وبعد وفاة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وانقطاع الوحى تفشت ظاهرة ادعاء النبوة، فبدأت بـ"مسيلمة الكذاب"، ولم تتوقف حتى الآن، فبين الحين والآخر، يظهر أشخاص يدعون أنهم أنبياء يجب إتباعهم، ويصنعون الحجج والبراهين لجذب متبعيهم، وكثيرًا ما يلتف حولهم عدد كبير من الأشخاص.
وانتشرت ظاهرة ادعاء النبوة فى مصر خلال الآونة الأخيرة، حيث تتابع ظهور أشخاص يدعى بعضهم تارة أنه رسول من الله، وتارة أخرى أنه المهدى المنتظر، الأمر الذى يثير البلبلة والفتن بين المواطنين، فضلا عن العبث بآيات القرآن الكريم وتحريف السنة والسيرة النبوية.
ونعرض على سبيل المثال لا الحصر مجموعة من أبرز المدعين للنبوة فى مصر خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسهم:
المدعى سيد طلبة
عمل موظفًا فى هيئة الطاقة الذرية المصرية، وبدأ مشواره بعلاج المرضى بالقرآن الكريم، حيث كان يعقد جلسات علاج فى أحد المساجد بمحافظة القليوبية يدعى فيها قدرته على شفاء الأمراض المستعصية، وما أن حقق شهرته فى هذا المجال، حتى بدأ يصرح عن نبوته، مستدلًا على صحة ادعائه بمعجزة الشفاء بالقرآن.
قام بتشكيل تنظيم لأتباعه وبلغ عددهم 21 شخصًا، كان يجتمع بهم فى منزله لينشر بينهم دعوته بأنه نبى هذا الزمان، ولكن تم القبض عليهم فى عام 2002، وتمت إحالتهم إلى نيابة أمن الدولة التى أمرت بحبسهم جميعًا، وكان له تأثير كبير على اتباعه، لدرجة أن سلطات الأمن فصلته عن باقى مريديه، داخل سجن طرة، وفى نهاية الأمر حكمت المحكمة عليه بالحبس 3 سنوات مع الشغل والنفاذ.
المدعية منال وحيد مناع
تُدعى الشيخة منال كما تحب أن يلقبها أتباعها، وتدعى أن بيتها مسجد للصحابة الأولياء، وأن عمها عمر حسانين، ادعى النبوة واعتقل ومات فى السجن وكان يؤدى مناسك الحج عن أتباعها بالنيابة، ولا داعى لأن يحجوا، وأن سيدنا جبريل وسيدنا الحسن والحسين وأن السيدة زينب والسيدة نفيسة وفاطمة الزهراء يتجلون لها بصحبة عمها.
وظلت من سنة 1994 إلى 1999م تقيم بشقتها بالقاهرة وتروى لأتباعها تعاليم ومطالب عمها التى أبلغها لها، عندما تجلى لها فى غرفتها فى حضرة النبى محمد -صلى الله عليه وسلم والصحابة- وأهل البيت كما تزعم، وظل الأمر حتى نجحت أجهزة الأمن فى القبض عليهم، ليتم القبض عليها وعلى 15 من أتباعها ويحكم عليهم بالسجن 5 سنوات.
المدعى مؤنس يونس
ظهر المدعى مؤنس يونس مؤخرا على عدد من الفضائيات، ليدلى بتصريحات مشوهة حول الدين، وزعم تلقيه الوحى وحديثه إلى الله وأنه من المهديين وقد يكون المهدى المنتظر، وزعم بأكاذيب حول القرآن الكريم وفسر بعض الآيات الخاصة بسورة الكهف بالخطأ، إضافة إلى زعمه بأن أرض "بكة" هى منطقة الأهرامات الثلاثة وأن تحتها هيكل سليمان وسدرة المنتهى.
صالح أبو خليل يدعى صفات الإلوهية
مدعى النبوة صالح أبو خليل، قام بجمع وحشد الناس فى أحد الموالد بالزقازيق وخطب فيهم قائلا "من صدق فى حبى فله الحسنى وزيادة، وله الجنة ويغفر الله له ولأبويه، ويهون الله عليه سكرات الموت ويرفع عنه عذاب القبر، ويؤمن من أهوال يوم القيامة ويقضى له الله كل حوائجه، اللهم إنى بلغت اللهم فشهد، إلا أنه وقد أفاء الله عليه وأنا صاحب الأسماء صالح ولا فخر، وأنا الغياث فاستغيثوا بى أنا من رحمة الله إليكم فاتبعونى يحببكم الله ويغفر الله لكم ذنبوكم، وأنا المصباح المنير فاستدلوا بنورى أدلكم على طريق الله، وأنا الربان فالتحقوا بسفينتى أوصلكم لشاطئ الرحمن، وأنا باب الأمل وباب الرجاء، وعندى يتوب العصاة ويعود إلى الله المقصرون، وأنا طبيب القلوب أعلم بدائها، وتمنح عندى ولايات وترفع عندى الدرجات فأقبلوا إليا عباد الله بجد، ليغفر لكم".
رأى الدين فى كل من ادعى النبوة بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم
فى فتوى للشيخ ابن عثيمين، حول حكم من ادعى النبوة بعد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قال فيها: من ادعى النبوة بعد محمد فهو "كافر"، مستشهدًا بقوله تعالى "ولكن رسول الله وخاتم النبيين".
وتابع: الله تعالى قال وخاتم النبيين ولم يقل خاتم الرسل، لأنه إذا كان خاتم النبيين فهو خاتم الرسل، ولا رسالة إلا بعد النبوة، إذا انتهت النبوة من بعده فالرسالة من باب أولى.
عقوبة ازدراء الأديان فى القانون المصرى
وحول عقوبة ازدراء الأديان فى القانون المصرى، فعاقب المشرع فى المادة 98 من قانون العقوبات بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، ولا تتجاوز 5 سنوات، أبو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تتجاوز 1000 جنيه، لكل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية.