"السم في العسل" منهج قناة الجزيرة القطرية بإصداراتها المختلفة، سم يصعب على البسطاء والعامة اكتشافه بسهولة، عكس المتخصصين ومن لهم خبرة في توجيه الرأي العام وشن الحملات على الأفكار والتنظيمات أو حتى الدول، وتكمن خطورة هذه الشبكة الإخبارية حين يصدق رسائلها المتلقي دون وعى ودون الاستماع للمتخصصين من أبناء الوطن المخلصين والصادقين.
والمتتبع لسير هذه القناة القطرية منذ نشأتها يكتشف أنها:
1.لم تتمتع بالمهنية الإعلامية ولم تستقل مطلقًا عن السياسة الخارجية لدولة قطر، تعادى من تعاديها، وتحابى من يتودد لها، فالقائمون على هذه الشبكة يعملون بنظام الريموت كنترول بعيدًا عن الحيادية والموضوعية والشفافية التي يتشدقون بها ليل نهار.
2.تسير وفق السياسة الخارجية للدوحة فهي لم تهاجم السعودية أو الإمارات وبعض دول الخليج إلا بعد المقاطعة التي فرضت عليها من جانب الدول الأربعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر ذلك أن سياسة قطر الخارجية تعيش حالة عداء مع هذه الدول.
3.تتخذ منحى عدائيًا تجاه الدولة المصرية بداية من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وحتى اليوم ولم ينجُ من تحريضها سوى رئيس الإخوان محمد مرسى.
4.تساند كل الدول التي يحكمها أو يساهم في حكمها جماعة الإخوان الإرهابية مثل تونس والمغرب والأردن وتركيا، غير أن منهجها ليس ثابتًا تجاه السياسة التونسية حبق تتحول من الدعم وغض الطرف عن السلبيات إلى الهجوم متى واجه راشد الغنوشى وحزبه أي تحرك مضاد من الشعب أو الرئيس التونسى قيس سعيد وقس على ذلك باقى الدول.
5.تساند التنظيمات الإرهابية الأكثر شراسة من الإخوان والمنبثقة عنها مثل طالبان والقاعدة أو حتى داعش ولذلك لم تواجه قطر أى تهديد إرهابى على الإطلاق فهناك اتفاق بينها وهذه التنظيمات بأن تكون الأخيرة عصا لها في ضرب استقرار الدولة التي تعاديها الدوحة مقابل دعمها ماليا وإعلاميا.
6.تستند أي قوى تواجه الدول العربية غير الموالية لها مثل جماعة الحوثى في اليمن والتي تهدد أمن بعض دول الخليج كالسعودية والإمارات كما تقيم علاقات قوية جدا مع إيران التي تصارع دول الخليج وتسعى لتحقيق مشروعها التوسعى.
7.تستضيف رموز القوى الإرهابية التي تحارب أوطانها العربية ليس كل الأوطان بطبيعة الحال ولكن الأوطان التي تكره أنظمتها الدوحة، ولذلك تجد أكثر ضيوفها عتاة الإرهاب اللذين تلوثت أيديهم بالدم.
8.تشويه الحقائق واجتزاء الصورة وتشجيع الكاذبين كما حدث في تغطية المظاهرات المزعومة مؤخرا، حيث استخدمت خاصية الزوم في تصوير الجماهير ليظهر العدد أضعاف ما هو موجود ونقلت من السوشيال ميديا تجمعات دون التأكد من كونها حقيقية وغير ذلك الكثير والكثير.
9.توهم جمهورها بأنها تعرض الرأي والرأى الأخر وهذا غير صحيح إلا من الناحية الشكلية فقط حيث تتبع من الأساليب ما يلى:
اختيار منافس ضعيف للرد على الضيف الذى في الاستديو والخائن لمصر على سبيل المثال.
مساندة المذيع للضيف الخائن ليصبح النقاش اثنان مقابل واحد.
مقاطعة المدافع عن بلاده عند طرح المفيد والذى يفند الادعاءات.
قطع الاتصال عند محاولة الضيف المساند لبلاده التمرد على أسلوب القناة المشبوهة.
إفساح المجال أكثر للضيف الناقم على بلده ودعمه في الحديث.
وكانت الفاجعة التي عجزت الجزيرة عن الخروج منها بالفيديو الذى صورته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وبثته قنوات مصرية أبرزها إكسترا نيوز مؤخرا وأثبتت كيف أن الجزيرة وشقيقاتها من قنوات الإخوان نقلوها كما لو كانت مظاهرة حقيقية بل وحددوا مكانها وهو نزلة السمان.
وتكمن أهمية هذا الخطاب الإعلامى في حماية المصريين من الغش والتدليس والمكر والخداع الذى يتعرضون له طوال الوقت من قنوات شريرة تديرها أنظمة ناقمة حاقدة على بلادنا، وهذا الخطاب التوعوى الواعى بصب في مصلحة الوطن بأرضه وشعبه ومقدراته، ويفينا شر الفتنة وينقذنا من الهاوية التي تحرص الإدارة الحاكمة على أن نقترب منها.