قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الوفد الأمريكي الإسرائيلي للإمارات يمثل قفزة استراتيجية كبيرة في المنطقة وبداية لطريق طويل، ومن الصعب من الآن التكهن بمسار هذه البداية وماذا ستكون نتائجها بالنسبة للمنطقة وهل ستكون مرضية خاصة في ظل المشاكل والتحديات في المنطقة، ومنها التحدي الإسرائيلي نفسه لأن المنطقة مكبلة بقوى إقليمية متربصة ومنها إسرائيل، ولا يمكن وضع إسرائيل في مصاف الدول التي ترى أهمية التعامل مع المنطقة بشكل ندى.
وأوضح العرابي، أن نجاح اتفاقية السلام بين الإمارات وإسرائيل مرتبط بالتزام تل أبيب بمحددات المنطقة، لأن المحددات في المنطقة معروفة ومتفق عليها، ومنها محدد هام جدا وهو حقوق الشعب الفلسطيني، ولا يمكن التحرك بمعزل عن هذا الحق لأنه أمر هامجدا بالنسبة للاستقرار والسلام وحتى بالنسبة لاستقرار وأمن إسرائيل نفسها، مشيرا إلى أن إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه أحد العوامل الهامة والرصيد المهم للأمن في المنطقة بأثرها.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق، أن الخطوة التي قامت بها الإمارات باتفاق السلام مع إسرائيل خطوة جريئة، ولكن نجاح هذه الخطوة يرتبط بمدى التزام إسرائيل بالمحددات، وبالتالي يجب رصد التزام إسرائيل بهذه المحددات والوقوف بجانب الإمارات في هذه الخطوة والنظر إليها بنظرة بها قدر من التفاؤل الحذر، مع إعطاء الولايات المتحدة كل المحددات التي نرغب في أن تسير عليها المنطقة.
وأوضح العرابي، أن أعداء المنطقة أصبحوا كُثر، مشيرا إلى أنه في فترة الستينيات كان هناك عدوا وحيدا من الشرق وهو إسرائيل ولكن الآن نجد دول إقليمية تعتقد أن لها أطماع وأهداف وشهية متزايدة في المنطقة ويجب أن تحققها وبالتالي أصبح الأعداء كثيرا ومتربصين ومن مختلف الأنحاء وبالتالي لا يمكن التعامل مع أي دولة من الدول الإقليمية بحسن نية فقط، ولكن يجب أن تكون لديك قدر من الحذر في التعامل مع هذه الدول.
وأكد العرابي أن القضية الفلسطينية أصبحت ضحية منذ عام 2011 وذلك بسبب تراجع الاهتمام الإقليمي والدولي بها لدرجة لم نشهدها من قبل، مشيرا إلى أن المحدد الرئيسي في نجاح هذه الخطوات في التعامل مع إسرائيل هو مدى التقدم في عملية السلام، لافتا إلى أن الدول العربية مجمعة على ذلك الأمر بما فيها دولة الإمارات التي لم تتجاهل الحقوق الفلسطينية بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والدولة المهتمة بالقضية الفلسطينية.
وأوضح العرابي أن هذه الاتفاقيات لا تعنى تغيير الاستراتيجية في مواجهة الأعداء في المنطقة بالإضافة إلى أن هذه الاتفاقية على عكس ما يشاع وأنها تعيد القضية الفلسطينية في صدارة من جديد، وخاصة في ظل الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تكون الولايات المتحدة في انشغال كامل بها، والاهتمام بالقضية الفلسطينية يتراجع كثيرا على خريطة الاهتمام السياسي لدول العالم وأيضا في ظل الانقسامات التي تشهدها المطقة العربية الكثيرة ويوجد تربص من دول الإقليم.
وأشار إلى أنه عند زيارة الرئيس السادات للقدس في القرن الماضى كان سفيرا لمصر في الكويت، وتم اتهامنا بالخاينة من الدول العربية وخلافة، لافتا إلى أنه يرفض هذا النهج، موضحا أن دولة الإمارات جديرة بالمساندة خلال هذه الفترة ويجب الوقوف معهم كعالم عربي ولا نريد الانقسام أو الفرقة والدخول فى تجاذبات.
ولفت العرابي أن النتائج والواقع تؤكد أنه بعد كل هذه السنوات ترجح كفة قرار الرئيس السادات، والكرة الآن فى ملعب إسرائيل لتقوم بدور فعال فى عملية السلام.