يسعى رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى للسيطرة على انتشار السلاح بين الفصائل المسلحة في العراق، تمهيدا لاستعادة الأمن في الشارع العراقى، ووقف أي حوادث اغتيالات لنشطاء سياسيين عراقيين، حيث تأتى تلك المساعى في الوقت الذى تخفض فيه الولايات المتحدة الأمريكية قواتها في العراق، ووفقا لموقع العربية، فمنذ تعيينه رئيساً للوزراء في العراق ، تعهد مصطفى الكاظمي بوضع حد للسلاح المتفلت وتقوية أسس الدولة، إلا أن رياح الفصائل المسلحة والميليشيات الموالية لإيران في البلاد تجري بعكس سفينته، وعلى مدى الأشهر والأسابيع الماضية، لم تتوقف الهجمات التي استهدفت منشآت حيوية مثل مطار بغداد، أو مواكب للتحالف الدولى، كما أنه منذ وصول الكاظمي إلى رئاسة الحكومة العراقية، وعد بضبط العناصر المسلحة الخارجة عن السيطرة، ومحاربة الفساد المستشري، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي طال انتظارها، لكن مسؤولين حكوميين عراقيين يرون أنه كلما اقتربت الحكومة من تنفيذ أهدافها المعلنة، يظهر لها أن جهات مسلحة يشتبه بأن لها صلات بإيران تعرقل.
وتخرج خطط إصلاح الحكومة العراقية عن مسارها بسبب موجة التهديدات الأمنية الجديدة هذه، نتيجة توسيع فصائل مسلحة يشتبه بارتباطها بإيران وغير معروفة من قبل، دائرة ضرباتها لتشمل أهدافا جديدة لاسيما مواكب تابعة للأمم المتحدة.
وقال مسؤول حكومي عراقى: في كل مرة ترى فيها هذه الجماعات أننا نقترب من مصالحها العسكرية أو الاقتصادية، تطلق صواريخ أو حملات دعائية لتشتيت انتباهنا، موضحا أن أعمال العنف تصاعدت بالفعل قبل أن يسافر الكاظمي إلى واشنطن في منتصف أغسطس الماضى، ثم تعرض مقر شركة الأمن البريطانية الأمريكية في 3 سبتمبر للمرة الأولى إلى هجوم بواسطة طائرة مسيّرة أسقطت عبوة ناسفة صغيرة عليه ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، لكن الفصائل المدعومة من طهران اتهمت شركة G4S بالتواطؤ في الضربة الأمريكية في يناير التي أودت بحياة الجنرال الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد.
وقبل أيام، أصيب أحد موظفي الأمم المتحدة عندما انفجرت عبوة ناسفة في موكب تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة الموصل الشمالية، فيما وجهت 6 فصائل لم يسمع بها من قبل، تهديدات مماثلة في الأشهر الأخيرة تحت راية "المقاومة الإسلامية"، لكن المسؤولين العراقيين يؤكدون أن هذه التهديدات مجرد عراضات إعلامية.
بدوره أشار ضابط استخبارات عراقي – لم يذكر اسمه - ، أن خمس مجموعات، بينها كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وغيرها، تقف وراء الاضطرابات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، متابعا: أعلنوا عن جبهة موحدة بعد مقتل سليماني، وبدأوا العمل بأسماء مستعارة ما سمح لحكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي بحفظ ماء الوجه لأنهم كانوا تحت إمرته اسميا.
وفى سياق متصل أعلن الجيش الأمريكي اليوم الأربعاء، أنه سيخفض عدد أفراده في العراق من 5200 إلى ثلاثة آلاف، معطيا صفة رسمية لخطوة كانت متوقعة منذ فترة طويلة.
ولدى الولايات المتحدة حاليا نحو 5200 جندي في العراق نشرتهم لقتال تنظيم داعش. وقال مسؤولون من تحالف تقوده الولايات المتحدة إن القوات المسلحة العراقية قادرة بدرجة كبيرة الآن على التعامل بنفسها مع فلول التنظيم.
وقال الجنرال فرانك ماكنزي قائد القيادة المركزية الأمريكية أثناء زيارة للعراق "نواصل توسعة برامج دعم قدرات شريكنا لتمكين القوات العراقية بما يسمح لنا بتقليص وجودنا في العراق".