أعلن رئيس الوزراء اللبنانى المكلف مصطفى أديب، السبت، عن اعتذاره عن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي من شأنه أن يدخل البلاد فى حالة جديدة من التوتر السياسى، جاء إعلان رئيس الوزراء اللبناني المكلف خلال كلمة ألقاها أمام الصحفيين، عقب اجتماعه السادس مع رئيس الجمهورية ميشال عون فى قصر بعبدا، للتباحث بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، وأعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف فى وقت سابق أنه عند وصول جهود تشكيل الحكومة إلى مراحلها الأخيرة، تبيّن له أنّ هذا التوافق الذي على أساسه قبل هذه المهمة الوطنية في هذا الظرف الصعب من تاريخ لبنان لم يعد قائما، معتبرا "أنّ تشكيلة بالمواصفات التي وضعها باتت محكومة سلفا بالفشل، وحرصا منه على الوحدة الوطنية بدستوريتها وميثاقيتها، فإنّه يعتذر عن متابعة مهمّة تشكيل الحكومة."
كان الرئيس اللبناني قد استقبل رئيس الوزراء المكلّف عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وبحث معه الصعوبات التي واجهته في عملية تشكيل الحكومة العتيدة استنادا إلى المبادرة الفرنسية.
واعتبر عون أن هذه المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أثناء زيارته إلى لبنان في الأول من الشهر الحالي، لا تزال مستمرة وتلقى منه كل الدعم، وفق الأسس التي أعلنها الرئيس الفرنسي.
وأوضح رئيس الوزراء اللبناني المكلف أنه فشل في تشكيل حكومة إنقاذ مصغّرة، ذات مهمة إصلاحية محددة ومفصلّة استنادا إلى المطالب الإصلاحية العارمة للبنانيين.
ولفت أديب إلى أنه تفاءل بموافقة الكتل الرئيسية فى المجلس النيابى اللبنانى والتزمت بها أمام الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، صاحب مبادرة الانقاذ الدولية المتاحة أمام اللبنانيين، في اجتماع حصل مطلع الشهر الجاري في قصر الصنوبر، والذى جرى فيه تدوين الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية المفصّلة واللازمة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الحكومة، والتي التزمت الكتل نفسها بدعم تلك الحكومة في المجلس النيابي، على حد قوله.
وأشار أديب إلى أنه كان واضحا أن تشكيل حكومة لبنانية جديدة يجب أن تتم وفق المواصفات الاختصاصية المبنية على الكفاءة والنزاهة، والتزامها مع الكتل النيابية ببرنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري التفصيلي وهو من شأنه ان يسمح للرئيس الفرنسى ماكرون الإيفاء بوعده تجييش المجتمع الدولي لدعم لبنان، بدءاً من مؤتمر دولي في باريس بعد حوالي الشهر من نيل الحكومة ثقة المجلس النيابي.
وأكد أديب أنه فور قيامه بالاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، أعلن عدد من الكتل النيابية نيّته عدم تسمية أحد للحكومة مع التزامه تسهيل عملها، موضحا أن بقية الكتل أبلغته أنّ لا شروط لها على مثل هذه الحكومة، سوى التزام مسوّدة الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية المتّفق عليها.
ولفت إلى أنه مع وصول تشكيل الحكومة إلى مراحله الأخيرة، تبيّن أنّ هذا التوافق الذي على أساسه قبل بها هذه المهمة الوطنية في هذا الظرف الصعب من تاريخ لبنان لم يعد قائما، مضيفا "بما أن تشكيلة بالمواصفات التي وضعتها باتت محكومة سلفا بالفشل، وحرصا مني على الوحدة الوطنية بدستوريتها وميثاقيتها، فإنّي اعتذر عن متابعة مهمّة تشكيل الحكومة".
وتوجه أديب بالشكر إلى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، ولرؤساء الحكومات السابقين الذين دعموه في مهمته، ومن أعضاء المجلس النيابي ومن الإعلاميين الذين واكبوا تحركاته لتشكيل الحكومة طيلة هذه الفترة.
وتقدم أديب بالاعتذار للشعب اللبناني الذي عانى ويعاني عن عم تمكنه من تحقيق ما يطمح إليه من فريق إصلاحي يعبر من نافذة الإنقاذ التي فتحتها مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، موضحا أنهذه المبادرة يجب أن تستمر لأنها تعبّر عن نية صادقة من الدولة الفرنسية ومن الرئيس ماكرون شخصيا بدعم لبنان ومساندته.