قرض جهاز تنمية المشروعات يغير حياة "فاطمة" بأسوان.. القرض ساعدها على بدء مشروع صناعات المشغولات اليدوية من "عرجون النخيل".. "المرأة الحديدية" تسعى لتصنيع وحدات الإضاءة.. وتحلم بتسويق منتجاتها بالخارج.

لم يكن مجرد قرض يقدمه جهاز المشروعات لعملائه، ولكنه نقطة تحول فى حياة بعض المواطنين ومساندتهم بعد رحلات كفاح خاضها الكثيرون من الراغبين فى النجاح والاستثمار عن طريق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من هنا تبدأ قصة فاطمة إدريس، من محافظة أسوان، وهى واحدة من حكايات النجاح التى ساهم فيها جهاز تنمية المشروعات فرع محافظة أسوان، والتى استطاعت أن تحافظ على مشروعها فى صناعة المشغولات اليدوية من عرجون النخيل، وأن تفتح أبواب الرزق لها ولسيدات الحى الذى تقيم فيه. "انفراد"، التقى بـ"المرأة الحديدية" فاطمة إدريس، البالغة من العمر 47 سنة، والتى تقيم بمدينة أسوان، للتعرف على قصة نجاح مشروع صناعات المشغولات اليدوية من "عرجون النخيل"، وافتتحت حديثها قائلةً: "أنا سيدة أسوانية حصلت على دبلوم فنى قسم ملابس، ومتزوجة ولدى ثلاث بنات وولد، وقبل 5 سنوات كانت ابنتى الكبرى مقبلة على مرحلة الثانوية العامة، وهناك أعباء مالية على الأسرة نظراً لمصروفات الدروس الخصوصية، ونظراً لرغبتى الشديدة فى استكمال تعليم بناتى وإيصالهم لمرحلة تعليمية متقدمة، بعد أن تحطمت أحلامى فى إستكمال التعليم على صخرة العرف أو العادات والتقاليد المتبعة قديماً بعدم إستكمال تعليم البنات، قررت أن أعمل لمساعدة زوجى - عامل صيانة - فى مصروفات الأولاد الدراسية، بعد أن سبب لى الحرمان من استكمال التعليم ألماً فى نفسى". وأضافت السيدة الأسوانية، أن إحدى الصديقات دلتها على تدريب للسيدات فى مجال "غزل العرجون"، وهو إحدى مخلفات النخيل، ووقتها لم تكن على دراية بهذا المجال من أساسه، إلا أن إصرارها على التعليم ساعدها على البدء وبقوة فى تعليم هذا النوع من الغزل، وبدأت بـ"الكرناف" وهو جزء من أجزاء النخيل، حتى نجحت منذ بداياتها رغم أن هدفها فى بادئ الأمر كان الحصول على مبلغ الـ900 جنيهاً التى تحصل عليها شهرياً من التدريب والإنتاج وليس هدفها النجاح والإبتكار. وأوضحت أنها مع الوقت أخذت فى تحسين مستوى الصناعة وبدأت الأفكار تتولد لديها، حتى أنها كانت تدخل على مواقع الإنترنت للبحث عن ما هو جديد فى هذا المجال وتطويره بصناعات العرجون، وعلقت قائلةً: "كنت باستلف رصيد للدخول على الإنترنت"، مشيرة إلى أنها إنطلقت بعد ذلك لتصميم حقائب وحافظات وشنط لاب توب وأخرى للبيبى وحقيبة خروج للسيدات وغير ذلك". وبالفعل وجدت السيدة الأسوانية نفسها تدخل فى مشروع ورشة تصنيع للغزل وإدخال تقنيات التصميم بالعرجون معه، من خلال تطبيق النسيج على خام العرجون مثل "الكروهات والمبرد والزجزاج" ومن خلال تعدد للألوان الخاصة بالعرجون، ومع كثرة التعامل مع المادة الخام أصبح لفاطمة خبرة كبيرة فى هذا المجال. وأوضحت فاطمة قائلةً: "بعد دراسة وتعمق أكثر للتجربة وحب لهذا المجال، كنت أجمع شنط إخواتى وأصدقائى وأقوم بتفكيكها