شهدت فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، العديد من الإنجازات كانت بداية نهضة مصر، فمن تأميم قناة السويس، إلى قانون الإصلاح الزراعى، وتوزيع الأراضى للفلاحين، ثم إنشاء المصانع وبناء السد العالى، فهناك العديد من الإنجازات التي حققها الرئيس الراحل ويشهد عليها التاريخ.
ولا ينسى المصريون جملة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الشهيرة يوم إعلانه التأميم فى احتفالات ذكرى ثورة 23 يوليو عام 1956، فى الإسكندرية عندما قال: "تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، شركة مساهمة مصرية، وينتقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة حاليًا على إداراتها".
لم يستغرق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الكثير من الوقت لاتخاذ قراره التاريخي بتأميم قناة السويس فكان ظهيرة يوم السبت الموافق 21 يولية 1965 ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، في ذلك الوقت شاهدًا على هذه اللحظة التاريخية التي سطر التاريخ بعدها فصلاً من فصول العزة والكرامة المصرية.
ولم يكن تفكير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تأميم قناة السويس محض صدفة، وإنما كان أمرًا يشغل باله وخاطرة تراود مخيلته منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 رغبة منه في استرجاع الحقوق المصرية المسلوبة والسيادة الكاملة على قناة السويس المرفق الملاحي الأهم في الربط بين الشرق والغرب والتي لا يتجاوز نصيب مصر من أرباحها الفتات بنسبة لا تتعدى 3 % فقط.
وتطلب اتخاذ القرار دراسة أبعاد الموقف الدولي حيال تأميم القناة واحتمالات التدخل العسكري علاوة على جمع البيانات والمعلومات الكاملة عن قناة السويس لاتخاذ التدابير اللازمة لأحكام السيطرة عليها دون خسائر، كما وقع اختيار الرئيس جمال عبد الناصر على المهندس محمود يونس، رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول ليكون هو المسئول الأول عن عملية تأميم القناة وخول له كافة السلطات والصلاحيات وحرية اختيار رجاله والمعاونين له ووضع خطة التأميم خلال فترة وجيزة لا تتجاوز55 ساعة.
المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الرئيس الراحل، يكشف أبرز إنجازات الرئيس الراحل، في حوار سابق مع "انفراد قائلا: ثورة 23 يوليو حققت إنجازات كثيرة أولها إنجازات اجتماعية أبرزها أنه بعد 48 يوم من ثورة 23 يوليو صدر قانون الإصلاح الزراعى الذى كان لأول مرة فى تاريخ الفلاح المصرى منذ آلاف السنين يزرع أرض يملكها وهذه كانت رد اعتبار للفلاح المصرى الذى عرق فى الأرض، حيث تم أخذ مليون فلاح لحفر قناة السويس ومات منهم 120 ألفا وهم يحفرون قناة السويس وكانوا يعملون سخرة بدون أى شيء، ولم يحصلوا على أى أجر، نفس الفلاح اتخذ بنفس الطريقة، حيث حفر شبكة الرى المصرية بنفس الطريقة سواء الترع أو المصارف وكل هذه الأمور، حيث كان يعمل بالسخرة ومات كثير منهم، فالترع المحفورة معجونة بدماء الفلاحين.
ويضيف المهندس عبد الحكيم عبد الناصر: شهدت الفترة ما بعد ثورة 23 يوليو وتحديدا خلال فترة حكم جمال عبد الناصر عودة قناة السويس لمصر وبناء السد العالى وخروج الاحتلال البريطاني من مصر ومجانية التعليم ومشروع التأمين الصحى، فكل هذه المشروعات انحازت إلى فقراء مصر وهم الغالبية العظمى من شعب مصر وقامت هذه الثورة ضد مجتمع النصف في المائة، وبعد ثورة 23 يوليو أصبح كل مواطن له حق في التعليم وله حق في الصحة وله حق في فرصة عمل شريفة، فهذه هي الأهداف التي قامت لتحققها ثورة 23 يوليو، قامت من أجل أن تكون مصر إرادتها حرة حيث لا يتم حكمها من خلال سفارة أو من وراء البحار، حيث إن مصر أصبحت بعد ثورة 23 يوليو يحكمها شعبها وتنفذ إرادة شعبها وقرارها يخرج من إرادتها ومن تاريخها من أجل مستقبلها، فهذه هي الأهداف التي قامت من أجلها الثورة لتحققها بقيادة جمال عبد الناصر.