تتفاقم أزمة لبنان بعد اعتذار مصطفى أديب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف عن تشكيل الحكومة، لتتعقد الحسابات السياسية، فى الوقت الذى أعلنت فيه شخصيات سياسية عدم رئاستها للحكومة الجديدة، حيث أكد رئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريرى، أنه غير مرشح لتولى تشكيل الحكومة الجديدة للبنان. جاء ذلك فى بيان أصدره الحريرى، اليوم الأحد، ردا على ما جرى تداوله إعلاميا في غضون الساعات الماضية من كونه في صدارة المرشحين لتولى منصب رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك فى أعقاب الاعتذار الذى تقدم به الدكتور مصطفى أديب عن عدم الاستمرار فى مهمة تشكيل الحكومة.
وشدد الحريرى على أنه يبقى على موقفه الداعم لمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرامية إلى دعم لبنان ومساندته في مواجهة الأزمات التي تعصف بالبلاد، وتسهيل إنجاحها بوصفها الفرصة الوحيدة والأخيرة لوقف انهيار لبنان.
ووفقا لموقع العربية، يقف حزب الله اليوم وحيداً في المواجهة مفتقداً الحلفاء، خصوصاً التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل الذي رفض تخصيص وزارة المال لطائفة معيّنة بما يناقض الدستور، داعيا إلى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، وموضحا مشاركة الحزب في حروب إقليمية، وذلك بعد 15 سنة نسج خلالها كل التحالفات على امتداد لبنان، ووظّفها لمصلحة مشروعه الإقليمي، حيث منع تشكيل حكومات وعطّل استحقاقات دستورية عديدة.
بدوره ناشد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، القوى السياسية التفاهم بين بعضها البعض وفقا لأحكام الدستور ومصلحة البلاد والشعب، لتشكيل حكومة توقف التدهور الخطير الذى يمر به لبنان.
واعتبر المفتي دريان - في تصريح اليوم الأحد - أن الاعتذار الذي تقدم به الدكتور مصطفى أديب عن عدم الاستمرار في تشكيل الحكومة الجديدة يشكل خسارة كبيرة وإضافية، وتسبب فى تداعيات سلبية على الساحة اللبنانية التي تعاني الانهيار.
وأشاد مفتى الجمهورية بالمبادرات الرامية إلى دعم لبنان ومساعدته، لاسيما من قبل فرنسا، مشيرا إلى أنه يتعين على القوى السياسية إعلاء المصلحة العامة ووضعها في صدارة الأولويات قبل أن تنزلق البلاد إلى وضع أكثر صعوبة، مشددا على أن تقاذف التهم لا ينفع وإنما يؤجج الأمور إلى الأسوأ.
وأشار إلى أن الخطاب السياسي لدى الكثيرين في لبنان تحول إلى "خطاب فتنة"، محذرا من الخطورة الشديدة لهذا الأمر الذي يدفع نحو خراب البلاد، الأمر الذي يتطلب مزيدا من الوعي.
وأضاف المفتي دريان: "لبنان يشهد اليوم تحديات كبيرة يُخشى منها إشعال فتنة، لذلك نحذر وننبه ونقول لرجال السياسة عليكم إيجاد مخرج يجمع ولا يفرق، ويبني ولا يهدم، ولا نريد أن نتحدث طائفيا أو مذهبيا.. لبنان لا يعيش دور الطائفة الأكبر، أيا تكن الطائفة، بل لا يكون إلا بالتفاهم والتوازن وعدم التحدي وبدون كيديات سياسية".
ومن جانبه، قال شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن: "إن التحديات تتفاقم أمام اللبنانيين جراء الأزمات الكبيرة التي تحيق بالبلاد على كافة المستويات، الأمر الذي يجعل من أدنى موجبات المسئولية أن يتحلى جميع المعنيين من المسئولين السياسيين بروح التضحية لأجل الوطن والمواطن".
وأوضح أهمية أن يتوقف مسار التعطيل والشلل وتقاذف الاتهامات بين القوى السياسية، لاسيما بعدما أصبح لبنان على شفير الانهيار، وفي ظل أن الوقت المتاح للإنقاذ أصبح ضيقا، بما يتعين معه أن يدرك الجميع خطورة الاستمرار فيما هى الأمور عليه.