لمعرفة كيفية تركيبها وصناعتها وإدخال العرجون فى تصنيعها، حتى أن المادة الخام وهى العرجون أصبح لها قيمة لدى المزارعين الذين كانوا يعانون من التخلص منها بعد قطعها من النخيل لعدم محاولة إستخدامها، سواء بالحرق وتهدد الأرض الزراعية بالبوار، أو إصابة الأرض بالآفات فى حالة تركها عليها، فأصبحت لها قيمة وثمن بعد انتشار فكرة إعادة استخدامها". واستكملت فاطمة: كانت أولى المشاركات بالمعارض عن طريق معرض بالمتحف النوبى، وعرض أعمالى فى الصناعات اليدوية "هاند ميد" المبتكرة فى الأعمال ودقة الاهتمام بالتفاصيل الموجودة فيها، وساهم ذلك فى نجاح أعمالى وإقبال عدد كبير من الناس على المعروضات، ثم سافرت لمعرض تابع للسفارة السويسرية بالقاهرة. وعن دعم جهاز المشروعات، قالت فاطمة إدريس: بدأت تنفيذ الأعمال وحدى بعد أن فشلت فى مسألة الشراكة، ونظراً لزيادة حجم الأعمال استلزم ذلك الأمر الحصول على قرض جهاز تنمية المشروعات وكان خلال عام 2017، وبقيمة 18 ألف جنيهاً، بهدف زيادة العمالة وفتح مجالات تدريب لسيدات فى أسوان مع إمكانية الحصول على ماكينات تساعد على الغزل والذى يستغرق وقتاً طويلاً فى الإنتاج. وعلقت فاطمة: "كان دعم المشروعات مرحلة كبيرة فى حياتى ونقطة تحول"، موضحةً أن بداية معرفتها بجهاز المشروعات كان أثناء قيامها بتدريب عدد من السيدات بقرية الأعقاب بمركز أسوان، لمساعدتهن على "فتح بيوت وجلب رزق لهن" وباعتباره عمل إنسانى فى المقام الأول، وكان هناك تدريب لجهاز تنمية المشروعات وقدمت للحصول على هذا التدريب، حتى تتمكن من الاستفادة به فى مشروعاتها التى كانت عشوائية فى بداية الأمر – على حد وصفها - ولم تكن على دراية بمجالات التسويق والبيع والشراء والسعر المقبول ودراسة الجدوى وتكلفة المبيعات ومعرفة الصادر والوارد وغيرها من الموضوعات القانونية والسجل التجارى. ووصفت السيدة الأسوانية، دعم جهاز المشروعات بأنه كان من أجمل التدريبات التى استفادت منها، نظراً لأنه كان على أعلى مستوى، وساعدها فى توثيق مشروعها بعد أن وقفت على أرض ثابتة – على حد وصفها- وابتعدت عن الشراكة وأصبحت قائدة مشروع وخصصت مكان بالإيجار لتصنيع منتجات مشروعها ولديها عمالة كثيرة وهناك مركز تدريب مجانى يساعد أسر وربات البيوت على توفير مصدر رزق لهن. وأضافت أنها دخلت فى تقنيات الجلود على العرجون، وتسعى لاستكمال أعمالها بتصميم وحدات إضاءة من العرجون حتى يمكن استخدامها فى الكافيتريات والأماكن السياحية والفنادق أمام السائحين بشكل جمالى وبيئى يضفى قيمة عالية أفضل من الديكورات والمصنوعات المستوردة. وناشدت المسئولين عن جهاز تنمية المشروعات، مساعدة أصحاب المشروعات الصغيرة أو المتوسطة من الناحية التسويقية والوصول إلى المعارض الدولية خارج مصر، قائلةً: "إحنا بنبدأ وبنكافح ولكن بنحتاج تسويق داخل مصر وخارجها، نظراً لثقتنا فى جودة شغلنا"، لافتةً إلى أن المعارض بالقاهرة تكلفهم مبلغ 5 آلاف جنيهاً بخلاف مصروفات السفر والإقامة خلال فترة المعرض.
















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;