عززت جائزة نوبل فى الفيزياء، جهود علماء الفيزياء الكونية وعلوم الفضاء، بمنح جائزتها هذا العام لـ3 علماء، تمكنوا من فك شفرات النظرية النسبية لرائد الكونيات ألبيرت اينشتاين، والتى اشتهرت بنظرية الجاذبية، حيث نجح 3 علماء من أمريكا وألمانيا وبريطانيا فى تحويل أفكار ونظرية اينشتاين التى غير بها وجه العالم منذ 100 عام إلى تطبيقات وإثباتات لرؤية اينشتاين، بحصولهم على جائزة مشتركة فى كشف وإثبات "الثقوب السوداء" الموجودة فى الفضاء،التى ترتفع جاذبيتها بحيث تبتلع أى شيء يمر من أمامها، ولا يستطيع الضوء إنارتها بل تبتلع الضوء.
البريطاني روجر بنروز والألماني رينهارد جنزل والأميركية أندريا جيز، نجحوا فى تأكيد وجهة نظر أينشتاين بوجود ثقوب سوداء لم يراها هو ولم يكن لديه ما يوثقها، بل تنبأ بها خلال وضع النظرية النسبية التى تصف القوى الفيزيائية الكونية، وتحولوا برأيه النظرى إلى ما هو مصور وموثق ومرصود علميا بتوصيفاته الدقيقة، ومثبت علميا بعد الاكتشاف النظرى لها الجانب منذ 100 عام.
عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء، د. أسامة شلبية، أعتبر أن كشف الثقوب السوداء هو كشف لأكبر أسرار الكون، والذى سيغير الكون والتطبيقات العلمية التى تخدم الانسان، مؤكدا أن الثقوب السوداء سوف تكشف سر الجاذبية التى اجتهد انشتاين فى كشفها نظريا واليوم يتم كشفها تطبيقيا من خلال هؤلاء العلماء الثلاثة الذى تناولوا النظرية النسبية للكون بشكل تطبيقى.
و قال عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء، فى تصريح خاص: نوبل أعطيت هذا العام لمن سيكشفون سر الجاذبية وما ارتبط به من موجات واختراعات خاصة بالطيران والصواريخ وكافة قوانين الفيزياء فى الكون التى أسس لها اينشتاين نظريا، وهو صاحب أعظم نظرية فى الـ100 سنة الأخيرة، ومازالنا نعمل فى تفسيرات النظرية النسبية وما تتطلبها من تطبيقات علمية.
وأكد عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء، أن الثقوب السوداء معروفة نظريا من زمن بعيد، والتى تنبأ بها اينشتاين فى نظرية النسبة العام، وهذا الاكتشاف يؤكد نجاح نظريته النسبية، حيث أكدت أن سرعة الضوء ثابتة كونيا بسرعة 300 ألف كيلو متر فى الثانية والنظرية العامة تقول إن الكتلة العالية تصنع انحناء الفضاء لاتساع رقعته وقوة التأثير.
وأوضح عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء، أن الثقوب السوداء أحد اكثر الأسرار غموضا، وهى أجسام فلكية ضخمة تتواجد داخل المجرات وهى الأكثر جاذبية لامتصاصها الضوء، وسمى بالأسود لأن الضوء مختفى به رغم أن سرعته 300 ألف كيلومتر في الثانية "أكبر مغارة كونية" واكبر "دوامة كونية"، حيث لم يكن يوجد معمل كونى ليثبت وجود افتراض اينشتاين حيث اكتشف الليزر بناء على نفس النظرية وكثير من الاختراعات.
وبدأت أول أبحاث حول الثقوب الكونية السوداء على يد روجر بنروز، في ستينيات القرن الماضي أساسا للفيزياء الفلكية المعاصرة، لدراسة ورصد الثقوب السوداء والنجوم النيترونية وغيرها.
صرح بذلك رئيس معهد "شتانبيرغ" الحكومي الروسي للفلك، قسطنطين بوستنوف في حديث أدلى به لوكالة "تاس" الروسية.
وقال إن الثقوب السوداء والنجوم النيترونية وغيرها من الأجرام الفضائية فائقة الكتلة تعكس قوانين فيزيائية أساسية تتحكم في عمل الكون.
وقد أثبت روجر بنروز، عددا من النظريات المتعلقة بالثقوب السوداء، وأجرى بعض التجارب الذهنية التي تستخدم اليوم على نطاق واسع لدراسة العمليات الأكثر تطرفا في الكون.
وعلى وجه الخصوص فإن نظريات، بنروز ساعدت العلماء في وصف عملية انبعاث حزم ضيقة فائقة القوة من المادة والطاقة من قبل الكوازارات باعتبارها نوى نشيطة للمجرات.
ويعتمدها العلماء حين يرصدون أجراما فضائية تقع في مناطق تبعد عن المنظومة الشمسية مسافة تعادل مليارات السنوات الضوئية. وساعدت تلك الاكتشافات بدورها الحائزيْن جائزة نوبل، رينهارد جينزل وأندريا غيز في إثبات وجود ثقب أسود عملاق وسط درب التبانة.
يشار إلى أن الباحث البريطاني روجر بنروز والفلكي الألماني، رينهارد جينزل وعالمة الفيزياء الفلكية الأمريكية، أندريا جيز، منحوا جائزة نوبل لقاء الدراسات المتعلقة بالثقوب السوداء.
فيما توجّت جائزة نوبل للفيزياء التي أعلنت، يوم الثلاثاء، رواداً ثلاثة في مجال البحوث المتعلقة بـ"الثقوب السوداء"، وهي مناطق من الكون ذات جاذبية فائقة لا يمكن لأي جسيمات الإفلات منها، هم .
وفاز بنروز بالجائزة الشهيرة لاكتشافه أن "تَشَكُّل ثقب أسود هو بمثابة تنبؤ صلب بنظرية النسبية العامة"، في حين أن جنزل وجير كوفئا "لاكتشافهما جسماً مدمجاً فائق الضخامة في وسط مجرّتنا"، على ما أعلنت لجنة التحكيم خلال إعلانها أسماء الفائزين في ستوكهولم.
وقال ديفيد هافيلاند رئيس لجنة نوبل للفيزياء لدى إعلانه الجائزة: "اكتشافات الفائزين بالجائزة هذا العام مهدت الطريق لدراسة المواد المضغوطة وفائقة الكتلة".
وتتكون الجائزة المرموقة من ميدالية ذهبية وجائزة مالية قدرها 10 ملايين كرونة سويدية (أكثر من 1.1 مليون دولار)، ويرجع الفضل فيها لوصية تركها منذ 124 عامًا مبتكر الجائزة، المخترع السويدي ألفريد نوبل، وتمت زيادة مبلغ الجائزة مؤخرًا لتتلائم مع التضخم.