عادت أزمة الاختفاء القسرى لتشتعل داخل المجتمع القطرى من جديد، فبعد شهور قليلة من تفجير قضية اختفاء المواطن السورى عبدالرزاق أحمد أرزيق، الموجود فى قطر، وتصعيد المنظمات الحقوقية، ضد السلطات القطرية لمعرفة مصيره، انكشفت وقائع جديدة بشأن اختفاء مواطنين قطريين قسريا.
البداية عندما وجه نشطاء قطريون، رسالة إلى منظمات حقوقية، قالوا فيها :"نبلغكم أننا فقدنا التواصل مع النشطاء السلميين القطريين عبدالله أحمد بومطر المهندي ومحمد يوسف السليطي من تاريخ 23/9/2020 محملين جهاز أمن الدولة القطري أي يضرر يقع عليهما بعد اختفائهما قسريا.
يأتى هذا فى الوقت الذى تواصل فيه السلطات القطرية، منع كل من الشيخ سعود آل ثانى، أحد أعضاء الأسرة القطرية الحاكمة، ونجيب النعيمى وزير العدل القطرى الأسبق من السفر، دون توجيه أى اتهامات ضدهما.
ووفقا لمصادر مطلعة، لـ"انفراد"، فإن محمد السليطى، كان موظف بوزارة الخارجية القطرية وتمت إحالته للتقاعد الإجبارى ومتزوج بريطانية ولها منها أبناء يعيشون فى بريطانيا، وكذلك زوجته القطرية تعيش مع أبنائه فى لندن، أى أن كل أسرته فى بريطانيا ومحمد السليطى وحده فى قطر.
وبحسب المصادر، فإن السلطات القطرية عطلت مسيرة محمد السليطى الأكاديمية، لأنه كان يدرس الدكتوراه فى ويلز ببريطانيا ولم يستطع يسافر لإنهاء رسالته.
ويقول نبيل مصطفى، مضطهد سابق فى قطر كان يعمل مديرا تنفيذيا بجريدة الشرق القطرية لـ"انفراد" إن سبب منع الشيخ سعود آل ثانى، تتمثل فى أن هذا الشيخ كان يذهب للعلاج على حسابه الخاص فى الخارج، وشكت السلطات القطرية أنه سوف ينظم المعارضة القطرية من العائلة القطرية الحاكمة المتواجدة خارج قطر، فمنعوه من السفر، وخرج بفيديو يتكلم عن معاناته، فاعتقلته السلطات القطرية 6 أشهر.
وتابع: نجيب النعيمى كان من 1995 إلى 1997 وزير للعدل القطرى فى قطر واستقال وكان على خلاف دائم مع وزير الخارجية القطرى الأسبق حمد بن جاسم بن جبر، حيث كان يعمل وزير للخارجية ثم أصبح رئيس مجلس الوزراء حتى 2013.
وبشأن الاتهامات الموجهة إلى الأربعة الذين تم إخفاء اثنين منهم أو منع اثنين من السفر، قال: لا يوجد أى اتهامات محددة وإلا لكان تم عرض أحد منهم على أى محكمة قطرية أو حتى على نيابة قطرية لأن مقبوض عليهم من أمن الدولة فى قطر، متابعا: كل ما ينفذه أمن الدولة القطرى يأتى تعليمات مباشرة من أمير قطر تميم بن حمد الذى يمنع نجيب النعيمى وسعود آل ثانى من السفر بتعليمات مباشرة منه.
وفى وقت سابق حصل "انفراد"، على تفاصيل الواقعة كاملة، فوفقا لمصادر مطلعة، كشفت أنه فى آواخر شهر مايو 2020 فقد المهندس محمد أحمد أرزيق، المقيم فى الإمارات الاتصال بشقيقه عبدالرزاق أحمد أرزيق، الموجود فى قطر وهو سورى الجنسية يعمل فى قطر، من مواليد 04/05/1985.
وفقا للمصادر، قام المهندس محمد أرزيق بالاتصال بالعديد من أصدقاء شقيقه فى قطر لمعرفة مصيره لكن دون جدوى ولم يعرف أحد منهم سبب الاختفاء، فيما أكد له بعض أصدقاء عبد الرازق أنهم عندما سالوا عنه فى مكان إقامته وأكد لهم الجيران أن ثلاثة اشخاص يرتدون الزى المدنى وليس العسكرى قد أخذوه إلى جهة مجهولة فى منتصف الليل من منزله فى نهاية مايو الماضى.
