لم يكد شهر سبتمبر يخطو بأول أيامه حتى هلت بشائر الخير بأخبار جديدة لقطاع السياحة المصرى، فمع استئناف السياحة الثقافية فى القاهرة والأقصر وأسوان وفتح المواقع الأثرية والمتاحف، شهدت المقاصد المصرية وصول رحلات لبعض الأسواق السياحية الهامة، لتضاف إلى ما شهده الشهر الماضى عقب استئناف حركة الطيران الدولى من إقبالا غير متوقع فى أول استقبال للسائحين منذ أزمة فيروس كورونا.
ويعد شهر سبتمبر اختبار حقيقى للسياحة فى ظل فتح التنقل بين المدن المصرية، ومع أول أيام الشهر استقبل مطار الغردقة الدولى أولى رحلات شركة «ايزى جت» البريطانية الآتية من مطار جانويك، وعلى متنها 131 راكبًا، وكان فى استقبال الرحلة اللواء نبيل الملاح.
مدير مطار الغردقة وفريق العلاقات العامة بالمطار، حيث تم تقديم كل التسهيلات اللازمة للركاب مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية اللازمة والخاصة بإجراءات السلامة والتعقيم وقياس درجة الحرارة، والتباعد الاجتماعى، والالتزام بالإرشادات المعلنة بالمطار.
وأكد الطيار محمد منار، وزير الطيران المدنى، أن الدولة المصرية تسعى دائمًا إلى تنشيط الحركة السياحية الوافدة إلى مصر وفتح أسواق جديدة وجذب شرائح مختلفة من السياح على مستوى العالم.
وأشار إلى أن وزارة الطيران تحرص على تقديم كل أوجه الدعم المطلوب لشركات الطيران وقطاع السياحة وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية فى دعم قطاع الطيران واستعادة الحركة الجوية بشكل منتظم ومتزايد وخاصة الرحلات السياحية من وإلى كل أنحاء العالم.
ويأتى هذا بالتزامن مع إعلان رئيس الحكومة الروسية، ميخائيل ميشوستين، قرارا باستئناف حركة الطيران مع مصر، بعد أن كانت موسكو قررت تعليق جميع رحلات الطيران الدولية، فى 27 مارس الماضى، بسبب جائحة كورونا، وتم تمديد هذا الحظر آخر مرة فى الثانى من يونيو حتى أوائل أغسطس.
وقالت الحكومة الروسية، إنها سمحت بـ 3 رحلات فى الأسبوع إلى القاهرة ورحلتين أسبوعيا إلى دبى وإلى مطار فيلانا الدولى بالمالديف، وتوقع خبراء السياحة بان يساهم القرار فى إنعاش الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الفترة القادمة، خاصة أن السوق الروسى يعتبر من أهم الأسواق المصدرة للسياحة إلى مصر قبل حادث سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء نهاية أكتوبر 2015.
وفى الوقت ذاته تواصل وزارة السياحة والآثار جهودها مع الأسواق المختلفة لاستئناف الحركة السياحية منها، وفى هذا الإطار جاءت الزيارة الأخيرة للدكتور خالد العنانى لكل من التشيك وبولندا واللتان تعدان أسواق أوروبية هامة.
وخلال زيارته عقد الدكتور خالد العنانى عددا كبيرا من اللقاءات المهنية مع منظمى الرحلات فى كل من التشيك وبولندا لتحفيز السياحة البينية بين البلدين وبحث سبل تعزيز التعاون فى مجال القطاع السياحى، وتوضيح إجراءات مصر الاحترازية.
وقدم الوزير توضيحات حول قرار مصر بفرض إجراء تحليلPCR للكشف عن فيروس كورونا المستجد (بنتيجة سلبي) شريطة القدوم اليها، وعن الإجراءات المتبعة فى حالة رصد أية حالة إصابة لأحد السائحين أثناء وجوده فى مصر وعن الجهة التى ستتحمل مصاريف العلاج وغيرها من الإجراءات المتبعة لضمان سلامة المصاب ومرافقيه أن وجدوا، وذلك لطمأنه منظمى الرحلات حول هذا القرار.
وأوضح العنانى، أن فرض هذا التحليل هو إجراء احترازى الهدف منه الحفاظ على سلامة جميع السائحين والعاملين بالقطاع السياحى، وأن الحكومة المصرية يسرت على السائحين الوافدين إلى محافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء عن طريق إمكانية إجراء تحليل ال PCR عند الوصول بالمطارات المصرية، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تتم بنظام وبسهولة دون أن تشهد أى تزاحم.
واستعرض الجهود التى بذلتها الدولة المصرية لدعم القطاع خلال أزمة فيروس كورونا المستجد من إجراءات لاستئناف السياحة ولتشجيع الشركات ومنظمى الرحلات على تنظيم مزيد من الرحلات إلى المحافظات السياحية المصرية مثل إعفاء السياح القادمين إلى محافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء من رسوم الدخول وإلغاء رسوم التأشيرات السياحية ورسوم الهبوط والإيواء وذلك حتى 31 أكتوبر 2020، بالإضافة إلى تخفيضات على أسعار الوقود الخاص بالطيران، ومد العمل ببرنامج تحفيز الطيران الحالى حتى 29 أكتوبر 2020.
كما استعرض الوزير كافة الإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية التى يتم تطبيقها فى المنشآت السياحية والفندقية والمتاحف والمواقع الأثرية المصرية مع استئناف حركة السياحة الوافدة إلى مصر اعتبارا من يوليو الماضي.
وأكد الوزير على أهمية السوق البولندى بالنسبة للسياحة المصرية، آملا أن تشهد أعداد السائحين البولنديين الوافدين إلى مصر زيادة خلال الفترة المقبلة.
تأتى تلك التطمينات التى قدمها الوزير فى الوقت الذى بدأت السياحة البولندية تتوافد فيه على البحر الأحمر، حيث استقبلت مرسى علم طائرتين من بولندا خلال الاسبوعين الماضيين، وقال طارق شلبى رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم، إنه سيستمر توافد هذه الرحلة أسبوعيا حتى بداية الموسم الشتوي.
وأضاف أن المدينة بها الآن سائحين من (أوكرانيا، وصربيا)، مشيرا إلى أن نسب الإشغال فى المدينة تصل إلى 20%، وتضم الأجانب والمصريين.
كما سيشهد الشهر الجارى استئناف الرحلات من كازخستان إلى المقاصد المصرية، حيث أكد سفير كازخستان فى القاهرة السفير أرمان إيساغالييف على أن جميع المقاصد السياحية فى مصر آمنه وجاهزة لاستقبال السائحين حيث تقوم المقاصد السياحية فى مصر بتطبيق ضوابط سلامة صحية سليمه تشعر السائح بالأمان خلال الاستمتاع بإجازته.
وأعلن أنه سوف يصل خلال الأيام القليلة القادمة أول فوج سياحى من كازاخستان إلى أحد المدن الشاطئية بالبحر الأحمر.
وقد رحب الدكتور خالد العنانى بالتعاون المثمر بين البلدين والذى أثمر عنه تحريك ملف مشروع ترميم جامع الظاهر بيبرس بعد توقف دام مدة طويلة، بالإضافة إلى افتتاح معرض للآثار الإسلامية بكازاخستان، وتبادل عدد من الزيارات الرسمية والهامة بين البلدين.
كما وجه إليه الشكر على ثقته والشعب الكازاخستانى بالمقاصد السياحية المصرية.