يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستئناف نشاطه الرئاسي والانتخابي بشكل طبيعي السبت، في ظل استمرار تعافيه من آثار إصابته بوباء كورونا قبل أكثر من أسبوع، في وقت تكثف فيه حملة منافسه الديمقراطي جو بايدن، جهودها لجمع المزيد من التبرعات وتكثيف الدعاية الانتخابية وسط غموض حول الموعد النهائي للمناظرة الرئاسية بين المرشحين.
ومع دخول مارثون الانتخابات الأمريكية الأمتار الأخيرة، قبل تصويت الحسم المقرر نوفمبر المقبل، أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن ترامب سيستأنف نشاطه الانتخابي بدءً من السبت في حال سمح له الأطباء بالعودة إلى نشاطه الاعتيادي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايلي ماكناني إن ترامب "مستعد للذهاب"، وسيرى ما إذا كان التجمع الانتخابي المقرر السبت ممكنا، وتابعت في تصريحات لقناة فوكس نيوز: "نحن نحاول فقط مواكبة الرئيس المستعد للذهاب.. هو جاهز للتواجد هناك، بمجرد حصوله على الموافقة الطبية".
وأضافت: "الفحوصات الجارية تهدف للإطمئنان على أن يكون ترامب غير ناقلاً للعدوي.. وهو بدوره سيتفادي الاختلاط بالآخرين إذا كان ناقل محتمل لعدوي كورونا".
وفى ظل الغموض حول الحالة الصحية لترامب، قال طبيب الرئيس الأمريكي شون كونلي، إن ترامب سيكون قادرًا على "العودة إلى الارتباطات العامة بأمان السبت".
وبينما قال ترامب إنه يعتقد أنه لم يعد معديًا، يبدو أن المخاوف بشأن العدوى تحبط خطط المناظرة الرئاسية المقررة الأسبوع المقبل.
وقال ترامب في مقابلة هاتفية مع قناة فوكس بيزنس، وهي الأولى له منذ خروجه يوم الاثنين من المستشفى الذي مكث فيها 3 أيام: "أشعر بشعور جيد. حقا جيد. أشعر أنني في حالة مثالية".
وأضاف "أعتقد أنني أفضل لدرجة أنني أود حضور تجمع انتخابي الليلة.. لا أعتقد أنني معدي على الإطلاق".
في المقابل، قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، إن الرئيس ترامب "يستجيب بشكل جيد للغاية" مع علاجه من كورونا بعد خروجه من المستشفى. وتابع: "نأمل بالتأكيد في الشفاء التام للرئيس ترامب، إلا أنه يجب أن نتذكر جيدا عند النظر في حالات كوفيد-19 أن المصابين، حتى بعد أيام عدة من شعورهم بالتحسن، يبقون معرضين لتدهور حالاتهم ويدخلون في مشاكل".
وتابع في تصريحات لشبكة سي إن بي سي: "لا أعتقد أن هذا سيحدث مع الرئيس دونالد ترامب، لكن أعتقد أنه يجب توخي الحذر ومتابعته عن كثب. بالنظر إلى حالته الآن يبدو أنه يتجاوب بشكل جيد ونأمل جميعا أن يستمر في التحسن بثبات وأن يتعافى تماما".
وقالت الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي إن ترامب يرغب في خوض مناظرة مع منافسه المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن في حالة تأجيل موعدها من الأسبوع المقبل إلى 22 أكتوبر .
وكانت اللجنة المسئولة عن المناظرات الرئاسية قد أعلنت الخميس، أن المناظرة الثانية بين ترامب وبايدن ستكون افتراضية، عبر الانترنت، الأمر الذي رفضه ترامب في ذلك الحين معتبراً أنه "مضيعة للوقت".
على الجانب الآخر، يواصل معسكر الحزب الديمقراطي تحركاته أملاً في العودة مجدداً إلى البيت الأبيض، بعد الخسارة المدوية التي تكبدتها هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، حيث كثف رموز الحزب نشاطهم في جمع التبرعات لاستكمال الأسابيع المتبقية من الدعاية الانتخابية.
وقال المرشح الديمقراطي جو بايدن إنه لا ينبغي إجراء مناظرة مع ترامب طالما بقي الرئيس مصابا بفيروس كورونا، وذلك بعدما أشارت استطلاعات رأي إلى تقدم طفيف حققته رفيقته في الحملة الانتخابية كامالا هاريس المرشحة على منصب النائب، أمام مايك بنس، نائب ترامب، والمرشح للمنصب نفسه.
وقالت مجلة بولتيكو الأمريكية في تقرير لها إن الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي جمع تبرعات بنحو 15 مليون دولار، بعد مناظرة "نائب الرئيس" بين هاريس وبنس، وحتي صباح الخميس الماضي.
واعتبرت المجلة أن هاريس أثبتت بالفعل أنها يمكن أن تصبح أحد العوامل الرئيسة في جمع الأموال لحملة بايدن.
ويحاول بايدن وحملته التركيز على ملف إدارة أزمة كورونا لشن هجوم حاد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستغلين في ذلك إصابة ترامب نفسه بالوباء، حيث حرص بايدن على توجيه نصيحة لترامب بـ"ارتداء القناع الطبي"، وعدم التهاون في المستقبل.
وانتقد بايدن في بيان له الجمعة الطريقة التي أدار بها ترامب ملف كورونا، مستشهداً بمخطط اختطاف تم احباطه لحاكمة ولاية ميشيجان الديمقراطية جريتش ويتمير، وتم الكشف عنها مؤخراً ، بقوله : عندما كانت الحاكمة ويتمير تحمي سكان الولاية من الوباء المميت، دعا ترامب لتحرير ميتشيجان.
وكانت وسائل إعلام أمريكية كشفت الخميس، إن جماعة مسلحة، تدعو إلى "تطبيق القانون" تسمي نفسها قاعدة ميتشيجان، خططت لخطف حاكمة الولاية ومحاكمتها بتهمة "الخيانة" اعتراضاً على قراراتها بفرض الإغلاق في الولاية خلال الأشهر الأولي لانتشار وباء كورونا، بالمخالفة لوجهة نظر ترامب في ذلك الحين، ودعوته المتكررة لفتح البلاد.
وقال بايدن في بيانه : ترامب تساهل مع التعصب والكراهية اللذين غطت موجتهما البلاد كلها"، في إشارة إلى مخطط اختطاف "ويتمير"، الذى تم احباطه ، حيث كان يتضمن محاولة احتلال لمبني الولاية بواسطة 200 مسلح، بهدف "فرض القانون"، حسب ما ادعي التنظيم المتطرف.