تناولت دراسة حديثة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية دلالات اختيار إبراهيم منير مرشدا عاما للإخوان حسب البيان الصادر عن الإخوان الذى نشره موقع العربى الحديث وتم الإعلان خلاله عن اختيار إبراهيم منير مرشدا عاما.
وأكدت الدراسة، أن هناك جُملة من الدلالات المُتعلقة باختيار “إبراهيم منير” كمرشد جديد لجماعة الإخوان، ويُمكن إجمالها على النحو التالي:
أولًا: على الرغم من أن الفقة الكلاسيكى للجماعة يقتضى وجود من يتولى مسئولية ذلك المنصب فى مصر. إلا أن الجماعة تعاطت مع ذلك الموقف باللجوء إلى "فقه الضرورة"، الذى يًعد أحد أهم أدوات الجماعة الفقهيه لتحقيق أهدافها. ويمكن القول إن انتقال قيادة الجماعة من الداخل إلى الخارج، يعُد سابقة من نوعها، ويؤكد حجم التحدى الذى تمر به، إذ إنها لا تملك قيادة داخل مصر، ما ينصرف إلى صعوبة هيكلية التنظيم داخل مركزه.
ثانيًا: يُشير تصعيد "إبرهيم منير" كمرشد عام للجماعة إلى استمرار سيطرة التيار القطبى على مقاليد الحكم فى الجماعة، وتتبلور الأفكار القطبية حول جاهلية المجتمعات المعاصرة بما فيها المجتمعات الإسلامية، وتكفير الحكومات القائمة فى بلاد المسلمين. ما يستوجب استخدام العنف لتطبيق الشريعة وإقامة الخلافة الإسلامية طبقًا للرؤية القطبية. ما يُؤكد أن جماعة الإخوان تُصر على الاستمرار فى مسار العنف ولا تريد تعديله، حيث أن نهج العنف هو النهج المتبع لدى التيار القطبى وكل المنتمى إليه.
ثالثًا: يأتى تصعيد "منير" كدلالة واضحة على مدى تهميش الجماعة لشبابها، إذ أفادت تقارير عدة بعدم تعاونه مع شباب الجماعة الهاربين فى تركيا، فلم يقدم أى مساعدة للشباب، سواء على الصعيد المعيشى، أو التعليمى، أو الطبي. الأمر الذى يؤكد على أن الشباب ليسوا إلا أداة فى يد الجماعة لتحقيق أهدافها.
رابعًا: فى ضوء المعطيات سالفة الذكر، من المُرجح أن تشهد الجماعة فى الفترة المقبلة حالة من الانقسام وذلك فى ضوء محددين يتعلق أولهما بحالة عدم التوافق حول "إبراهيم منير"، وينصرف ثانيهما إلى وجود كيانين للجماعة فى الخارج؛ كيان ينفذ أجندة الأتراك، وكيان ينفذ أجندة الإنجليز. الأمر الذى يُعيد للأذهان حالة الانقسام التى شهدتها الجماعة فى ضوء تولى محمود عزت منصب القائم بالأعمال. حيث انقسمت الجماعة ما بين كتلتين؛ الأولى، كان يرأسها كل من محمود عزت، ومحمود حسين، وإبراهيم منير. والثانية، كان يرأسها كل من محمد كمال (الذى قُتل لاحقًا فى عام 2016)، ومحمد طه وهدان (الذى سُجن لاحقًا عام 2015)، وعلى بطيخ.
وأوضحت الدراسة، أن الجماعة سعت إلى سرعة الإعلان عن مرشدها الجديد بهدف إرسال رسائل طمئنه إلى الداعمين والممولين لها. كذا التأكيد على قدرتها على الصمود والاستمرار. إلا أن سرعة تحرك الجماعة لاينفى حجم التحديات والإشكاليات التى تمر بها على الصعيدين الحركى والتنظيمى، والتى من المُرجح أن تزداد بتنصيب إبراهيم منير، وذلك فى ضوء رفض شباب الجماعة له.