علاقات مشبوهة ومؤامرة تبحث عن "قبلة حياة".. بهذه العبارة يمكن إيجاز ما يجمع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية والحزب الديمقراطي، ورموز الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما، فما بين تمويل مفتوح ودعم لكيانات متطرفة باسم الديمقراطية، وبين تأمر على عروش وجيوش في عام 2011، وجد التنظيم الدولي في السنوات السابقة لما عرف بـ"الربيع العربي" وما تلاها في الحزب الديمقراطي ضالته، قبل أن تحطم انتخابات 2016 والفوز الساحق الذي حققه الرئيس الحالي دونالد ترامب على مرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون، آمال قوي الشر.
.
ومع اقتراب ولاية ترامب (الأولى) من نهايتها، يأمل التنظيم الدولى لجماعة الإخوان وإمارة قطر، الراعى الأول للإرهاب، فى أن يحقق المرشح الديمقراطى جو بايدن فوزاً، ويحول دون تمديد ترامب لإقامته فى البيت الأبيض 4 سنوات إضافية، وهو ما يلقى بظلاله على جذور العلاقة التى نمت بين الإخوان والحزب الديمقراطى برعاية قطرية، ولكن.. من ساهم فى تعزيز تلك العلاقة.. الإجابة: هوما عابدين، المساعدة الشخصية لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون.
ورغم التحاقها بالعمل مع هيلارى كلينتون، إلا أن هوما محمود عابدين، التى نشأت فى الخليج العربى لأبوين أمريكيين، ظهر اسمها بقوة فى المعركة الانتخابية 2016 بين كلينتون وترامب، واحتلت دائرة الضوء بعد فضيحة تسريب رسائل البريد الخاصة بالمرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون، والتى كشفت أسرار كانت صادمة امتد صداها داخل وخارج الولايات المتحدة.
وفى أكتوبر 2016، حصل مكتب التحقيقات الفيدرالى "إف بى آي"، على مذكرة للبدء فى مراجعة أعداد هائلة من الرسائل التى تم العثور عليها فى جهاز محمول يعود لأحد كبار مساعدى كلينتون، هوما عابدين، وزوجها أنتونى وينر.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" وقتها أن عدد الرسائل يصل لنحو 650 ألف رسالة، لكن من المستبعد أن تكون جميعها ذات صلة بالتحقيق حول كلينتون.
وقبل سنوات، نشر موقع "بى بى أر" الأمريكى تقرير كشف فيه دور "عابدين" وعلاقاتها القوية بالجماعة الإرهابية مشيرًا إلى أنها ولدت فى الولايات المتحدة، لكنها انتقلت للعيش مع أسرتها فى دولة خليجية عندما كانت فى سن عامين وتركتها عائدة إلى واشنطن عندما بلغت 18 عامًا للدراسة.
وكشف التقرير، أن والدة مساعدة كلينتون، هوما عابدين عضوة فى منظمة الأخوات المسلمات، وهى فرع سرى لنساء جماعة الإخوان، كما أن شقيقها حسن الذى يعمل بجامعة أوكسفورد البريطانية عضو نشط فى التنظيم العالمى للإخوان.
وطالما اعتبرت كلينتون مساعدتها "هوما" ابنة لها، حيث تعمل معها منذ أن كانت السيدة الأولى فى التسعينيات، وقالت فى تصريحات سابقة "إذا كان لدى ابنة ثانية فهى هوما".
واتهم التقرير هوما عابدين ، بدعم الإرهاب، كما أكد أن مؤسسة كلينتون ، تلقت ملايين الدولارات من التبرعات من دول من بينها قطر، التى مولت سرا حملة كلينتون الانتخابية.
الدور المشبوه الذي لعبته هوما عابدين ، كان محل تحذير دوائر دبلوماسية عدة داخل واشنطن، حيث قال سفير أمريكا السابق لدى هولندا بيت هوكسترا إن علاقاتها مع جماعة الإخوان "فاضحة"، مشيراً في تصريح سابق في أحد المؤتمرات عام 2016: "علينا أن ندرك أن الكثير تم كشفه بشأن هوما وأن الكثير من هذه المعلومات كان معروفا لدى مشروع التحقيق حول الإرهاب، وقد تحدثت مع ستيف إيمرسون حول هذا على نطاق واسع".
وبرغم العلاقات الوطيدة مع جماعة الإخوان وأطياف مما يعرف بـ"الإسلام السياسي"، إلا أن زوج هوما عابدين أنتونى وينر (السابق) مسجون بعد إدانته فى تهم جنسية وثبوت تورطه فى تبادل رسائل وصور إباحية مع نساء وفتيات مراهقات، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير سابق.
وارتبط اسم "عابدين" بتسريبات هيلارى كلينتون، والتى كشفت عن تفاصيل وطبيعة العلاقات التى جمعت إدارة أوباما والإخوان وقطر، ففى إحدى الرسائل المسربة كشفت الوثائق عن محادثات جمعت كلينتون مع رئيس الوزراء القطرى حمد بن جاسم حول ما سمى بصندوق الاستثمار المصرى الأمريكى وطلب مشاركة قطر فى الصندوق، حيث أبدت قطر قدرا من الرغبة فى ذلك، بما يفتح لها المجال للتدخل فى الشأن المصري، وتمكين جماعة الإخوان الإرهابية داخل مصر فى السنوات التى تلت 2011.
ووفق ما ورد فى البريد الإلكترونى، فإن هيلارى وتبتريب من هوما عابدين، زارت قناة "الجزيرة" فى مايو 2010، واجتمعت مع مدير الشبكة وضاح خنفر، وتلا ذلك لقاء مع أعضاء مجلس إدارة القناة، حيث جرت مناقشة زيارة وفد منها إلى واشنطن فى منتصف مايو من ذات العام.
وتقول الوثيقة أن واشنطن نفذت صندوق الاستثمار المصرى الأمريكى ومثله فى تونس تحت مسمى توفير فرص العمل والمساهمة فى توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص، ولكن كان هذا ضمن لعبة كبرى وصفقة بين الإدارة الأمريكية وقتها وقطر للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط عن طريق السيطرة على بوابته مصر.
وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصرى الأمريكى فى البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، لكن كشفت الوثيقة رغبة قطر فى التدخل فى الشأن المصرى وكذلك الشأن التونسى عبر المال الذى يدعم نظام الإخوان الذى انقض على السلطة عقب الفوضى التى شهدتها دول عديدة بالمنطقة ومنها مصر وتونس عام 2011 والتى روج لها النظام القطرى وكذلك إدارة أوباما على أنها "الربيع العربي"