شيد الإنسان على مر العصور العديد من البناءات التى سجلها التاريخ وأكد على قيمتها الفنية والمعمارية الكبيرة رغم ضعف الإمكانيات مقارنة بالحال اليوم. ولكن الكثيرين يعتبرون سور الصين العظيم أهم هذه البناءات وأبرزها على الإطلاق نظراً لضخامته وطوله الفارع اللذين مكناه من البقاء صامداً حتى اليوم.
وأجرى "انفراد"، جولة للسور لمعرفة المزيد من المعلومات عنه، حيث يعتبر هذا السور معلماً سياحياً يحظى بمكانة مرموقة جداً فى الصين حيث يقدر عدد زائريه سنوياً ببضعة ملايين، لكن ورغم شهرة هذا البناء العظيم الواسعة فى كل أنحاء العالم إلا عديد الاشخاص يجهلون معظم الأسرار المتعلقة به.
أعمال البناء..
تم بناء السور فى القرن الثالث قبل الميلاد لأغراض عسكرية ولحماية الحدود الشمالية للإمبراطورية الصينية من أى هجمات محتملة، وقتل حوالى عشرة آلاف عامل خلال عمليات البناء تم دفنهم فى المناطق المجاورة للسور، ويقدر طول السور بـ6700 كيلومتر تقريباً مما يجعله أطول بناء شيده الإنسان عبر كل التاريخ، وإذا تم إضافة الأجزاء المدمرة منه، يصل طوله إلى حوالى 21196 كيلومترا، وعرضه يمتد من خمسة إلى سبعة أمتار.
وتمكن القائد المغولى جنكيز خان سنة 1213 من عبور سور الصين العظيم رفقة جيشه بعد محاولات دامت سنتين، وأصبح بذلك أول قائد يتمكن من عبور هذا الإنجاز.
وتم ضمه أيضاً عام 2007 إلى قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة بعد عملية تصويت بين واحد وعشرين معلما تاريخيا، وأكد عدد كبير من العلماء أنه بالإمكان رؤية سور الصين من القمر بالعين المجردة فى حين أن الحقيقة العلمية تؤكد استحالة هذا الأمر، لكن يمكن رؤية السور من الفضاء الخارجى وتحديداً من ارتفاع 370 كيلومترا، هذا ما أكده رائد الفضاء الأمريكى لوروا شياو عند قيامه بالعملية.
يمر سور الصين العظيم بتضاريس جغرافية مختلفة ومعقدة، حيث يعبر الجبال والأجرف ويخترق الصحراء ويجتاز المروج ويقطع الأنهار، لذلك إن الهياكل المعمارية للسور مختلفة وغريبة أيضا إذ بنى السور فى المناطق الصحراوية بمواد مكونة من الأحجار المحلية ونوع خاص من الصفصاف نظرا لشح الصخور والطوب، أما فى مناطق هضبة التراب الأصفر شمال غربى الصين، فبنى السور بالتراب المدكوك أو الطوب غير المحروق، لكنه متين وقوى لا يقل عن متانة السور المبنى بالصخور والآجر.
وبنى السور فى عهد أسرة مينغ الملكية غالبا من الطوب أو الصخور أو بخليط من الطوب والصخور، وتوجد قناة صرف المياه على قمة السور لأجل صرف مياه الأمطار تلقائيا وحماية السور، وبالإضافة إلى دوره العسكرى، وأثر سور الصين العظيم على التنمية الاقتصادية الصينية أيضا.