حذرت النقابة العامة للعلاج الطبيعى، مما روج له عدد ممن وصفتهم بمُنتحلى صفة العلاج الطبيعى، خلال الفترة الماضية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، لعلاج الظهر والرقبة من خلال "الطرقعة"، مؤكدة أن هذا الإجراء لا يتم اللجوء له إلا فى حالات محدودة من المرضى، ولابد أن تتم من قبل مُتخصصين لخطورتها على العمود الفقرى، والمفاصل بشكل عام.
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور صموئيل نصيف، عضو مجلس النقابة العامة للعلاج الطبيعى، إن "طرقعة" المفاصل وفق ما يطلق عليه مجازا بالعامية، ارتباطا بالصوت الصادر عن حركة الجسم بشكل ما، هو علم وعلاج لكنه يتوقف على طريقة تنفيذه، ومن ينفذه، لأنه إجراء خطير، ولابد أن يكون شخص دارس للعلاج الطبيعى، موضحا أن الصوت الصادر عن "الطرقعة" تكون ناتجة عن مناورات حركية للعمود الفقرى والمفاصل.
وأضاف نصيف، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"،: أن طرقعة الرقة إجراء فى منتهى الخطورة، حيث يعرض الشخص للإصابة بعدة إصابات بداية من انزلاق غضروفى وصولا إلى الشلل الرباعى، حيث إن علميا بين كل عظمتين مفصل، قد تحدث حركة طفيفة فيما بينهم، ولا تظهر فى الأشعة التقليدية، ويمكن للمتخصصين بالعلاج الطبيعى أن يتعامل معها ليعيدها إلى مكانها الطبيعى، ويصدر عنها هذا الصوت، أو كما يقال "يردها مكانها".
ولفت إلى أن غير المتخصصين فى حال اتباع الإجراء نفسه قد يزيد دائرة تحريك المفصل أو الفقرة، ما قد يؤدى إلى خلع فقرات الرقبة، وبالتالى تضغط على النخاع الشوكى، ومن ثم الإصابة بالشلل وغيره، مضيفا: أما طرقعة الرقبة الذاتى المُتعدد، والمنتشر بين الناس كعادة، أو طرقعة أصابع اليد، فإن كثرتها يصيب بخشونة فى المفاصل سواء الرقبة أو الأصابع، قائلا: كل ذلك يعنى ضرورة ألا يتعامل المريض إلا مع المتخصصين من خريجى العلاج الطبيعى، باعتبارهم الأكثر إلماما وتخصصا فى العلاج اليدوى سواء للأنسجة الرخوة، أو المفاصل.
كما أكد الدكتور أحمد عزت، أمين صندوق النقابة العامة للعلاج الطبيعى، إن طرقعة المفاصل ينتج عنها شعور مؤقت بالراحة، لكنه بعد فترة يختفى الأثر ويزداد الشعور بالألم، لافتا إلى أنه مع الاستمرار على "طرقعة الفقرات" من غير المتخصصين يؤدى إلى الإصابة بالخشونة، مضيفا: كما أن بعض الفقرات فى حال التعامل معها بشكل خاطئ قد تسبب الموت، مثل طقطقة الرقبة، وكذلك طقطقة الظهر، فإذا تم عملها بشكل خاطئ يمكن أن تقطع الحبل الشوكى، أو قطع ضفيرة عصبية، وطقطقة الكتف من الممكن أن تتسبب فى خلعه.
وأضاف عزت، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"،: كما أن بعض الفقرات قد يكون بها تآكل خاصة بعد سن الـ45 عاما، التعامل معها بالطرقعة قد يكسرها، وبالتالى تؤدى إلى شرخ فى العمود الفقرى، لذا فإن الطرقعة أسلوب علمى نلجأ له فى حالات مُحددة فقط، ويقوم بها المتخصصون، لكن التعامل معها على اعتبارها أسلوب علاج أساسى أمر خاطئ، محذرا من العلاج مع دخلاء أو منتحلي صفة العلاج الطبيعى، لافتا إلى أن النقابة تتخذ إجراءات لمحاربة المراكز والأكاديميات الوهمية، وغير المرخصة لممارسة مهنة العلاج الطبيعي، بالتعاون مع وزارتى التعليم العالي، والصحة، لمحاربة تلك الأماكن الوهمية، وتم ضبط 6 أكاديميات ومركزين، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهما من وزارة الداخلية.
من ناحيته، قال الدكتور سامى سعد، النقيب العام للعلاج الطبيعى،: النقابة أبلغت إدارة مباحث الأموال العامة بوزارة الداخلية عن مجموعة من منتحلى صفة العلاج الطبيعى، وغير حاصلين على تراخيص مزاولة مهنة العلاج الطبيعى، وليسوا أعضاء بالنقابة، إلا أن من ساعد فى انتشار هذه الكيانات هم المرضى أنفسهم، فقد سبق أن حذرنا فى بيانات رسمية، أنه على المريض أن يسأل أولا عن شهادات الطبيب وتراخيصه.
وأضاف سعد، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"،: استطاع عدد من النصابين على المرضى من غير المتخصيين بالعلاج الطبيعى، أن يضفوا شرعية لأنفسهم من خلال الإعلانات والقنوات الفضائية، بعد إذاعة صور لهم بصحبة بعض الفنانات والرياضيين، مما أعطى انطباعا عاما بأنهم مؤهلون لعلاج الأمراض العصبية والعظام، ثم تبين بعد الضبطية القضائية التى قامت بها إدارة العلاج الحر والنقابة والمباحث أنه نصب على المرضى وجلب أموال طائلة منهم، وانطلاقا من دور النقابة المهنى والمجتمعى نرصد جميع المخالفات لحماية المريض من الدخلاء.
واستطرد نقيب العلاج الطبيعى: سبق أن أرسلنا عدة خطابات لطلب منع أى شخص من الظهور على القنوات الفضائية، والتحدث فى المجالات الطبية، إلا إذا كان مؤهلا ولديه موافقة من النقابة المُختصة، وأن يتم ذكر اسمه، صفته، مؤهله، رقم قيده فى النقابة، ورصدنا أكثر من حالة لأشخاص لا ينتمون لأى مهنة من المهن الطبية، ويتصدرون البرامج.