الممثلة الخاصة للأمين العام بليبيا بالإنابة ستيفانى وليامز: مصر تلعب دورا هاما لإيجاد حل سلمى لأزمة ليبيا.. مناقشات لتدشين منطقة معزولة السلاح بسرت والجفرة..رغبة من أنصار النظام السابق للانضمام للعملي

- اجتماعات توحيد العسكريين الليبيين بالقاهرة تمثل قاعدة قوية يمكن العودة إليها حال التوصل لاتفاق سياسي - قلقون من من مواصلة إرسال المرتزقة والقوات الأجنبية والأسلحة المتطورة جدا إلى ليبيا - انتشار الفساد فى ليبيا أخطر من وباء كورونا - اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية تناقش إيجاد منطقة منزوعة السلاح فى سرت والجفرة - ندعم توريد واردات النفط الليبية إلى حساب المؤسسة الوطنية فى طرابلس - ما يجرى فى طرابلس يؤكد الحاجة إلى العودة الحوار السياسى بأسرع وقت ممكن ومساءلة الطبقة السياسية ضرورة قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة فى ليبيا بالإنابة ستيفانى وليامز أن مصر تلعب دورا هام فى إيجاد حل سياسى للأزمة الليبية، مؤكدة أن اجتماعات توحيد المؤسسة العسكرية الليبية التى جرت فى القاهرة تعد تحرك مهم وأساسى ويمثل قاعدة قوية يمكن العودة إليها حال التوصل لاتفاق سياسى بين الأطراف. وأكدت ستيفانى فى حوار خاص لـ"انفراد" على هامش زيارتها الأخيرة للقاهرة، أن البعثة الأممية قلقة للغاية من مواصلة إرسال المرتزقة والقوات الأجنبية والأسلحة المتطورة جدا إلى ليبيا، لافتة إلى أن أنصار النظام الليبى السابق لديهم وجود ملحوظ على الأرض ورغبة للانضمام للعملية السياسية. وكشفت ستيفانى وليامز عن مناقشة اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية "5+5" إيجاد منطقة منزوعة السلاح فى سرت والجفرة، موضحة أن ما يجرى فى طرابلس يؤكد الحاجة إلى العودة الحوار السياسى بأسرع وقت ممكن وضرورة محاسبة الطبقة السياسية. وفيما يلى نص الحوار..

. ما هى أبرز الملفات التى تم مناقشتها فى القاهرة مع المسؤولين المصريين؟ أجريت مشاورات مهمة جدا فى القاهرة مع عدد من المسئولين المصريين والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، فالأزمة الليبية وصلت إلى مرحلة حساسة حاليا، وتحظى مصر باعتبارها دولة جوار لليبيا بثقل كبير فى المنطقة ككل فهى ترتبط بعلاقات تاريخية مع ليبيا ولها علاقات مستمرة مع الليبيين، حيث يتواجد فى القاهرة جالية ليبية كبيرة. مصر لها دور مهم جدا ونحاول أن نعمل سويا لإيجاد حل سلمى للأزمة الليبية، وأعرب عن امتنانى وشكرى للرئيس عبد الفتاح السيسى على تغريدته المرحبة باتفاق وقف إطلاق النار فى ليبيا الذى أعلن عنه المستشار عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسى فايز السراج مؤخرا. . ما هى رؤية بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا للبناء على اجتماعات القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية باعتبارها قاطرة للحل السياسى؟ خلال التحضيرات والمناقشات لمؤتمر برلين وورقة العمل التى قدمتها البعثة الأممية للمؤتمر لاحظنا نتائج الجهود المصرية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، حيث كانت هناك ستة اجتماعات تحضيرية لمؤتمر برلين، وحظى موضوع توحيد المؤسسة العسكرية الليبية بمحور نقاش فى الاجتماع. وتوصل وفدا حكومة الوفاق والجيش الليبى فى مسار اللجنة العسكرية بصيغة "5+5" خلال مباحثاتهم إلى عدد من نقاط الاتفاق المهمة ومنها الحاجة لاحترام السيادة الليبية والتأكيد على وحدة ليبيا ككيان دائم، بعد اتمام اتفاق وقف إطلاق النار يجب إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة المتواجدين فى ليبيا، التوافق على الحاجة لآلية لمراقبة وقف إطلاق النار تكون تحت مظللة الأمم المتحدة، وكان هناك توافق على مواصلة العمل لإجراءات بناء الثقة بين الجانبين منها إطلاق سراح الأسرى والسجناء وتسليم الجثامين فهذه الخطوات مهمة لبناء الثقة وتسهل تفعيل العملية السياسية. توافق العسكريون الليبيون أيضا على البحث فى موضوعات آخرى لتفعيل الترتيبات الأمنية وتحسين أداء الأجهزة الأمنية وسحب الأسلحة من الميليشيات المسلحة وإعادة دمج بعضها فى القوات العسكرية والأمنية، فالهدف الأساسى من العملية السياسية هو إيجاد حل جذرى للأزمة يمكن اختصاره فى مبدأ توحيد المؤسسات الليبية، خاصة أن الوقت الحالى يشهد فى ليبيا انقسام المصرف المركزى، وكذلك السلطة التنفيذية، فضلا عن القوات المسلحة الليبية والقوات الأمنية غير الموحدة، نحن بحاجة لقوات نظامية مهنية على الصعيدين العسكرى والأمنى وحراسة الحدود فى ليبيا، ويجب أن تكون وزارة الداخلية موحدة وقادرة على العمل الأمنى داخل البلاد. العمل الذى تم إنجازه فى القاهرة فى محاولة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية مهم وأساسى ويوفر قاعدة قوية يمكن العودة إليها حال التوصل لاتفاق سياسى، والليبيون مطلعون على هذه الاجتماعات التى يمكن الاعتماد عليها لاستكمال توحيد المؤسسة العسكرية بعد التوصل لاتفاق سياسي. . ماذا عن المسارين السياسى والعسكري.. هل هناك موعد محدد لاستئنافهما؟ المسارات الثلاثة ( السياسى – العسكرى – الاقتصادي) لم تتوقف أبدا، فالمسار العسكرى مستمر وتم عقد الجولة الثالثة من اجتماعات العسكريين الليبيين فى شهر يونيو الماضى، وسنجرى الأسبوع الجارى اجتماعات موازية مع وفدى الجيش الليبى وحكومة الوفاق. الحوار السياسى مستمر وتواصل البعثة مستمر مع جميع الأطراف، أما البيانات الصادرة عن المستشار عقيلة صالح ورئيس المجلس الرئاسى فايز السراج حول وقف إطلاق النار أعطت جرعة أمل كبيرة جدا للعودة المبكرة للحوار السياسى الشامل فى جنيف. البعثة الأممية تدفع نحو العودة للمسار السياسى فى جنيف بدعم من دول مهمة منها مصر ودول الجوار الليبى لتفعيل الحوار فى جنيف، ونتواصل مع جهات ليبية كثيرة وفاعليات سياسية وفرقاء ليبيين وهذا شيء طبيعى لأنه يجب أن نقيس ونستشعر مدى نضوج الوضع حاليا للعودة للعملية السياسية. تلقينا رسائل تشجيعية من مختلف الفرقاء الليبيين بعد بيان السيد السراج والسيد عقيلة صالح مفادها بأن الوقت حان لاستئناف العملية السياسية، نحن نؤمن بهذا الطرح أيضا وقد عبر عنه الأمين العام خلال احاطته فى مجلس الأمن الدولى شهر يوليو الماضى والتى أكد خلالها ضرورة العودة للعملية السياسية بسرعة. لو نظرنا إلى الوضع فى ليبيا سنجد أنه قد مر شهرين بعد مقولة الأمين العام بضرورة تفعيل الحل السياسى لأنه لدينا أزمات تتراكم فهناك أزمة اقتصادية حادة فليبيا تعيش أسوأ وضع اقتصادى منذ عام 2011، الأفق الاقتصادى فى العالم سيء لكن فى ليبيا يزداد سوءا والسبب هو الصراع المسلح فى البلاد المستمر منذ تسع سنوات، والانهيار الشبه كامل للبنى التحتية وخاصة فى المياه والكهرباء والخدمات وقطاع النفط. هناك أزمة مالية حادة وارتفع سعر الدينار الليبى فى السوق السوداء فى ظل أزمة اقتصادية وأزمة حوكمة وهو وضع عام فى كافة الأراضى الليبية، فهنالك عدم قدرة لتوفير الخدمات فى كافة الأراضى الليبية، هناك أناس يعيشون 20 ساعة بدون كهرباء وعدم توافر مياه وسط انتشار وباء قاتل فى البلاد، فالمستشفيات ليس لديها القدرة للقيام بعملها بالشكل الواجب. هناك فيروس آخر قاتل يضرب ليبيا وهو الفساد الذى يضرب كل الإدارات ما دفع الناس للخروج إلى الشارع فى كل أنحاء ليبيا وهناك استياء من الوضع الراهن. الوضع الأمنى متأزم رغم وجود هدوء أمنى فى الجبهات إلا أننا قلقون من مواصلة إرسال المرتزقة والقوات الأجنبية والأسلحة المتطورة جدا ما يخالف قرارات الأمم المتحدة فى هذا الصدد وينتهك السيادة الليبية بشكل يومى وواضح. الحقيقة أن ليبيا قصة دولية اختفى فيها صوت الليبيين الذين لا يشعرون أن صوتهم مسموع فى الأزمة بل هو مختفى، وما لدينا الآن هى فرصة لأنه ولأول مرة هناك تعبير ليبى عن رغبات الليبيين ورأيهم عن وضعهم. الأمر الواقع غير قابل للاستمرار ويجب أن يتغير فالاستشارات التى أقوم بها فى مصر مهمة جدا لأن دور القاهرة ودعمها لحل سلمى وسياسى هو أساسى وأعتقد أننى قد حصلت على دعم مصر. . لمسنا من بيان للبعثة الأممية أن هناك تصورا لإعادة هيكلة السلطة التنفيذية فى طرابلس وهذا يأتى فى إطار زيارتك لمغرب بالتوازى باتصالات الرباط مع الأطراف السياسية لاستئناف جلسات الحوار السياسى.. كيف سيتم ذلك؟ الحل السياسى والحوار يجب أن يكون ليبى – ليبى وهذا ما بدأنا به بعد مؤتمر برلين وهو ما تم عكسه فى قرار مجلس الأمن 2510، إطار العملية السياسية فى ليبيا حاليا هو الاتفاق السياسى الموقع فى الصخيرات عام 2015، وقد لاحظ مؤتمر برلين وجود فجوات فى الاتفاق السياسى فماذا نفعل فى هذا الإطار؟، هذه الملاحظة على الفجوات بدأها المبعوث السابق غسان سلامة عندما طرح خطة العمل لدى تسلمه الملف، وهذه الخطة رصدت أن اتفاق الصخيرات ترك بعض الفئات المهمة جدا فى ليبيا خارج الخيمة السياسية منها مثلا ترك أنصار النظام السابق خارج الاطار السياسى وهى مجموعة لديها وجود ملحوظ على الأرض ولديهم رغبة فى الانضمام للعملية السياسية تؤدى فى نهاية المطاف لانتخابات. لدينا الآن عدة أطر منها مخرجات برلين وخارطة طريق المبعوث السابق غسان سلامة واقتراح المستشار عقيلة صالح الذى تم بلورته فى إعلان القاهرة الذى يعكس مقترح ليبى، ولدينا مقترح السيد السراج أنه بالذهاب لانتخابات سريع قد يكون مارس المقبل. المعادلة الليبية للحل السياسى يجب أن يتوصل إليها الليبيون أنفسهم عبر طاولة الحوار فى جنيف وهذه الطاولة تضم أيضا مجلسى الدولة والنواب وأيضا ممثلين عن فئات ليبية كثيرة كانت خارج خيمة الصخيرات فيتم معالجة الفجوات الموجودة فى اتفاق الصخيرات ويجب أن يكون هذا المسار شامل ويضم جميع الليبيين ليعكس بصورة دقيقة مختلف ألوان الطيف الليبى، وبنهاية المطاف سيكون الدور لليبيين حول ماهية الخطة التى سيتم اعتمادها. فعليا ليس هناك غموض فى الموضوع لأن البعثة ترى ضرورة وجود تعديل فى الجهاز التنفيذى ووجود مرحلة انتقالية لكن المشكلة أنها تكون ممتدة لأن آخر مرحلة انتقالية مستمرة ما يقرب من خمس سنوات وهذه ملاحظة لابد من الالتفات لها