أزمات الذهب الأصفر تتواصل.. مكسب الفلاح فى إردب القمح 180 جنيها حسب أثمان الحكومة.. مزارع: "أعيش بيهم إزاى؟ والمستأجر بيدفع من جيبه".. ومصدر بـ"زراعة الدقهلية": تحديد الأسعار مسؤولية "المالية"

"أعمل بـ180 جنيه إيه؟"، ثم نظر إلى الأرض مطرقا رأسه، شرد ذهنه لثوان لعله يتذكر فيها معاناته أُثناء زراعة محصول القمح فى بدايته، أو طابور استلام أجولة النترات، أو لعله يتذكر مصروفات أحد أبنائه الثلاثة، الذين مازالوا جميعا فى مراحل التعليم، هكذا استهل السيد فركوش، مزارع بمدينة أجا، حديثه لـ"انفراد" عن محصوله القمح الذى عانى خلال زراعته طيلة 6 أشهر متواصلة.

الحالة السابقة كانت واحدة ضمن العديد من الفلاحين، بمحافظة الدقهلية، الذين اشتكوا من كساد زراعة القمح بالمحافظة، بالرغم من جهود محافظ الدقهلية، فى تطوير الصوامع بالدقهلية، لشراء محاصيل القمح من الفلاحين، حيث طور المحاسب حسام الدين إمام محافظ الدقهلية 9 شون بالمحافظة لتستوعب 180 ألفا و160 طنا، من أصل استيعاب 139 ألفا و10 أطنان، قائلا فى تصريحات صحفية، إنه مر على جميع الشون للتأكد من جاهزيتها وصلاحيتها لاستقبال القمح، وتم فتح شون جديدة مؤكدا أن الإنجاز الجديد فى الشون مشرّف ومرضٍ للغاية، وأنه جار العمل على رفع كفاءة الشون أكثر من ذلك خلال الأيام المقبلة.

وعلى الجانب الآخر يقول رزق على، أمين نقابة الفلاحين بالدقهلية، إن أزمة القمح تم التعامل معها كما تم التعامل مع أزمة القطن، التجار اشتروا القمح من الفلاحين فى الحقول بسعر السوق السوداء، بسعر 380 جنيها للأردب، والشون تشتريه 420 للأردب على حسب جودة حبة القمح.

وأضاف "فرج" الفلاح باع فى السوق السوداء لعدم استطاعة الفلاحين توريد القمح للشون، وعدم تسليم البنك لأثمان القمح بشكل فورى، والفلاح يتكبد مصاريف نقل القمح كسيارات نقل، ومصاريف عمال اليومية، وكارتة فى الطريق، وكل ذلك بالدين، بالإضافة لديون الفلاحين التى استدانوها خلال زراعة القح.

"انفراد" قدرت قيمة مكسب الفلاح، من خلال زراعته لثمن فدان واحد من القمح، حيث ينتج فدان القمح فى الدقهلية، متوسط 15 أردبا، يتكلف زراعة الفدان، 7 أجولة يوريا ونترات تتكلف 1400 جنيه، و500 جنيه رش مبيدات، و1000 رى، ثم تبدأ عملية جمع القمح حيث يحتاج الفدان لـ10 أشخاص من عمال اليومية، يتقاضى الواحد فيهم ما يزيد عن 70 جنيها فى اليوم، بإجمالى مبلغ 700 جنيه، وتدخل السيارة المحملة بالقمح الشونة بـ17 جنيها، والعمال بالشونة يتقاضون أجرا إجباريا من الفلاح 20 جنيها لتحميل السيارة، والسيارة تتكلف 500 جنيها، تقريبا، كل هذه النفقات تصل إلى ما يقارب 3600 جنيها.

ويبيع الفلاحون إردب القمح بمتوسط 400 جنيه، والفدان ينتج 15 إردبا بالمتوسط، أى أن الفلاح يحصل على 6 آلاف جنيه نظير زراعة الفدان الواحد، ويقوم بصرف 3600 جنيه تقريبا، أى أن ما يتبقى للفلاح هو 2400 جنيه بالمتوسط، كصافى ربح تقريبى، ويستغرق زراعة محصول القمح من 5 إلى 6 أشهر، أى أن الفلاح لو يملك فدان قمح واحدا فإنه يتقاضى راتبا شهريا يصل إلى 433 جنيه شهريا.

ويتساءل السيد فركوش، مزارع بقرية الشراقوة بمركز أجا بمحافظة الدقهلية، كيف يستطيع الفلاح أن يكفى نفقاته، إذا كانت الدولة حددت أعلى سعر للإردب 420 جنيها، الأردب الواحد بيصرف 240 جنيه، يعنى الفلاح يشتغل 6 شهور كاملين عشان يكسب 180 جنيها فى الأردب، دا لو يملك 100 فدان هيكون خسران.

فيما يعترض "فركوش" على حساب "انفراد" لقيمة المصاريف والمكاسب، قائلا: "الحسبة دى على اعتبار أن الفلاح صاحب الأرض، دلوقتى أنا مأجر الأرض 3 آلاف جنيه للفدان، يعنى أنا دفعت من جيبى للدولة، ومكسبتش حتى المكسب البسيط المحسوب، الدولة بتخرب على الفلاح، ولو الفلاح بطل يشتغل البلد هتتشل وتقف وتجوع".

ويضيف "فركوش": "الفلاح عنده التزامات، قرض البنك مثلا، مصاريف التقاوي، مصاريف الكيماوي، مصاريف رش المبيدات، وممكن الفلاح يتفاجئ بمحضر مخالفة أو إزالة أو غرامة من حيث لا يدرى ولا يعلم، ومع كل ذلك الدولة مبتعبرش فى حد ولا بتفكر فى الفلاح".

وقال مصدر بمديرية الزراعة بالدقهلية: "الزراعة أو المديرية ليس لها شأن فى تحديد قيمة أردب القمح، المسؤول عن ذلك هو وزارة المالية، ووزارة الزراعة، ووزارة التموين، ونحن نعمل وفقا للوائح وقوانين وإرشادات سنوية تتغير، والزراعة تدعم التقاوى والأسمدة والبذور وما إلى ذلك من مستلزمات زراعية.

وقال رزق فرج، أمين نقابة الفلاحين، نطالب بعمل شون قمح فى "الحفير"، حيث تزرع 38 ألف فدان كإجمالى، تزرع منها 15 ألف فدان تقريبا قمح، المحافظ فتح شون فى كل مكان فى الدقهلية إلا الحفير لا أدرى لماذا، الفلاح فى الحفير يبات أمام شونة قرية عصفور بمركز بلقاس، ومبيت الفلاح يكلفه مصاريف إضافية كإيجار السيارة التى تقوم بالنقل، بالإضافة إلى الإتاوات والرشاوى.