تلعب الدولة المصرية دور بارز للدفع نحو الحل السياسى للأزمة التي تعيشها ليبيا منذ سنوات، وذلك عبر تحركات تقوم بها القاهرة للوصول إلى حل للأزمة السياسية الخانقة التي تعانى منها ليبيا في ظل انقسام المؤسسات، وتتعاطى مصر بإيجابية مع المسارات الثلاثة المنبثقة عن مؤتمر برلين.
وفى إطار المسار العسكرى المنبثق عن مؤتمر برلين، اختتمت المحادثات الأمنية والعسكرية المباشرة بين وفدين يضمان ضباطاً من الجيش والشرطة ويمثلان كلاً من حكومة الوفاق الوطني و"القوات المسلحة العربية الليبية". وقد جرت هذه المحادثات على مدى يومين من 28-29 سبتمبر الجارى في مدينة الغردقة في مصر برعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم فى أنه تم مناقشة عدداً من القضايا الأمنية والعسكرية الملحّة منها تدابير بناء الثقة؛ الترتيبات الأمنية في المنطقة التي سوف تحدد في المرحلة المقبلة على ضوء اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+ 5؛ بالإضافة إلى البحث في مسؤوليات ومهام حرس المنشآت النفطية.
وأوصى المجتمعون بالإسراع بعقد اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بلقاءات مباشرة خلال الأسبوع القادم، الافراج الفوري عن كل من هو محتجز على الهوية دون أية شروط أو قيود، داعين لاتخاذ التدابير العاجلة لتبادل المحتجزين بسبب العمليات العسكرية قبل نهاية شهر أكتوبر المقبل وذلك بتشكيل لجان مختصة من الأطراف المعنية، وإيقاف حملات التصعيد الاعلامى وخطاب الكراهية واستبداله بخطاب التسامح والتصالح ونبذ العنف والإرهاب.
ودعا المجتمعون إلى الإسراع في فتح خطوط المواصلات الجوية والبرية بما يضمن حرية التنقل للمواطنين بين كافة المدن الليبية، وقام المجتمعون بدراسة الترتيبات الأمنية للمنطقة التي سوف تحدد المرحلة المقبلة على ضوء اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، وتم مناقشة مهام ومسؤوليات حرس المنشآت النفطية وتوصل الحضور إلى أهمية إحالته إلى اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 واعطاءه الأولوية بغرض تقييم الموقف من جميع جوانبه ودراسته واتخاذ الإجراءات الكفيلة لضمان انتظام عملية الإنتاج والتصدير.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن امتنانها الصادق للحكومة المصرية على جهودها في تسهيل انعقاد هذه الجولة الهامة من المحادثات الليبية، تقدر بالمثل جهود أعضاء الوفدين وترحب بالنتائج التي تم التوصل إليها. وتأمل البعثة أن يسهم هذا التطور الإيجابي في تمهيد الطريق أمام الأطراف الليبية نحو الاتفاق على وقف نهائي ودائم لإطلاق النار في وقت قريب.
فيما أكد السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشاردنورلاند، أن المحادثات الأمنية والعسكرية المباشرة التي تجري بين الفرقاء الليبيين في مدينة الغردقة المصريةدليل على نجاح العملية التي تيسرها الأمم المتحدة.
كانت القاهرة قد أعلنت عن مبادرة في يونيو الماضى لحل الأزمة الليبية دعت خلالها إلى ضرورة ستكمال أعمال مسار اللجنة العسكرية ( " 5 +5 " ) ب " جنيف " برعاية الأمم المتحدة، وبما يترتب عليه إنجاح باقي المسارات سياسية ، والأمنية ، والاقتصادية، أخذا في الاعتبار أهمية قيام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإلزام كل الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من كافة الأراضي الليبية وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها حتى تتمكن القوات المسلحة الجيش الوطني الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من الاضطلاع بمسئولياتها بمهامها العسكرية والأمنية في البلاد.
وأكد إعلان القاهرة على ضرورة العمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية مع تحديد الآلية الوطنية الليبية الملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة واستثمارا لجهود المجتمع الدولي لحل الأزمة الليبية.
ولعبت القاهرة دورا محوريا في استضافة اجتماعات لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية في عامي 2017 و2018، بالإضافة إلى عدد من الاجتماعات لعدد من أعضاء مجلسى النواب والدولة، فضلا عن تنظيم مؤتمر هو الأكبر للقبائل الليبية، وذلك بهدف الحفاظ على وحدة وسيادة الدولة الليبية والدفع نحو الحل السياسى ونزع فتيل الأزمة الحالية.