أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء ، إن جماعة الإخوان المحظورة قد دأبت على العمل ضد المصلحة الوطنية المصرية من خلال خلق الأزمات تارة، وتارة أخرى بالتشكيك في مؤسسات الدولة وقدرتها على المواجهة والحل ، موضحا أن منهج تلك الجماعة هو افتراض سوء النية المستمر في مؤسسات الدولة والقائمين عليها، وأنهم يعملون دائمًا للمصلحة الشخصية ضد مصالح المواطنين، وأن هناك نية مبيتة للتآمر على الدين الإسلامي، ثم إنهم؛ وبناء على هذا الافتراض؛ يقومون بنشر الشائعات وتأجيج الانقسام المجتمعي بين الناس وتعمُّد الإضرار بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية المصرية.
دعم الدول المناوئة للمصالح الوطنية المصرية
أوضح المرصد ، أن الحمية والخلاف السياسي أخذ تلك الجماعة إلى أبعد وأخطر من مجرد الانتقاد وترويج الشائعات والأكاذيب؛ بل أيضًا إلى دعم الدول المناوئة للمصالح الوطنية ، فهم على سبيل المثال يدعمون كل مواقف الرئيس التركي المنتقدة للدولة المصرية ومواقفها السياسية داخليًّا وخارجيًّا، حتى وصل بهم الأمر إلى دعم التدخل التركي في ليبيا على حساب الموقف المصري.
وفي الأزمة السورية وقفوا مع الجانب التركي ضد بلدهم؛ فحينما أذاعت إحدى وكالات الأنباء الإخبارية التركية أن الدولة المصرية ترسل بعض الجنود للمحاربة في سوريا؛ لم يصدقوا الخبر فحسب بل روجوا له وكأنه حقيقة دامغة، وبنوا عليه سلسلة من الأكاذيب للتشنيع على الدولة المصرية، وذلك رغم أن الدولة المصرية قد نفت ما نشرته تلك الوكالة التركية، وأنه لم يتم التطرق أصلًا بأي شكل من الأشكال لإرسال قوات من الجيش المصري إلى سوريا ، بل وحتى في أزمة الليرة التركية دعت تلك الجماعة إلى حملة زكاة لدعم الليرة التركية، بل وهناك دعوات كل عام لإمضاء الصيف في رحاب تركيا وشواطئها، فبالنسبة لهم تعد تركيا حاملة لواء الإسلام وأرض الخلافة ، وكان الأولى بهم دعم عملة بلدهم بدلًا من التشنيع بأن الجنيه المصري سوف ينهار ويصبح بلا قيمة وأن الاقتصاد المصري سيئول إلى الأسوأ.
وأضاف المرصد ، أن جماعة الاخوان دعمت قطر أيضًا على حساب المصالح الوطنية، تلك الدولة التي دأبت على انتقاد الدولة المصرية من خلال قناتها (الجزيرة)، فتلك الجماعة ترى في تلك الدولة وقناتها مصدرًا أساسيًّا للتمويل المالي، ومنبرًا إعلاميًّا يمكن أن تعتليه الجماعة وقتما شاءت، فقد ظلت تلك القناة لسنوات تدعم الطموحات السياسية للإخوان في معظم الدول العربية، ما عدا -بالطبع- في قطر نفسها! فقد أُجبرت تلك الجماعة بالفعل على التخلي عن أية محاولة للتدخل في الشئون القطرية المحلية مقابل حصولها على دعم من الدوحة ، بل وقد دعموا الدوحة أيضًا من خلال الفتاوى الدينية، تلك الفتاوى التي تحرم الثورات في بلاد ودول معينة -مثل قطر- بحجة أنه يحرم الخروج على طاعة ولي الأمر، بينما تحلل الثورات في مناطق ودول أخرى بزعم مقاومة الطغاة، كما يفعل القرضاوي مع حكام الدوحة، فتلك الجماعة اعتادت على التغاضي والسكوت على أى انتهاكات تحدث في الداخل التركي والقطري في مقابل التشنيع وترويج الأكاذيب ضد بلدهم، وكان الأولى بهم الوقوف في وجه كل من يقف ضد مصالح بلدهم الوطنية، فالخلاف السياسي لا يبرر أبدًا الخروج عن الصف الوطني مهما كانت كمية المكاسب الحزبية الضيقة التي يمكن تحقيقها، فطالما هي ضد مصلحة بلدهم فهي الخسارة بعينها التي لا مكسب فيها.