بالصور.. موقف عبود "السيارات تبحث عن الركاب".. أحد السائقين: المكان تحول إلى دورة مياه كبيرة.. المواقف العشوائية جعلتنا من معدومى الدخل.. ويطالبون بتولى جهة حازمة إدارة الموقف

تصطف السيارات فى طوابير يجلس بجوارها سائقوها لساعات.. الكل هناك فى انتظار الزبائن على أمل اكتمال مقاعد العربة حتى تنطلق الرحلة إلى مقصدها.. هذا المشهد أحيانًا لا يكتمل حتى النهاية، وينتهى عند لقطة الانتظار والرحيل بدون ركاب.. هنا موقف عبود المطور لسيارات الأجرة المتجهة إلى المحافظات والأقاليم المختلفة.

من أعلى الموقف يظهر تكدس السيارات التى تحميها المظلات من حرارة الشمس فى الصيف أو برودة الجو وهطول الأمطار فى فصل الشتاء.. أثناء السير فى أرجاء الموقف لا يستطيع المارة تحمل الروائح الكريهة نظرًا لعدم وجود سوى دورتى مياه فقط بالموقف وبالتالى تحول المكان إلى دورة مياه كبيرة لأغلب السائقين وعدد لا بأس به من الركاب.

ناصر قطب الشهير بـ"الجوكر"، صاحب إحدى السيارات التى تعمل على طريق مصر إسكندرية، وأحد أقدم السائقين بالموقف، يوضح أزمات موقف عبود، قائلا:"المشكلة الكبرى للسائقين هنا غياب الزبائن وندرتها فى بعض الأحيان، ولعل لهذا أسبابه وعلى رأسها المواقف العشوائية فى منطقة رمسيس والمرج". ويضيف الجوكر :"السائقون فى المواقف العشوائية يدفعون 220 جنيها إتاوة فيما يسمى بـ"الفردة" التى تصل حمولتها لـ14 راكبًا، وتصل أجرة الراكب لحوالى 35 جنيها، وفى الأعياد تصل إلى 50 جنيهًا، وللتوضيح الدور يعنى فردتين رايح جاى"، مضيفًا:"فى الموقف العشوائى يمكن للسائق القيام بدورين فى اليوم الواحد، وبالتالى يحقق السائق مكاسب كبيرة لا تستفيد المحافظة من كارتة أو أى عائد مادى آخر".

وأشار سائق على طريق مصر إسكندرية إلى أنه أحيانا يمر الأسبوع ولا يتمكن السائقون فى موقف عبود من القيام سوى بـ"فردة" واحدة، والعودة بدون ركاب، لافتًا إلى أن الركاب يلجأون للمواقف العشوائية دائمًا، فلا يأتى أحد إلى المرج سوى الزبون التائه الذى لا يعرف الأماكن بشكل جيد فى القاهرة.

وحول مطالب السائقين الذين كانوا متجمعين حوله، كشف الجوكر أنهم يتمنون القضاء على المواقف العشوائية بشكل تام، وبالفعل حرروا محاضر ضد تلك المواقف، مضيفًا:"نحن نطالب بتسليم موقف عبود لإدارة حازمة أسوة بالمواقف المتواجدة تحت المحور، وذلك حتى تنضبط أموره، وتستفيد الدولة من عوائده، والسائقين على أتم استعداد للالتزام فى حال تولى إدارة حازمة المسئولية".

وأوضح ناصر الجوكر أن السائقين أصبحوا من فئة معدومى الدخل، وليس محدودى الدخل، خصوصا أن الأعباء تتزايد والدخل يتناقص بشكل كبير، لذا يجب حل أزمة الموقف فى أسرع وقت. واستكمل أقدم السائقين بالموقف المطالب، قائلا إن عدد المظلات بالموقف قليل للغاية، ويجب زيادته حتى تحمى السيارات والركاب من حرارة الشمس فى الصيف، ومن الأمطار وتقلبات الجو فى الشتاء، خاصة أن بقاء السيارات فى الشمس لساعات طويلة يتسبب فى أضرار فنية لها، مضيفًا نطلب زيادة عدد دورات المياه خاصة أنه لا يوجد سوى دورتى مياه فى الموقف.

فيما قال سائق آخر يدعى رمضان أن الأمر المثير للاستغراب هى الغرامة التى توقع على السائقين والمقدرة بـ1500 جنيه أثناء تجديد الرخصة بشكل سنوى لعدم التزامه بعدد الأدوار فى الموقف، متسائلا:"كيف يتم محاسبة السائق على عدم التزامه، بعدد الأدوار وهو لا يجد زبائن، وإضافة إلى هذا يدفع غرامة على شىء ليس له ذنب فيه بل على العكس يتسبب له هذا الأمر فى ضرر، مشيرًا إلى أن السائق أيضًا يدفع 5 آلاف جنيه فى حالة رغبته نقل الملكية من الموقف وهذه نقطة تجدر الإشارة إليها أيضًا.

وأكد السائق بالموقف أنه حاول التواصل مع كل الجهات على مدار السنوات الماضية لكن دون رد، فالجميع يكتفى بالإجابة بنعم وأحيانا لا يجدون رد، مؤكدًا أنهم أقاموا وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء، والبرلمان من أجل توصيل صوتهم للمسئولين حتى يعرفون معاناتهم.