يرتدى بدله مزودة بالحمالات، ونظارة ذات عدسات واسعة، يتميز بصوته العالى الغليظ، قد يكون مزعجا فى بعض الأحيان" تلك هى صفات مدير المدرسة كما اعتادنا عليها فهو دائما عاشور فى فيلم الناظر، ولكن تغيرت الفكرة فى محافظة سوهاج، وتحديدا على يد الأستاذ محمود صاحب السبع صنايع فى مدرسته فهو المدير وعامل النظافة والأخصائى الاجتماعى، طلابه أرسلوا صوره لخدمة صحافة المواطن فى "انفراد" وهو يرتدى ملابسه العادية ولكن بدون حذاء ممسكا بيده ممسحة ويساعد فى تنظيف المدرسة، لنحاول التواصل معه والوصول لقصته.
محمود أحمد إبراهيم، مدير مدرسة الصبحة الإعدادية بسوهاج، عشقه للتعليم جعله يدرس لطلبة إعدادى وهو فى المرحلة الثانوية، وكان ذلك فى المدرسة التى أصبح مديرا لها حاليا، فتعتبر هى منزله الثانى، لم يعمل مدير فى المدرسة فقط ولكن لضعف الإمكانيات وعدم توفير موظفين عمل كل الوظائف منها "عامل نظافة، أخصائى اجتماعى، سكرتير، معلم اول".
كون المدير مجموعة من الطلبة والمدرسين باسم" فريق النظافة" دورهم هو مساعدة عامل النظافة الوحيد فى تنظيف المدرسة وتطويرها بشكل يليق بالتعليم وذلك يوميا قبل الطابور بعشرة دقائق.
تحدثت انفراد مع الأستاد محمود ويقول: منذ وجودى فى المدرسة لا يوجد سوى عامل واحد فقط ولا يستطيع أن يقوم بتنظيف المدرسة بمفرده، حيث إن مساحتها كبيرة جدا ويوجد بها 11 فصلا، فقررت أن أساعده أنا والطلبة وبعض المدرسين لأن البعض الآخر يتعالى ويقول "أنا مدرس فقط ولست عامل نظافة"،على الرغم إنى مدير للمدرسة ولا أرفض ذلك بالعكس تنظيف المدرسة يساعد على التعليم والهدوء النفسى، وذلك جعلنى قدوة للطلبة.
لم تكن المدرسة خالية من القمامة فقط ولكنها مزينه بالأشجار ومرتبة من الداخل ومن الخارج، فضلا عن الاحتفالات الدائمة التى يقومون بها مثل حفلة عيد اليتيم وعيد الأم وغيرها.
انتشرت صورة الأستاذ محمود بشكل كبير على صفحات التواصل الاجتماعى الفيس بوك، البعض مدح فيه والآخر اتهمه بالتشهير والإساءة للتعليم، كطبيعة الحال على السوشيال، ولكن رد الأستاذ محمود على تلك الأقاويل: لم اعرف لماذا تم تصويرى، ومن هو، فوجئت باتصال زميل لى ويخبرنى بالصور، أضايقت جدا لأنى أكره التصوير وخصوصا بغير علمى، نحن لسنا ملائكة وأنا أقوم بعملى كمدير مدرسة أريد أن أحافظ على نظافتها والأمر طبيعى جدا مدرستى يعنى منزلى ومن الضرورى أن يكون مكان التعليم نظيفا ومرتبا.
يتعامل "محمود" مع الطلبة فى المدرسة وكأنهم أبنائه ذلك يجعلنا نتساءل عن الجانب الشخصى فى حياته لتكون المفاجأة، فهو أب لـ 17 ابنا 11 ولد و6 بنات أعمارهم من سنتين ونصف إلى 26 عام، يفتخر به أبنائه ويساعدوه أيضا فى تنظيف المدرسة وكل فتره يجمع أولاده وجيرانه ليقوموا بحملة نظافة شاملة للمدرسة حسب كلامه.
أنهى مدير المدرسة حديثه لـ انفراد: قدمت أكثر من مذكرة للإدارة لتوفير عمال نظافة وموظفين ولكن لا حياه لمن تنادى، ولكنى لم يصبنى اليأس وسأظل أنظف المدرسة وأقوم بواجبى كمدير أيضا فالنظافة من الإيمان.