إذا كنت من عشاق القهوة قد يصدمك معلومة أنها كانت من المشروبات المحرمة مثل الخمر خلال القرن الـ 18، وأن قصة دخولها مصر كانت مثيرة للغاية.
يقول المؤرخون إن القهوة لم تدخل مصر إلا فى القرن السادس عشر الميلادى، وقيل إن أول من اهتدى إليها هو أبو بكر بن عبد الله، وكان يمر فى سياحته بشجر البن فاقتات من ثمره حين رآه متروكا مع كثرته، فوجد فيه تجفيفًا للدماغ واجتلابا للسهر، وتنشيطًا للعبادة، فاتخذه طعامًا، وشرابًا، وأرشد أتباعه إليه
ثم وصل أبو بكر إلى مصر سنة 905 هــ وهكذا أدخل الصوفية شراب القهوة إلى مصر. وحرم البعض القهوة لما رأوه فيها من الضرر، وخالفهم آخرون ومنهم المتصوفة.
وفى سنة 1037 هـ زار القاهرة الرحالة المغربى أبو بكر العياشى ووصف مجالس شرب القهوة فى البيوت، وفى الأماكن المخصصة لها، وفى مطلع القرن العاشر الهجرى حسمت مشكلة تحريم القهوة أو تحليلها
وانتشرت فى القاهرة الأماكن التى تقدمها، وأطلق عليها اسم المقاهى ويبدو لنا أن هذه الأماكن كانت موجودة من قبل ذلك بمئات السنين، ولكن لم يطلق عليها اسم المقاهى لأن القهوة نفسها لم تكن دخلت إلى مصر، وكانت هذه الأماكن معدة لتناول المشروبات الأخرى كالحلبة والكركدية والقرفة والزنجبيل.
وفى بداية القرن التاسع عشر كانت القهوة تقدم فى "بكرج" موضوع على جمر فى وعاء من الفضة أو النحاس يسمى "عازقى" ويعلق هذا الوعاء فى ثلاثة سلاسل ويقدم الخادم القهوة ممسكًا أسفل الطرف بين الإبهام والسبابة، وعندما يتناول الفنجان والطرف يستعمل كلتا يديه واضعًا شمالة تحت يمينه، وتستعمل مجمرة تسمى "منقدًا" من النحاس المبيض بالقصدير وكانت القهوة يضاف إليها أحيانًا الحبهان.
أما الأغنياء فكانوا يضيفون إليها العنبر، والآن أصبحت القهوة تقدم فى كنكة من نحاس ثم تصب فى فناجين خزفية صغيرة.