وزير الأوقاف يعلن ارتفاع افتتاحات المساجد بنهاية أكتوبر الجارى إلى 400 مسجد
الدكتور عوض تاج الدين يؤكد مواجهة الدولة لكورونا منذ بدايته بكل قدراتها البشرية
الدكتور طارق توفيق: دور وزارة الأوقاف وتعاونها مع الصحة يشكل حالة من الوعى لدى المواطن
الدكتور عبد الله النجار : العبرة ليست بالكثرة وإنما العبرة بما ينفع الناس والمجتمع
أطلقت وزارة الأوقاف اليوم الثلاثاء، أولى جلسات منتدى الحوار الثقافى، بمقر أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، وناقشت خلاله القضية السكانية، وبخاصة موضوع تنظيم النسل، تحت عنوان "تنظيم عملية الإنجاب رؤية شرعية وضرورة واقعية".
وفى كلمته، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، أن قضية الإنجاب أصبحت ضرورة شرعية ووطنية فى مصر، وأن هذه القضية قد تخطى الكلام فيها من حيث الحِل والحرمة إلى حالة الضرورة نظرًا لخطورتها الكبيرة على مقدرات وبرامج مسيرة التنمية، وأن هذه اللقاءات تأتى فى إطار إيجاد حلول جادة فى مواجهة قضية الزيادة السكانية وتنظيم الإنجاب، لذا كانت أولى حلقات منتدى الحوار الثقافى لمناقشة ثانى أكبر تحد للدولة المصرية بعد مواجهة الإرهاب هو مناقشة هذه القضية.
وأوضح جمعة، أن الزيادة السكانية فى مصر تبلغ نسبتها 1.8%، أى مليونًا و800 ألف، وهذه الزيادة تمثل إجمالى العدد الفعلى للسكان فى بعض الدول على أرض الواقع، وهى تقتضى من الناحية التعليمية زيادة نحو 2000 مدرسة، و40 ألف معلم ، و900 ألف وحدة سكنية، وغير ذلك من المرافق، وما يلزم لقيام كيان دولة بالكامل والزيادة السكانية فى مصر معناها إنشاء دولة كاملة بمرافقها وجميع متطلباتها.
وأكد وزير الأوقاف، أنه كلما زاد مستوى الوعى لدى الأسرة زاد مستواها التعليمى والتربوى والثقافى، وأن الكثرة المطلوبة هى الكثرة النافعة القوية التى ليست كغثاء السيل، وأن القدرة لا تقاس بمقاييس الأفراد، وإنما بمدى نفع الأفراد لبلادهم، لذا يجب علينا تصحيح الثقافات فى كل شىء من أجل تكوين أسرة سليمة ؛ تكون لبنًة قويًة فى مستقبل الوطن، وإذا نظرنا إلى حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ"، وجدنا أن القدرة المقصودة فى هذا الحديث هى القدرة الكاملة من الناحية المالية والنفسية والصحية والبدنية، والقدرة على بناء أسرة قوية وسليمة ؛ حتى لا يقصر رب الأسرة تجاه مسئوليته نحو رعاية أسرته.
كما شدد وزير الأوقاف، على ضرورة التسوية الكاملة بين الأبناء فى الرعاية والصحة والتعليم والإنفاق، يقول (صلى الله عليه وسلم): "مَنْ كَانَتْ لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا - يَعْنِى الذُّكُورَ - أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ"، مؤكدًا أن هناك أبعادًا دينية تتعلق بالفهم الخاطئ للنصوص يقوم أئمة وزارة الأوقاف والواعظات بتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة، فلقد تم عقد 56 دورة لتصحيح المفاهيم التى تتعلق بتنظيم الأسرة، وأن الواعظات بمشاركة المرشدات الصحيات قمن بحملة طرق الأبواب بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، مختتمًا بالتشديد على وجوب مراعاة أحوال الدول كما تراعى أحوال الأفراد.
