فى الحلقات الثلاث السابقة من مسلسل "حقيقة فكر الإخوان" أثبتنا بالدليل القاطع كيف أن مؤسس التنظيم حسن البنا تبنى إسلاما جديدا وأضاف ركنًا سادسًا للإسلام وهو السعي للوصول للسلطة وأثبتنا أن جماعته تنتهج العنف سبيلا للوصول للسلطة وأثبتنا تواطؤ حسن البنا نفسه في قتل الخازندار والنقراشى.
وكررنا القول إن أنصار التنظيم المتطرف يكذبون كما يتنفسون، وأنهم يكذبون ويعرفون بأنهم يكذبون، يقولون عكس ما يعلمون، ويرفعون شعارات يؤمنون بعكسها، إنهم يمارسون الـ"تقية" والتي تعنى في مفهومها الديني إخفاء معتقد معين خشية الضرر المادي أو المعنوي.
واعترفنا أن الإخوان نجحوا فى تضليلنا أو تضليل غالبيتنا، إن أردنا الدقة، قالوا لنا إنهم جماعة دعوية خدمية لا تستهدف السلطة، كرروا الادعاء وصدقناهم وتصورنا أن تواجدهم بين الناس وتوزيع المساعدات عليهم من أموال الاشتراكات التي يدفعها أعضاء الجماعة ومن عائدات المال، الذى يغسلونه تارة، ويحصدونه من مضارباتهم في البورصات العالمية تارة أخرى، وعوائد شركات أسسوها في الداخل والخارج تارة ثالثة، ما هو إلا وسليلة للتقرب إلى الله، وليس لكسب أصواتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، إلى أن وصلوا سدة الحكم في مصر.
وفى هذه الحلقة من "حقيقة فكر الإخوان" نجيب على الأسئلة التالية:
• هل عملت جماعة الإخوان منذ نشأتها على تفريخ تنظيمات أشد عنفا؟
• ما علاقة تنظيم البنا بفكر القاعدة وداعش؟
• كيف تأثر فكر عتاة الإرهاب في العالم ومن بينهم أيمن الظواهرى بعقيدة جماعة الإخوان؟
والحقيقة تكمن في أن جماعة الإخوان هي أم الإرهاب والإرهابيين، ليس هذا كلامنا، بل كلام أحد أبرز رموز الجماعة وهو يوسف القرضاوى الهارب إلى قطر والذى قال في الذكرى الـ70 لتأسيس الإخوان بأن جماعته ليست فقط أكبر حركة إسلامية بل هى الأم لجميع الحركات الإسلامية ومعلوم أن الجهاد والجماعة الإسلامية والقاعدة وداعش تطلق على نفسها لقب تنظيمات إسلامية.
والمتعمق في فكر التنظيمات الإرهابية يكتشف بسهولة أنها ارتبطت بتنظيم الإخوان وتشترك معها في أيديولوجية واحدة وان اختلفت في استراتيجيات كل منها.
لا تنخدع بالخلاف الشكلى بين تنظيم داعش والإخوان مثلا فهدفهما واحد وعدوهما واحد، ولعلك اكتشفت كذب ادعاء الإخوان بالتزام السلمية ونبذ العنف وهم زعموا ذلك لتملق الشعب وطمأنة الغرب حتى إذا وصلوا للسلطة أظهروا وجههم الحقيقى وهو ما شاهدناه في مصر فعندما ترأس مرسى البلاد انغمس أنصاره في العنف وراحوا يهددون بسفك الدماء وارتكبوا مجاذر بشرية عندما طردهم الشعب من السلطة.
وحتى نكون واضحين تماما ونؤكد فكرتنا بشكل قاطع وقد نصدمك عندما نقول لك أن القائد الداعشي أبو بكر البغدادى الذى نصب نفسه خليفة للمسلمين بدأ رحلته مع الإرهاب بالانتماء لجماعة الإخوان وتحول من سلفيتها إلى السلفية الجهادية للقاعدة قبل أن ينشئ تنظيم الدولة، والبغدادي انضم للإخوان عندما كان طالبا بجامعة صدام للدراسات الإسلامية ووجد فى مراجع الإخوانية البعد الإرهابى الذي تمناه ما أهله للانضمام للقاعدة.
أصدمك أكثر عزيزى القارئ، هل تعلم أن أسامة بن لادن نفسه كان عضوًا في الإخوان بل وكرمته الجماعة بعدما لقى حتفه 2011 وأشدوا بنضاله الإرهابى في أفغانستان والعراق.
ولم يكن الحال مختلفا بالنسبة لأيمن الظواهري، زعيم القاعدة بعد بن لادن والذى التحق وهو في الـ15 من عمره بالإخوان واعتقلته الشرطة من بين صفوفها قبل أن ينضم لجماعة الجهاد في السبعينيات والانضمام لأسامة بن لادن، في القاعدة بعد ذلك لكنه ظل مرتبطا بالإخوان بل وتواصل مع المعزول محمد مرسى.
وفى الحلقة الخامسة من "حقيقة فكر الإخوان" نجيب على السؤال:
ما علاقة الإخوان بتنظيم الفنية العسكرية وتنظيمى حسم ولواء الثورة المستجدين؟