جيران الضحية قالوا إن العزبة الغربية بالبدرشين، يقيم بها عدد من العائلات، والكل معروف للجميع، ولم تشهد سابقا جريمة مماثلة، إلا أن انتشار المواد المخدرة بين الشباب، أدى إلى تبدل أحوال البلدة، مطالبين مديرية أمن الجيزة، ومركز شرطة البدرشين، بشن العديد من الحملات الأمنية، لضبط تجار المواد المخدرة، حتى تعود شوارع البلدة إلى هدوئها السابق.