قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن مبادرة تحول منتدى شرق المتوسط لمنظمة حكومية هي مبادرة سياسية بدأتها مصر منذ فترة بالتنسيق مع قبرص واليونان، قبل أن يحدث تنسيق أوسع ضم باقي دول المنطقة، من خلال السعي الذي تقوم به مصر لكي تكون محور إقليمي للطاقة في المنطقة، مؤكدًا أن مصر استطاعت أن تنجح بإحراز هدف عالمي اليوم بتحويل المبادرة إلى منظمة.
وأوضح وزير البترول الأسبق في تصريحات لتليفزيون انفراد، أن المبادرات تكون بين دولتين أو ثلاث ويحدث بينهم تنسيق، وهكذا بدأت مجموعة الأوبك، ومثله مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، وغيرها من المنظمات، من خلال رغبة الدول في التنسيق والتعاون فيما بينها، ثم توجد هذا الدول كيان رسمي ذو قيمة أكبر وتنظيمي أكبر في المحافل الدولية من خلال تحويله إلى منظمة تعترف بها المؤسسات العالمية والدولية ويكون لها دور في وضع سقف للإنتاج والأسعار بحيث لا يكون مكان للأهواء.
وأشار وزير البترول الأسبق، إلى أنه لو لم تكن توجد منظمة للدول المنتجة للبترول تعمل على وضع سقف لكل دولة، لوجدنا أن كل دولة تحاول فرض إنتاجها على السوق بأي كميات وبالتالي تتهاوي الأسعار، مشيرًا إلى أن التنسيق الذي بدأ على المستوي السياسي واليوم تحول إلى سياسي واقتصادي له أهمية كبيرة جدًا للتكامل والتنسيق مع دول المنطقة وتحقيق القيمة المضافة الكبرى المنشودة من كل منتجي الغاز في المنطقة، بالإضافة إلى وضع حد للتهديدات التي تواجه بعض هذه الدول من دول أخرى ليست أعضاء ولكنها تحاول أن تفرض سيطرة بدون وجه حق.
وأوضح أسامة كمال، أن المنظمة الجديدة تساهم في وقف النزاع على الغاز في مياه المتوسط، خاصة في ظل وجود تنسيق كامل بين الدول وكل دولة محدد حدودها وموقعة اتفاقيات للإنتاج وتأمين الإنتاج والتسعير، بالإضافة إلى الاستفادة من الأساسية والموجودة لمصر في منطقة شرق المتوسط من شبكات وخطوط بحرية كبيرة ومحطات إسالة يمكن من خلالها للدول المجاورة ان تحضر ما لديها من غاز وتقيم به مشروعات في مصر وتحقق قيمة مضافة وتوجد فرص عمل أو تقوم بإسالته وتصدره لصالحه ومصر تحصل فارق التسييل وتستفيد منه كقيمة مضافة أعلي.
وأشار إلى أن الدول الأعضاء ستستفيد من هذه المنظمة الجديدة، مشيرًا إلى أن دول مثل اليونان، ليس لديها القدرة على الاستفادة من آبار الغاز الموجودة لديها لأنهما ليس لديها القدرة على نقل الغاز، وبالدخول في هذه المنظمة يمكنها الاستفادة من الشبكة البحرية الكبيرة المتكاملة والمتصلة بمحطات الإسالة في مصر، يمكنهم توريد الغاز وإسالته لمصر ثم شحنه في مراكب للأسواق المستهدفة في أوروبا، وبالتالي تستطيع تحقيق هدف جيد، أو تصدير الغاز لمصر لإقامة مصانع لحسابها، مشيرا إلى أن السوق المصري سوق كبير جدا، مشيرا إلى أن الدول المستهدفة كأسواق لجميع المنتجين هي أفريقيا وأوروبا، وبالتالي وجود مصر في مركز هذا التجمع ما بين أفريقيا وأوروبا يمكن مصر من تحقيق الهدف المنشود من أن تتحول في مركز إقليمي للطاقة.
وأكد على وجود 3 ملفات ستعمل عليها المنظمة الجديدة، وهما تحديد سقف الإنتاج لكل دولة حتى لا يحدث إغراق للأسواق، والتنسيق بشأن الاستغلال الأمثل للطاقة، مشيرًا إلى أن هذا التكتل السياسي من الممكن أن يكون له تأثير كبير جدًا في اتخاذ القرارات التي تهم كل الدول الأعضاء في هذا التجمع، مشيرًا إلى أن أهمية وجود فلسطين ضمن هذا التجمع، معربًا عن سعادته الشخصية بوجودها ضمن هذا التجمع.