•باحث إسلامى:المؤسسة حريصة على إبعاد نفسها عن التوظيف السياسى
أثار البيان الصادر عن مؤسسة الأزهر مساء أمس حول استغلال السلفيين زيارات قياداتهم إلى المؤسسة ولقاء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، العديد من علميات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية وراء تلك الزيارات، خاصة بعد الحديث حول أن الدعوة السلفية تنسق مع الأزهر حول مشروع تجديد الخطاب الدينى.
بيان المركز الإعلامى بالأزهر الشريف أكد استنكاره لاستغلال البعض استقبال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عددا من قيادات ونواب حزب النور بناء على طلبهم، وإطلاق تصريحات غير دقيقة عن تجديد الخطاب الدينى، موضحًا أن الأزهر الشريف لا علم له بما أعلنه بعض أعضاء الحزب عن إعداد مشروع بقانون حول تجديد الخطاب الدينى تمهيدًا لعرضه على اللجنة الدينية بمجلس النواب.
الزيارة التى تمت يوم الأحد الماضى، تبعها تصريحات من قيادات سلفية تؤكد أن الأزهر يرضى عن منهج السلفيين، حيث قال سامح عبد الحميد، القيادى بالدعوة السلفية، فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك"، إن الدعوة السلفية فى خندق واحد مع الأزهر، فدلالات زيارة وفد الدعوة السلفية لشيخ الأزهر، خاصة أنها ليست الزيارة الأولى، ويتم تناول قضايا عديدة أثناء تلك الزيارات، وهناك دلالات عميقة لهذه الاجتماعات، منها أن المؤسسة الدينية الرسمية وهى الأزهر ترضى عن منهج الدعوة السلفية وتعتبره منهجًا وسطيًّا راقيًا.
وقال القيادى السلفى، إن الدعوة السلفية تقف في خندق واحد مع الأزهر ضد التيارات المنحرفة فكريًّا، ومواقف الدعوة المدافعة عن مؤسسة الأزهر تشهد بحسن العلاقة بين الطرفين ، وللدعوة السلفية جهود كثيرة في الحفاظ على الدولة وعدم تعرضها للخطر الداخلي مثل الأفكار التكفيرية، والأخطار الآتية من الخارج مثل أطماع الشيعة فى مصر".
من جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الاسلامية، إن السلفيين يحاولون تصدير مؤسسة الأزهر فى أى مشروعات يسعى السلفيين للإعلان عنها وعلى رأسها مشروع تجديد الخطاب الدينى، موضحا أن الأزهر لن يقبل توظيف زيارات السلفيين له من أجل تمرير تصوراته حول الخطاب الدينى.
وأضاف عضو مجمع البحوث الاسلامية، لـ"انفراد" أن السلفيين يخشون أن يؤثر مشروع تجديد الخطاب الدينى عليهم، خاصة أنهم أكثر الفئات التى تصدر فتاوى تثير جدلا واسعا، لذلك يسعون لاستغلال لقاءاتهم بالأزهر لتوصيل رسالة أن الأزهر راضى عن منهجهم.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن قضية وملف تجديد الخطاب الدينى لابد وأن يكون بعيداً عن التوظيف السياسى والاستغلال الحزبى، ولا مانع من أن يسهم العلماء والمفكرون المستقلون بالمشروع عبر إسهاماتهم وطرحهم الفكرى لكن بصفتهم الشخصية بعيداً عن أى انتماء حركى أو تنظيمى ، وتظل الجهة الأولى المسئولة والمنوط بها القيام بهذه المهمة هى المؤسسة الدينية الرسمية وهى الأزهر الشريف عبر صفوة ونخبة علمائه ومفكريه الذين يختارهم لهذا الشأن.
وأكد النجار ضرورة الأخذ بمبدأ المبادرة والمسارعة وإستباق الحدث حيث ينبغى على الأزهر الشريف الإسراع وإستشراف الحدث وسد الفراغ الحاصل فى الساحة الثقافية الإسلامية وفى مجال تصحيح المفاهيم المغلوطة، متابعا :"شاهدنا كيف استغل هذا الفراغ فريقان أحدهم متشدد يساراً يهاجم ثوابت الدين بزعم تجديده ومتشدد يميناً يسيئ لهذه الثوابت ويشوهها ويطعن فى السنة والأئمة، فحضور الأزهر فى توقيته لازم وحتمى لحماية الشريعة من غلاة العلمانية ومن القرآنيين ومن غلاة الإسلاميين"