أثارت رسالة لراشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة التونسية، وجهها إلى قيادات التنظيم الدولى للإخوان، نشرتها مواقع تابعة للإخوان، خلال الساعات الماضية، جدلا واسعا داخل الجماعة وقياداتها، بعدما أعلن أنه اقترب من الانفصال الكامل عن التنظيم، فيما أصدر المكتب الإعلامى بيانا نفى فيه ذلك.
تضمنت رسالة الغنوشى تأكيده على أن إخوان مصر وسوريا واليمن لم يسمعوا نصائحه، وأنه يرفض سياساتهم فى المنطقة ولن يسمح لتونس أن تصبح مثل العراق وسوريا، وقالت رسالة الغنوشى التى وجهها إلى قيادات الإخوان ف إسطنبول خلال انعقاد مؤتمر "شكرا تركيا": "لا أسباب صحية ولا غيرها حالت دون حضورى ولكننى أرى يوما بعد يوم أن لحظة الافتراق بينى وبينكم قد اقتربت، أنا مسلم تونسى، تونس هى وطنى، وأنا مؤمن بأن الوطنية مهمة وأساسية ومفصلية فلن أسمح لأى كان أن يجردنى من تونسيتى، لن أقبل أى عدوانا على تونس حتى لو كان من أصحاب الرسالة الواحدة، أنا الآن أعلن أمامكم أن تونسيتى هى الأعلى والأهم".
وأضافت الرسالة المنسوبة للغنوشى: "لقد حذرتكم فى مصر وسوريا واليمن ولكن لا حياة لمن تنادى، أنا الآن جندى للدفاع عن أراضى تونس ولن أسمح للإرهاب مهما كان عنوانه أن يستهدف وطنى، لأن سقوط الوطن يعنى سقوطى، عليكم أن تعوا ولو لمرة واحدة خطورة ما يحصل ومن هو المستفيد، لقد صورتم لنا أن مصر ستنهار وأنكم ستستعيدون الحكم فى مصر خلال أسابيع أو أشهر ولكن للأسف فقد أثبتم بأنكم قليلو الحيلة وتحالفتم مع منظمات إرهابية تدمر أوطانكم، ماذا سيتبقى لكم فى حال دمار وطنكم؟ يجب ألا تكون الكراسى هى الهدف فالوطن هو الأهم، يجب أن نعرف أنفسنا من جديد بأننا الوطنية الإسلامية، يجب أن نقر بالوطنية ونتعامل معها لأنه لا يمكن لنا أن نبنى أمة إسلامية دون أن يكون هناك وطنية إسلامية".
وتابعت رسالة الغنوشى: "اتقوا الله فى أوطانكم وشعوبكم، نحن فى تونس شكلنا رسالة واضحة لكم فقد تسلمنا الحكم وخسرنا الانتخابات فمن أفقدنا هذه الانتخابات هو الشعب التونسى لا غيره، هناك خلل بين ما قدمناه وصغناه ومارسناه مع الشعب التونسى، لم تأت قوى خارجية لتسقطنا، بل أخطاؤنا واجتهاداتنا هى المسؤولة عن ذلك، لا الروس ولا الأميركان ولا غيرهم، نحن فى تجربتنا الجديدة فى تونس أخطأنا والشعب التونسى حاسبنا ويجب علينا أن نستفيد من هذا الحساب".
ونقل عدد من شباب الإخوان هذه الرسالة بشكل واسع عبر صفحاتهم على الفيس بوك، وشنوا هجوما عنيفا على الغنوشى، واتهموا بأنه باع جماعة الإخوان، والدين الإسلامى.
وبعد هجوم الإخوان عليه بساعات، أصدر المكتب الاعلامى لحركة النهضة التونسية بيانا قالت فيه :" تناقلت بعض وسائل الإعلام خبرا صدر عن جريدة الحياة الجديدة الفلسطينية حول رسالة مزعومة صادرة عن الشيخ راشد الغنوشى، ويهمنا فى هذا الصدد أن نؤكد بأن هذا الخبر عار من الصحة".
فيما لم يصرح الغنوشى حتى الآن بأى شىء يتعلق بالرسالة، وأسباب عدم حضوره لمؤتمر شكرا تركيا الذى عقده قيادات بالتنظيم الدولى للإخوان فى إسطنبول الشهر الماضى.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن راشد الغنوشى يسبق إخوان مصر فى التفكير والرشد والعقلانية بمراحل ويسبقهم لذلك دائماً فى اتخاذ المواقف الصحيحة فى وقتها قبل أن تحل الكارثة بكيانه ووطنه، وهو يعلم جيداً أن أردوغان يجند الإخوان والجهاديين لإسقاط الدول العربية فى صورة أنظمتها للتربع على عرش إمبراطورية عربية وإسلامية منهارة بزعم تمكين الإخوان من السلطة فى تونس وليبيا ومصر والشام .
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن راشد الغنوشى يسعى لتكفير ذنبه السابق حيث شارك فى وضع رؤى المشروع الفكرية بالتعاون مع مراكز بحثية عربية وغربية ومنظمات ممولة من الغرب وتعمل فى الدوحة وشارك فى معظم مؤتمرات المعاهد الأمريكية التى تبنت هذه العملية من بدايتها لكن يحمد له أنه تراجع وباشر التكفير عن ذنبه.