"اللي خلف مامتش"، مثل تجسد على أرض الواقع بأكاديمية الشرطة، التي التحق بها 29 من أبناء الشهداء بها في الفرق الدراسية المختلفة، بينهم 9 تم تخريجهم اليوم، في الحفل الذي أقيم بأكاديمية الشرطة، وبقوة إيمان لا تزعزع، أكد أبناء الشهداء أنهم استكمالاً لمسيرة ذويهم، وأن قيم التضحيات لن تنضب، وأنهم جميعاً مشروع شهداء، لحماية الأرض والعرض، من أجل أن تبقى مصر قوية أبية في وجه الإرهاب، وفي هذا الإطار، تحدثت ابن الشهيد البطل عصام عبد الكريم الذي استشهد بمديرية أمن جنوب سيناء في 7 أكتوبر 2013 بواسطة قنبلة، لـ"انفراد"، مؤكدة أنها تشعر بالفخر الحقيقي وهي تكمل مسيرة والدها.
وأردفت الملازم أول يارا عصام عبد الكريم :"حققت حلم والدي بالالتحاق بالشرطة، أعتقد أنه فخور بي الآن، حيث يرقد في قبره بسلام وأمان، وسأعمل على حماية بلدي والدفاع عنه ضد أي عدو جبان، فكلنا فداء لهذا الوطن العظيم.
وأضافت ابنة الشهيد:"شكراً لوالدتي التي كانت بمثابة الأب والأم بعد استشهاد والدي، والآن تفرح بتخرجي، وتنتظر تخرج شقيقي حسن من نفس الكلية في العام القادم، فبدلاً من رجل الشرطة أصبح لديه اثنين".
وسرد ابن الشهيد محمد عبد السلام الذى اغتاله الإرهاب الخسيس في عام 2014 امام منزلة بالشرقية، قائلا : "أنا والدى محمد عبد عبد السلام اغتاله الإرهاب الجبان وكان عمرى 16 سنة، أسفل منزلنا وقت رجوعه من عمله.. والدى كان بيحافظ على بلده.. وفى فترة بعد ثورة 30 يونيو.. ولأنه كان من أفضل الضباط اللى وقفت أمام الجماعة الإرهابية بمحافظة الشرقية.. انتظروه الجبناء الخونة.. وحتى وهما بيغتالوه كان كلهم جبن وخسة.. والنهاردة أنا ليا الشرف والدى أنه شايفنى قدام الرئيس عبد الفتاح السيسى.. وبقول لأخواتى متخافوش احنا اتعلمنا الرجولة وحب الوطن.. وأنا هكمل المشوار".
وسرد شقيق الشهيد محمد كريم أحمد ضيف ضابط سلاح المشاة، الذى استشهد في كمين الصالحية قائلا: "اخويا استشهد لما كان عندى 15 سنة أنا أصريت أكمل مسيرة أخويا البطل وكان ضابط مشاة في الجيش الثانى الميدانى.. وكان راجع من مأمورية في طريق الصالحية الجديد يوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2013، الساعة الواحدة ظهرا.. وكان الإرهابى الخسيس هشام عشماوى متربصا في الطريق لأنه عارف أن ده الطريق اللى بيرجع منه ضباط القوات المسلحة لوحداتهم.. وبمنتهى الخسة والندالة ضرب عليهم الرصاص وكان معاه في العربية ضابط صف وجندى وكلهم استشهدوا مع أخويا.. الحمد لله هندافع عنها ليوم الدين".
وتعد أكاديمية الشرطة المصرية صرحا علميا شامخا حمل على مر التاريخ مشعل العلم فى خدمة الأمن فهى ملحمة الوطنية ومصنع الرجال، والمتتبع لتاريخ أكاديمية الشرطة يكتشف أنها لم تتوقف عن الوفاء برسالتها فى إعداد وتأهيل رجال الشرطة المؤهلين على أعلى مستوى تعليميًا وتدريبيًا وبحثيًا فهى من أقدم أكبر أكاديميات الشرطة فى العالم وهى الأولى على المستوى الإقليمى صاحبة الريادة والمكانة على كافة المستويات والأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية.
وتسعى العديد من الجامعات وأكاديميات الشرطة فى العالم إلى توقيع بروتوكولات تعاون مع الأكاديمية المصرية، وهى أيضاً تقوم بإعداد وتأهيل وتدريب العديد من الكوادر الأمنية ليس فقط على المستوى العربى المستوى الأفريقى والأسيوى والأوروبى وليس غريباً أنها تعد أول مؤسسة تعليمية فى المنطقة تمنح درجتى الماجستير والدكتوراه فى علوم الشرطة.
وتعد الأكاديمية جامعة عصرية متكاملة تسعى إلى تطبيق أحدث نظم التعليم والتدريب فى العالم لإعداد وتأهيل ضابط الشرطة المحترف والقادر على مواجهة التحديات الأمنية.
وتعد كلية الشرطة من أقدم الكليات فى منطقة الشرق الأوسط، حيث تم إنشاء مدرسة البوليس فى ثكنات عابدين 1896 لمدة 10 سنوات، ثم صدر أول قانون للمدرسة فى 1907 حتى 1924، حيث تغير اسم مدرسة البوليس إلى كلية البوليس 1925 حتى 1952، وبعدها بعام تغير اسمها إلى كلية الشرطة حتى سنة 1974، وبعدها بعام أصبحت كلية الشرطة إحدى كيانات أكاديمية الشرطة.