بالصور.. كارثة بيئية تهدد سكان الوادى الجديد.. حرق ودفن المخلفات الطبية والقمامة فى محيط المدن بعد توقف المحارق عن العمل.. والمحافظ: إجراءات عاجلة لتشغيل المحارق.. والأهالى: السرطان فى كل بيت

كارثة بيئية وصحية تهدد حياة أهالى محافظة الوادى الجديد وخاصة فى مركزى الخارجة والداخلة، بعد قيام مديرية الشئون الصحية بإلقاء المخلفات الطبية الخضراء والحمراء فى محيط المدن وحرقها بالقرب من نقطة الكيلو 10 على طريق الداخلة الخارجة وطريق مطار الداخلة، بالإضافة لحرق مخلفات الأحياء السكنية فى نفس المناطق بكميات هائلة مما يؤدى لانبعاث الأدخنة الملوثة للبيئة، والتى تحوى أكاسيد مسببة للسرطان. ورصدت عدسة "انفراد" تلال هائلة من مخلفات الحرق بطريقة مخالفة لاشتراطات البيئة والصحة فى الوقت الذى تعانى فيه المحافظة من ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان بصورة مفزعة، ما استدعى مديرية الشئون الصحية أن تخفى هذه الإحصائية وترفض الإفصاح عنها.

وكانت مديرية الشئون الصحية تعتمد فى حرق المخلفات الطبية الحمراء "الخطرة والملوثة للبيئة" على المحارق الطبية الموجودة داخل كل مستشفى، حتى توقفت عن العمل لعدم جاهزيتها وتضرر المواطنين منها، بسبب انبعاث أدخنتها فى الكتل السكنية، وقيام محافظ الوادى الجديد الأسبق بإصدار قرار بوقفها عن العمل، والبحث عن بدائل صحية لحرق تلك المخلفات.

ورصدت عدسة "انفراد" أيضا، مظاهر الإهمال التى طالت مصنع حرق القمامة التابع لرئاسة مركز الخارجة بعد أن تعرض لحريق هائل تسبب فى تدمير محتوياته وتوقف عن العمل، بعد أن كان مستقبلا لمئات الأطنان من المخلفات والقمامة الناتجة عن الأحياء على مستوى المدينة بالكامل وهو ما أدى لقيام رئاسة المركز والأحياء التابعة لها لإلقاء المخلفات بالقرب من مدينة الخارجة وحرقها بكميات كبيرة، حيث يتأثر سكان حى 25 يناير أحدث أحياء المدينة من حيث الإنشاء بكميات الأدخنة المنبعثة من تلال القمامة المحترقة بجانب سكان طريق الداخلة بالكامل لقربهم من مواقع الحرق.

وقال مصدر بمديرية الشئون الصحية- رفض ذكر اسمه- إن جميع محارق النفايات الطبية الخطرة بالوادى الجديد لا تعمل نهائيا، وأن نفايات مستشفيات ووحدات الخارجة وباريس الصحية يتم دفنها فى الكيلو 10 طريق الداخلة، ونفايات الداخلة الطبية يتم دفنها فى طريق مطار الداخلة، ويتم تسديد خانات دفاتر الحرق ورقيا بالتعاون مع مسئولى وحدة النفايات الطبية الخطرة بمديرية الشئون الصحية، وفى حال اكتشاف الأمر الخاص بعدم تشغيل المحارق يتم عمل محاضر حرق وهمية واعتمادها من جهاز شئون البيئة الذى يحصل مسئولوه على نسبة من إيراد المحارق.

وأضاف المصدر أنه تم دفن كمية تزيد عن 28 طن نفايات طبية مسرطنة قادمة من المنيا عام 2012 فى تربه أرض الوادى الجديد، وتم تحصيل مقابل الحرق 88 ألف جنيه مع تسوية سولار الحرق، مؤكدا أن أغلب آبار الوادى الجديد عيون سطحية تتأثر بتلك النفايات الخطرة التى تصل إلى مياه الآبار وتسبب تلوثها.

وقال اللواء محمود عشماوى محافظ الوادى الجديد إن المحارق الطبية تم وقفها لأنها تسبب تلوث البيئة لعدم جاهزيتها للعمل داخل المناطق السكنية لكونها داخل المستشفيات، ويجرى حاليا التنسيق لإنشاء محارق طبية آمنة، مؤكدا على أنه تم اعتماد 3 ملايين و500 ألف جنيه لإعادة تأهيل وتشغيل مصنع تدوير المخلفات بمركز الخارجة. حيث وافقت وزارة التخطيط على زيادة الاستثمارات المخصصة لبرنامج تحسين البيئة المدرج بخطة ديوان عام المحافظة للعام المالى 2015/2016.