قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب برفع السرية عن جميع الوثائق الخاصة بفضيحة البريد الإلكترونى الخاصة بهيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومنافسته فى الانتخابات الرئاسية عام 2016، ودعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، لاستهداف وزارة الداخلية المصرية، كشف عن العديد من المفاجآت.
وفى هذا الإطار، يقول اللواء محسن حفظى وكيل جهاز الأمن الوطنى الأسبق، إن مصر كانت مستهدفة بخطط جهنمية دارت تفاصيلها بين هيلارى كلينتون وجماعة الإخوان الإرهابية، سعت لإضعاف الدولة المصرية وضربها فى مقتل، واستهداف مؤسساتها وعلى رأسها وزارة الداخلية المصرية.
وحول أسرار الخطة الامريكية الاخوانية لتفكيك الداخلية المصرية، أكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، فى حديثه لـ"انفراد"، أن هناك اتفاقات ولقاءات جمعت الرئيس المعزول محمد مرسى، وهيلارى كلينتون لبحث هذا الأمر، وسرعة تنفيذه على أرض الواقع، لا سيما أن جماعة الإخوان كانت علاقاتها متوترة بجهاز الشرطة، حيث رأته أنه كان يلاحقهم باستمرار ويكشف جرائمهم وتحركاتهم فى المحافظات.
ولفت حفظى إلى أنه فى الإطار الخطة المتفق عليها، تم إسناد الأمر للرجل الأخطر فى الجماعة "خيرت الشاطر" الذى تولى الأمر، وخطط للإطاحة بعدد من القيادات الأمنية ذوى الكفاءات الأمنية الكبيرة والتاريخ الأمنى المشهود له، من خلال نقلهم من جهاز الأمن الوطنى لقطاعات أخرى.
ووفقاً لـ"حفظي" فإن الجماعة الإخوانية، لجأت لإضعاف الجهاز المعلوماتى الأبرز فى الداخلية، ثم حاولت التدخل فى باقى شئون الوزارة وإضعافه.
ويرى خبراء أمنيون، أن جماعة الإخوان لم تكتف بذلك، وإنما كان هناك مخطط إخوانى ضخم، يعمل على تفكيك وزارة الداخلية والاستغناء عن كوادرها الأمنية، وتدريب شباب من الجامعات بالتنسيق مع وزارة الشباب بمعرفة الجماعة والاعتماد عليهم فى المواقع الشرطية، من خلال خطة تم اسنادها لـ"أسامة ياسين" وزير الشباب وقتها"، وهى الخطة التى تبناها محمد البلتاجى، إلا أنها باءت بالفشل، فى ظل صمود قيادات الداخلية ـ وقتها ـ فى وجه الجماعة وعدم تنفيذ مآربها.
وتشير المعلومات إلى أن الجماعة حاولت التدخل فى كل شيء بالجهاز الشرطى، وصولاً لاستعدادات ثورة 30 يونيو التى أطاحت بجماعة الإخوان، حيث حاولت الجماعة إجبار الشرطة على حماية مقارها والتصدى للمتظاهرين ومنعهم من التظاهر ضد "مرسى" إلا أن الشرطة قررت الانحياز للشعب والجماهير العريضة التى ملأت الميادين بربوع البلاد.
كان قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب برفع السرية عن جميع الوثائق الخاصة بفضيحة البريد الإلكترونى الخاصة بهيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ومنافسته فى الانتخابات الرئاسية عام 2016، أعاد إلى الأذهان الدور الذى لعبته فى دعم ومساندة الإخوان للوصول إلى الحكم وبعدها، وصلتها هى ومساعديها بالجماعة التى تم الكشف عنها فى وثائق نشرتها مواقع أمريكية قبل سنوات.
ففى أكتوبر 2016، نشر موقع فرى بيكون وثائق تابعة للخارجية الأمريكية كشفت عن خطة واشنطن لتفكيك الداخلية فى عهد محمد مرسى وإعادة هيكلتها تحت إشراف خبراء أمن أمريكيين.
فى صدارة الملفات التى كشفت عنها الوثائق الأمريكية، والتى تم نشرها بموجب قانون حرية المعلومات، محادثات جرت بين هيلارى كلينتون ومحمد مرسى، عرضت خلالها "مساعدة سرية" لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة "الأسس والمعايير الديمقراطية"، وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر.
وتحدثت الوثائق عن دعم الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان، ومساعدتهم للوصول إلى الحكم عام 2012، وأن كلينتون اعتبرت أن فوز محمد مرسى بالانتخابات كان خطوة نحو مزاعم تحقيق الديمقراطية وتمكين الإخوان للأبد، كما كشفت تفاصيل لقاء عقد بينها والرئيس المعزول فى 14 يوليو 2012، قالت خلالها : "نحن نقف خلف انتقال مصر نحو الديمقراطية، وأن السبيل الوحيد للحفاظ على مصر قوية هو تحقيق انتقال ناجح نحو الديمقراطية".
ولفتت الوثائق إلى أن لقاء كلينتون ومرسى فى ذلك الحين، كان لتقديم التهنئة على فوز الأخير فى الانتخابات الرئاسية، وعرض الدعم الأمريكى لحكومته، والذى تضمن نقل خبرة تقنية ومساعدات من الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص لدعم برامجه الاقتصادية والاجتماعية المفترضة.
واستعرضت الوثائق الأمريكية تفاصيل عرض كلينتون إطلاق صندوق مصرى ـ أمريكى للشركات، بالاشتراك مع القطاع الخاص فى البلدين، لمساعدة الأعمال والمشاريع المصرية، مشيرة إلى أنه كان مقرر إطلاق الصندوق بمساهمة أولية قدرها 60 مليون دولار، ثم ضخ 300 مليون دولار آخرى كمساعدات من الكونجرس الأمريكى على مدار 5 سنوات، وهو الصندوق الذى تم تأسيسه بالفعل فى سبتمبر 2012، دون أن يتم حينها الكشف عن تفاصيله.
ودون أن تشير إلى المزيد من التفاصيل، تحدثت الوثائق عن خطاب أرسله توماس نيدز، نائب كلينتون بتاريخ 24 سبتمبر 2012، إلى محمد مرسى، للمطالبة بالتنسيق و"المزيد من التعاون" فى قضايا إقليمية ومن بينها الحرب الدائرة فى سوريا، وكذلك العلاقات مع إيران.
وعلق الجنرال العسكرى المتقاعد جوزيف ميرس، المسئول السابق بوكالة استخبارات الدفاع والمتخصص فى شون قضايا الإرهاب على هذه الوثائق قائلا إنها أظهرت أن تصديق ودعم حكومة الإخوان المسلمين فى مصر سذاجة استراتيجية كارثية، وأن المبادرة السياسية الكاملة لدعم حكومة الإخوان المسلمين فى أى مكان هو مثال آخر على الفشل الذريع لسياسة وزيرة الخارجية كلينتون."