ميراث من الخسة، وتاريخ يمتد لما يزيد على 90 عاماً عنوانه الاستغلال المجرد من كل قيم، تمتلكه جماعة الإخوان الإرهابية، فمنذ نشأتها في عام 1928، مارست الجماعة ـ ولا تزال ـ أساليب تعكس قبح أهدافها وزيف منهجها، ومن بين تلك الجماعة، استغلال الأطفال لتحقيق أجنداتها المشبوهة علي اختلاف العصور، وتباين الظروف، فمنذ سنواتها الأولي، وقبل مقتل مؤسسها حسن البنا، شكلت جماعة الإخوان ما يعرف باسم "لجنة الأشبال"، لاستقطاب طلاب المدارس في المراحل الابتدائية من البنين، ولجان "الزهروات" لاستمالة طالبات المراحل الدراسية نفسها، ليكون لدي الجماعة قطيع من الأطفال، مسلوبي الإرادة، الأكثر ميلاً للطاعة، وورقة يمكن استغلالها في كثيراً من المواقف.
استغلال الجماعة الإرهابية للأطفال لم ينقطع على مدار تاريخها، فبعد ثورة 30 يونيو ، حاول الإخوان استغلال الأطفال خلال اعتصام رابعة العدوية، من خلال تنظيم مسيرات بعنوان "أطفال ضد الانقلاب"، وهي الخطوة التي كانت محل إدانة واسعة من قبل منظمات دولية من بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف".
وأعرب بيان صادر عن المنظمة في يوليو من عام 2013، عن "بالغ القلق من الأثر الذي قد يتركه العنف الدائر على الأطفال مشددة على أن الأطفال لا يجب استخدامهم لأغراض سياسية".
وقال فيليب داومال، ممثل المنظمة في مصر في ذلك الحين إن الاطفال لا يجب أن يتعرضوا أو يشهدوا أحداث العنف لما لهذه الأفعال من آثار جسمانية ونفسية مدمرة طويلة الأمد على الأطفال.
واستنكر البيان مسيرة الأطفال التي شارك بها من لا يتعدون سن العاشرة وهم يرتدون الأكفان البيضاء، رافعين لافتات "شهيد تحت الطلب"
وحاولت الجماعة الإرهابية الزج بعدد من الأطفال في بعض قرى ومحافظات الصعيد، وتصويرهم بعد صلاة الجمعة بهدف الترويج لوجود احتجاجات ضد الدولة المصرية، وهو سلوك مشين اعتاد الإخوان الإقدام عليه لتحقيق أهدافهم المشبوهة، وهو الأمر الذي انتقدته منظمات دولية عدة.