طرح مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية السعودى، الدكتور أنور عشقى، فكرة إنشاء منطقة سوق حرة فى جزيرة تيران لمدة 90 عاما لتوفير رؤوس أموال تدعم الأمة العربية وفقا لاشتراطات محددة، مؤكدا أن الدول العربية تملك أهم الثروات الطبيعية فى القرن الـ 21 وهو الغاز، داعيا لوضع رؤية استراتيجية واضحة لحل الأزمات فى المنطقة العربية.
وأكد الدكتور أنور عشقى فى حلقة نقاشية، مساء الاثنين، حضرها مفكرين وكتاب وسياسيين، أن المملكة العربية السعودية رأت أن قطر وتركيا تعملا على إعادة المجد العثمانى فى المنطقة بالتحالف مع الإخوان المسلمين وأمريكا، مشيرا إلى أن الرياض حددت استراتيجيتها مع الدول الأخرى على قاعدة علاقتها مع الدول الإقليمية الكبرى وعلى رأسها مصر، وأن المملكة العربية السعودية تسعى لإثناء تركيا وقطر عن أسلوب التعامل مع مصر وشعبها.
ودعا المفكر السعودى لصناعة أنظمة حاكمة تحقق العدالة والانفتاح على الحضارات الأخرى التى تتماشى مع قيمنا وعادتنا العربية والإسلامية، مؤكدا أن 90 % من الدستور الأمريكى قائم على قيم إسلامية وعربية، وأن الأمم لا يمكن أن تطور إلا بالحوار.
ودعا الدكتور أنور عشقى لميثاق شرف إعلامى عربى يساعد فى عملية التنمية والتوعية الفكرية للمواطن العربى، مشيرا إلى أن صوت الشعب يصل إلى الحكام فى الوقت الراهن خلافا للماضى، مؤكدا أن التكامل بين الأمة العربية سيحقق الرخاء والوحدة، مشيرا إلى أن استثمار الأموال الخليجية فى مصر والسودان فى مجال الزراعة كان سيقطع الطريق على إثيوبيا التى تعمل على بناء سد النهضة وكان سيمثل لأديس أبابا وبالا عليها، على حد تعبيره.
وأكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات القانونية والإستراتيجية أن عداء المملكة العربية السعودية للنظام الإيرانى الحاكم وليس للشعب الإيراني، موضحا أن المملكة العربية السعودية باستطاعتها تفكيك طهران خلال 6 أشهر لأنها قائمة على قوميات مختلفة، كاشفا عن تفاصيل لقاءه بأحد وكلاء وزارة الخارجية الأمريكية والتى انتقد عشقى خلالها دخول الغزو الأمريكى للعراق دون غطاء شرعى وحل واشنطن للجيش العراقى وتحولها لقوة احتلال فى البلاد، واصفا الولايات المتحدة الأمريكية بالسوق يربح به من يستطيع إجادة قواعد اللعبة.
واستعبد المفكر السعودى إعادة تطبيق سايكس- بيكو جديدة بالمنطقة فى الوقت الراهن، مشيرا لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية فى أن تكون إيران الدولة المهيمنة فى المنطقة أو هيمنة الأتراك بالتعاون مع تنظيم الإخوان لكن الدول العربية رفضت الطرح ووقفت ضد المشروع الأمريكى.
وأوضح الدكتور أنور عشقى أن إيران سخرت مواردها المالية للعبث بأمن الدول العربية وتفخيخ أمتنا العربية، مؤكدا أنه خلال زيارته إلى طهران طرح على النظام الإيرانى وقف الحرب فى سوريا والكف عن العبث بالأمن العربى لنزع فتيل الأزمة مع المملكة العربية السعودية والعديد من دول المنطقة، مشيرا لتمسك النظام الإيرانى بسياسته التى يمارسها فى المنطقة والتى ترفضها دول المنطقة العربية.
من جانبه شدد الدكتور محمود أبو العينين أستاذ العلوم السياسية، والعميد السابق لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة الأسبق، على أهمية بناء جسور بين الدول العربية فى العديد من المجالات منها الثقافية والعلمية والعمل على تعزيز الترابط بين شعوب الأمة العربية.
فيما دعا كمال زاخر، منسق التيار العلمانى القبطى، لبناء الثقة بين الحكام وبين الناس وأن تفعل بين الدول العربية بعضها البعض، مؤكدا أن جسر الملك سلمان الذى سيربط مصر بالسعودية يعد جزءا من كسر حالة انعدام الثقة، داعيا لاحترام وتطبيق التعددية التى كان لها دور فى نهضة العديد من الدول الغربية.
حضر الللقاء اللواء محمد الغباشى، نائب رئيس حزب حماة الوطن، اللواء محمود خلف، الخبير الإستراتيجى والعسكرى، الدكتور محمود أبو العينين أستاذ العلوم السياسية، والعميد السابق لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة الأسبق، كمال زاخر، منسق التيار العلمانى القبطى، الإعلامى نبيل نجم.