شهادة تاريخية ربما تكون هى الأهم لأنها قطعا غير مجروحة تؤرخ للفترة الصعبة التى عاشتها مصر منذ عام 2011 وانعكست آثاراها السياسية والاقتصادية والأمنية بشدة على الفترة التى تولى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى أمور البلاد فى 2014، تأتى هذه الشهادة من زوجة رجل خاض حربا ومر هو ونظامه السياسى والشعب المصرى وقتها بظروف اقتصادية وأمنية غاية في الصعوبة، حيث أقرت جيهان السادات، حرم الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، بأن الفترة التي تولى فيها الرئيس السيسى حكم البلاد كانت أصعب من المرحلة التي أعقبت حرب أكتوبر عام 1973.
أكدت جيهان السادات، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد تسلم البلاد فى ظروف أصعب من الظروف التى مر بها الرئيس الراحل أنور السادات، حيث إن العالم بأكمله يقف ضده ويواجه عدو غير مرئى وغير معروف، بينما السادات كان يعلم عدوه جيداً، قائلة: "الوضع الآن أصعب لأن مصر تمر بظروف عمرها ما مرت بيها".
وكانت جيهان السادات فى حوار مع الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس تحرير "انفراد"، ببرنامج "على هوى مصر" عام 2016 على فضائية "النهار"، وتساءل "صلاح عن كيفية عبور مصر من الفترة التي أعقبت نصر أكتوبر عام 1973، وكيف واجهت الأثر الاقتصادى المدمر للحرب.
وردت حرم الرئيس الراحل قائلة: "مصر مبروكة بشعبها، وهو شعب أصيل يقف وقت المحن وقفة جميلة جدا ما يسهل عبور المراحل الصعبة، كان هناك طوابير على المخابز والبقالة، والميزانية تحت الصفر، وكان الشعب يقف صفا واحدا ويشارك فى المستشفيات لإسعاف الجرحى، وكان هناك نوع من الانتماء في الظروف الصعبة والاتحاد والوقوف صفا واحدا".
واستطردت: "اللى أنا واخدة عليه ومزعلنى إلى حد ما إن محدش عايز يضحى، التضحية كانت بكل الوقت والرفاهية، إنما دلوقتى في ناس عايزين البلد تمشى وتبقى كويسة وهى بتتفرج، الوضع مكانش كدا في 73 وكنا بنلم الدهب لتغطية تكلفة المجهود الحربى، كان هناك عطاء".
وتابعت حرم الرئيس الراحل: "الوضع الآن أصعب لأن مصر تمر بظروف عمرها ما مرت بيها، إحنا كنا عارفين العدو فين، لكن انهاردة مصر تُحارب من حاجات انت مش شايفها ودول ومخططات، ورجل الشارع العادى يشعر بذلك، وللأسف هناك فئة من الشباب مُوجهة، ودا اللى بيزعل الواحد".
وقالت: "السيسى العالم كله واقف ضده، وأنور السادات لم يكن بهذا التفرع ويعلم أين يقع العدو، لكن الآن تركيا من ناحية وقطر من ناحية أخرى وتعتمد على عمليات إرهابية لضرب مصادر الدخل القومى مثل السياحة للإضرار بالاقتصاد القومى ومخططات ضربه السوق السوداء للدولار"، وضربت مثالا بواقعة الطائرة الروسية.
وأكدت جيهان السادات أن الرئيس الراحل لو كان نجح في إلغاء الدعم عام 1977 لكان الحال الآن – وقت إجراء الحوار - أفضل بلا شك، مشيرة إلى فاتورة الدعم على البنزين والسلع التموينية ضخمة جدا، مشددة على ضرورة تحمل الشعب والتضحية من أجل النهوض بالوطن واقتصاده.