مازالت حالة الارتباك تسود رحلات مصر للطيران لليوم الثالث على التوالى، وذلك بسبب أزمة الطيارين البوينج 737 ، 800 والذين مازالوا يتعنتون فى تقديم اعتذارات عن الرحلات بحجة إجازات مرضية وعارضة وطارئة، وحتى الأن مازلت الأزمة مستمرة رغم المحاولات التى تجريها إدارة مصر للطيران لإنهائها.
وتعود الأزمة إلى مطالبة الطيارين بزيادة رواتبهم بنسبة 30% فى ظل الخسائر التى تتعرض لها الشركة الوطنية "مصر للطيران" والتى وصلت لما يزيد عن 11 مليار جنيه خلال السنوات الاخيرة، ويأتى تعنت الطيارين بسبب مقارناتهم مع الشركات الكبرى على المستوى الأفريقى أو العربى والتى تتضاعف فيها الرواتب عن مصر للطيران، إلا أن الشركة توفر ضمانات أخرى منها المعاشات وضمانات اجتماعية غير موفرة فى الشركات الأجنبية، كما أن الطيارين يتقاضون جزءا من رواتبهم بالدولار الامريكى وأخر بالجنيه المصرى فى الوقت الذى يشهد فيه الدولار ارتفاعا جنونيا، مما يعنى أن رواتب الطيارين ارتفعت اذا تم مقارنتها بالجنيه المصرى، وبالرغم من ذلك تواصل إدارة الشركة برئاسة صفوت مسلم المفاوضات مع الطيارين لإنهاء الأزمة، حيث عرضت عليهم نسبة 22% زيادة بداية من شهر 7 المقبل، لكن الطيارين مازالوا على مواقفهم الرافض لإنهائها .
وتأتى الأزمة تزامنا مع موسم العمرة وإجازة أخر العام، وهو موسم يشهد حركة طيران كبرى، وهو ما يستخدمه الطيارين لزيادة الضغط على مسئولى الشركة لتنفيذ مطالبهم.
وأكدت مصادر، أن هناك تخوف داخل مصر للطيران من تصاعد الأزمة و استمرارها فى ظل إصرار الطيارين فى مطالبهم، وامتداد الأزمة إلى بعض العاملين فى قطاعات مصر للطيران من فنيين ومضيفين ، للمطالبة بالزيادات المالية أسوة بالطيارين، فيما نفت المصادر نفسها ما تم تداوله عن تدخل مؤسسة الرئاسة لإنهاء الأزمة.
وشهدت حركة الطيران على مدار الـ3 أيام الماضية، ارتباكا بسبب الأزمة ووصلت حالات تأخر إقلاع الرحلات إلى ما يقرب من 50 رحلة، مما اضطر قطاع العمليات بمصر للطيران إلى دمج بعض الرحلات والمناورة بالطرازات، وإلغاء 3 رحلات وتحويل ركابها إلى شركات أخرى.