وفى كلمته ، أكد الدكتور عوض تاج الدين، أن الهدف الأساسى للدولة هو جودة حياة الإنسان الاجتماعية بكل مكوناتها، الأسرية، والثقافية، والصحية ، مشيرًا إلى أن كثيرًا من مشاكلنا الحقيقية هو نتاج وانعكاس للزيادة السكانية، وأن عدد سكان مصر عام 1952م كان 23 مليون نسمة , وأصبحنا هذا العام (101 مليون نسمة) بالإضافة إلى حوالى 7-8 مليون نسمة خارج مصر , وأن الكثير منهم ينتفع الخدمات فى مصر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
وأشار تاج الدين، إلى اهتمام وزارة الصحة بالأطفال والأمهات، وارتفاع مستوى الخدمات الصحية التى تقدمها الدولة، مما كان له عظيم الأثر فى انخفاض نسبة الوفيات، وأصبح متوسط عمر الإنسان يصل إلى 70 عامًا بعد أن كان 50 عامًا , موضحًا أن نسبة المواليد فى مصر حوالى 2 مليون نسمة سنويًا قابلة للزيادة ؛ لذا تقوم الدولة ومؤسساتها بجهد كبير وملموس بتوفير الخدمات لهذا الكم الهائل من السكان , مما كان لهذه الزيادة الأثر السلبى على الرقعة الزراعية بالتعدى عليها بالبناء.
وفى ختام كلمته أكد أن هدفنا هو ضرورة الارتقاء بالإنسان المصرى وجودة حياته وسلامة عيشه، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه بتخصيص مليار جنيهًا للصحة والتعليم، ومن ناحية أخرى أكد على ضرورة التباعد بين ولادة الأطفال حفاظًا على الصحة الإنجابية للمرأة.
وفى كلمته أكد الدكتور طارق توفيق، أهمية دور علماء وزارة الأوقاف لإحداث تغيير مجتمعى شامل ؛ لما لهم من دور محورى مهم بين الناس، مشيدًا بدور وزارة الأوقاف وتعاونها مع وزارة الصحة لإحداث حالة من الوعى لدى المواطن من منطلق تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة.
وأشار توفيق، إلى أن الزيادة السكانية الهائلة لها أثرها على موارد الدولة وتقديمها للخدمات , مما يؤثر على نصيب الفرد فى التعليم والصحة، مؤكدا ضرورة أن تكون التوعية مبنية على أساس علمى يعتمد على التركيز والاستمرار , وسيكون هناك تدريب مستمر للأئمة والواعظات على مستوى الجمهورية، محذرًا من خطورة الزواج المبكر ؛ لما لها من آثار سلبية على الوطن والدولة.
وفى كلمته أشاد الدكتور عبدالله النجار بمناقشة القضايا الهامة التى تمس واقعنا المعاصر , مؤكدًا أن قضية تنظيم النسل من القضايا الهامة التى تمس كيان وكرامة وعزة الإنسان , يقول (صلى الله عليه وسلم) : " كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُوْلُ" , مشيرًا إلى أن الزيادة السكانية تعوق التنمية والتطوير فى مصر، مبينًا أن حق الآباء فى البر هو حق تبادلى ؛ فيجب على الوالد أن يقدم لولده ما يدعوه لبره , أما من ينجب أبناء ويتركهم دون رعاية فقد قدم لأبنائه العقوق.
وأوضح النجار أن العبرة ليست بالكثرة وإنما العبرة بما ينفع الناس والمجتمع , يقول تعالى : " لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ", مختتمًا بالتأكيد على أهمية الوعى الثقافي.
وفى نهاية اللقاء أكد الدكتور محمد مختار جمعة أن الوزارة تعمل على منهج التدريب والمسابقات بهدف التحفيز، قائلاً: "فقمنا بعمل مسابقة "رؤية" للفكر المستنير بالتعاون مع التربية والتعليم، وكذلك عمل مسابقة "رؤية" المفتوحة، كما تقوم الوزارة بعمل مسابقة "ربيع الأول".
ولفت وزير الأوقاف، إلى أن عام 2020 هو عام عمارة المساجد حيث استطعنا استغلال ظروف فترة كورونا فى تكثيف أعمال الصيانة والإحلال والتجديد بما أدى إلى نقلة نوعية هذا العام فى عمارة المساجد، قائلاً:"فى شهرى سبتمبر وأكتوبر وحتى الجمعة المقبلة سيتم افتتاح 383 مسجد ومتوقع ختام الشهر افتتاح 400 مسجد وهو رقم غير مسبوق فى تاريخنا ولا فى أى دولة".