فى أى خطة عمل مستقبلية. يجب أن يعى الجميع أن أى مرحلة انتقالية جديدة ستنتهى ويجب أن تنتهى بإجراء انتخابات وهذا مسار نسير فيه، وللوصول للمرحلة الانتقالية يجب أن تكون هناك حكومة ورئيس وزراء واضطلاع مجلس الدولة والنواب بدورهم المنوط إليهم وفق اتفاق الصخيرات، ضرورة وجود تعديل للمجلس الرئاسى ولكن الليبيون الجالسون على الطاولة هم من سيضعون اللمسات الأخيرة والأساسية على خارطة الطريق المقبلة. . طرح خلال الفترة الأخيرة موقف لخلق منطقة منزوعة السلاح فى سرت والجفرة.. ما هى آلية تطبيق هذا الطرح؟ وهل لمستم موافقة من أطراف الصراع الليبية على المقترح؟ اقتراح منطقة منزوعة السلاح فى سرت والجفرة يتم مناقشته فى إطار اجتماع "5+5" للعسكريين الليبيين، الشيء الإيجابى حاليا أن الهدوء يخيم فى جبهات القتال لفترة تفوق الشهرين وهذا شيء جيد، ولعبت مصر دور جيد جدا فى هذا الإطار ويمكنها الاستمرار فى لعب الدور بدعوة الجميع لتجنب التصعيد والحفاظ على الهدوء وهو ما سيساعدنا فى العودة بشكل جدى لطاولة الحوار السياسي. نحن قلقون بشكل مباشر على المنطقة الوسطى لأن الأثر سيكون على المدنيين كارثى، فقد شهدت مدينة سرت معارك متتالية منذ عام 2011 ونريد تجنيبها معركة آخرى حيث يوجد فى سرت ما يقرب من 130 ألف مدنى وهم معرضون للخطر المباشر الآن، وهذا العدد من السكان فى حال حدوث نزاع مسلح فى سرت سيتحولون إلى نازحين وسيضافون إلى 400 ألف نازح حاليا فى ليبيا يتلقون مساعدات من عدة جهات منها الأمم المتحدة. مصدر قلق آخر للبعثة هى منطقة الهلال النفطى المجاورة لسرت وهى تضم 60% من القدرات النفطية لليبيا ونريد أن نحمى هذه المنطقة من الدمار لأن إعادة اعمارها سيمتد لأجيال ولذلك يجب أن يتم السماح باستئناف وتصدير النفط. نحن مقتنعون أن بيانات المستشار عقيلة والسيد السراج جيدة فى هذا الطرح حيث توافقا على فتح النفط بشكل سريع واتفقا على ألية لضبط صرف عائدات النفط حيث لا يصرف أى شيء حتى يتم التوصل سياسى يرضى كافة الأطراف. يجب إعادة فتح النفط لأنه أساسى لإعادة حياة الناس وإيجاد حل لمشكلة الكهرباء ووقف التدهور فى العملة الليبية. . وما هو رأيكم فى الطرح الليبى لفتح حساب خاص لواردات النفط الليبية؟ نرى أن إيرادات النفط يجب أن تكون فى حساب المؤسسة الوطنية للنفط ولا يجب أن يكون هناك حساب خارج السيطرة الليبية وهذا الاقتراح مخالف للسيادة الليبية وهو ليس اقتراح البعثة الأممية ولكنه اقتراح أيده السيد السراج والسيد عقيلة صالح. رؤيتنا أن تبقى الإيرادات فى حساب المؤسسة الوطنية للنفط إلى حين الوصول لاتفاق لحل سياسى يرضى به الطرفين لإعادة تحويل الأموال إلى البنك المركزي. . ما رأيك فى تظاهرات طرابلس ومدى تأثير الانقسام بين رئيس المجلس الرئاسى الليبى فايز السراج ووزير داخليته فتحى باشاغا على العملية السياسية؟ ما يجرى فى طرابلس هو مؤشر آخر يؤكد الحاجة إلى العودة الحوار السياسى بأسرع وقت ممكن لأن هناك إشكالية فى ليبيا تكمن فى التركيز المفرط على الشخصيات، نحن نريد أن يكون التركيز على المؤسسات وليس الأشخاص لأنهم زائلون. نريد التركيز على توحيد المؤسسات وإصلاحها وأن تنعم بالشفافية والمحاسبة ويجب أن يكون هناك مساءلة للطبقة السياسية لما فعلته فى المؤسسات، وهذه هى المكونات للوصفة السياسية التى يمكن أن توصل ليبيا إلى بر الأمان.