هز زلزال سقوط محمود عزت الإخوان وضرب الجماعة في العمق حتى وصل الأمر إلى تبادل الاتهامات بالعمالة والخيانة بين اجنحة الجماعة، وهذا هو ما دفع عصام تليمة القيادى الإخوانى إلى توجيه اتهامات عنيفة لـ3 من قيادات الجماعة بأنهم مسؤولين بشكل مباشر عن سقوط عزت بسبب تواصلهم معه بشكل مستمر ورغبتهم في استصدار قرارات باسمه للسيطرة على التنظيم ،وحسم الخلافات التنظيمية لصالحهم.
الثلاث قيادات المتهمين بالتسبب في سقوط محمود عزت هم : محمود حسين أمين عام الجماعة الهارب فى تركيا، إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام حاليا ،ومحمود الإبيارى المتحدث باسم مكتب لندن والتنظيم الدولى ،واللافت أن تصريحات تليمة بحسب ما رصدها إبراهيم ربيع الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية تضمنت اتهامات عنيفة لقيادات الجماعة فيما يلى جانب من هذه الاتهامات كما وردت على لسان تليمة :
-فيه لجان الكترونية أيوه فيه وبالادلة ناس بتقبض وشغلتها هي دي اللجان
-أسلوب اللجان الالكترونية السفالة والبذاءة وقلة الأدب
-التدليس منهج عند الناس دي
-انتم عايزين تغسلوا سمعة الفشلة الكاذبين المجرمين
-انتم مش فاهمين لادين ولادنيا افهموا الدين والدنيا صح
-لا انت مش سوبر مان ولا عبقرينو
-مين اللي بيتهرس في النص الناس الغلابة دي
كان واضحا من تصريحات تليمة اعترافه باختراق الأمن المصرى لصفوف التنظيم، كما أكد على خطورة سقوط محمود عزت، وتساءل عن مصير أسرار الجماعة التى كانت بحوزته وتأثيرها على وجود التنظيم.
من ناحيته أكد اللواء مجدى البسيونى الخبير الأمني أنه اذا كان فعلا سبب سقوط محمود عزت يرجع لرصد اتصالاته مع قيادات التنظيم في الخارج ،فان هذا أمر يحسب للأمن المصرى ويؤكد أن قيادات وعناصر الاخوان موضوعين تحت المراقبة سواء داخل مصر أو خارجها وأن أجهزة الأمن لديها القدرة على فك شفرات برامج الاتصالات التي يتواصل بها عناصر الاخوان مع بعضهم وهذا أمر مطمئن للمواطن ويرهب العناصر الإرهابية .
وأكد البسيونى أنه من الوارد أن يكون نزاع الإخوان وخلافهم قد ترتب عليه آثار وخلاف في وجهات النظر وهذا طبع الاخوان منذ نشأتهم وحدثت اتصالات بينهم أدت لتبصرة رجال الأمن بمكان تواجد محمود عزت
من ناحيته أكد هشام ىالنجار الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أن غالبية ما ذكره عصام تليمة يبدو صحيحا لانه هناك ما دعمه من روايات ومعلومات من مصادر وخبراء أمنيين خاصة ويتقاطع مع بعض الحقائق الكاشفة التي من شأنها إعادة كتابة تاريخ مرحلة السنوات الأخيرة من عمر الإخوان منذ اسقاط حكم الجماعة حتى تاريخ القبض على محمود عزت.
وأشار الى أن الجماعة عندما قررت انتهاج العنف كان بقرار جماعي وأن الانقسام حدث بعدما فشل خيار العنف ووجهت الأجهزة الأمنية ضربات قاضية للخلايا السرية الجديدة.
وأوضح ان خوف الحرس القديم من صعود قادة لجنة الأزمة بقيادة محمد كمال هو ما دفع القيادات القديمة مثل محمود عزت وإبراهيم منير لتسهيل مهمة الأجهزة الأمنية في تفكيك الخلايا السرية والقبض على رؤوسها.
واكد ان الأجهزة الأمنية المصرية استفادت من خيانات قادة الجماعة الإرهابية لبعضهم بعضا في إنهاء نشاط الجماعة تدريجيا بتفكيك نشاطها السري المسلح أولا ثم القبض على قادة الحرس القديم بعد أن باتوا ورقة محروقة.