فى الوقت الذى حازت فيه قضية "مريم محمد" المعروفة باسم فتاة المعادى على تعاطف رواد مواقع التواصل الاجتماعى طوال اليوميين الماضيين، فإن الفيسبوك قد احتفى بالنقيب مروان شلتوت معاون مباحث المعادى الذى أمسك بالقتلة مع زملائه من ضباط القسم فى أقل من 24 ساعة رافضًا العودة لمنزله قبل فك غموض القضية التى هزت الرأى العام.
مريم محمد المعروفة باسم فتاة المعادى موظفة بالبنك الأهلى المصرى لقت حتفها بعد أن حاول ثلاثة من مسجلى الخطر سرقة حقيبتها فى شارع 9 بمنطقة قسم المعادى أمس الأول فسقطت على رأسها وفارقت الحياة على الفور وفقا لما كشفه بيان النيابة العامة.
مروان شلتوت الذى يعمل معاونًا لمباحث المعادى يبلغ من العمر 30 عامًا انضم لقسم المعادى قبل ثلاثة أعوام بعد أن عمل ضابطًا بمباحث الزاوية الحمراء وقبلها قسم الأزبكية بمديرية أمن القاهرة.
عام 2014 واجه شلتوت الموت فى أحداث مسجد الفتح حين وقع قسم الأزبكية تحت مرمى رصاصات جماعة الإخوان الإرهابية الذين استهدفوا القسم من فوق كوبرى 6 أكتوبر وظل صامدًا مع زملائه ما يزيد عن 18 ساعة فى الموقعة المعروفة إعلاميًا بأحداث مسجد الفتح.
تقول هناء مصطفى والدته: أن نجلها أدى دوره ورسالته التى اقسم عليها حين دخل كلية الشرطة مؤكدة على حبه الشديد لعمله وإخلاصه له حتى إنه يتغيب كثيرًا عن المناسبات العائلية الهامة بسبب التزامات العمل وآخرها خطوبة شقيقته الشهر الماضي.
تؤكد والدته: يواجه رجال الشرطة الموت يوميًا إما برصاص الجماعات الإرهابية أو فى المواجهات الجنائية داعية الله أن يحفظ مصر وآمنها وأن يلهم أسرة مريم الصبر على مصابهم.
تضيف والدته: عام 2014 قضينا يومًا صعبًا فقد ظل مروان يومًا كاملًا فى قسم الأزبكية مع زملائه وحين حاولنا الاتصال به قال لوالده: ابنك راجل وماسك سلاحه ولو حصل حاجة ادفنونى فى أسيوط مؤكدة: بعدها انقطع الاتصال بيننا ساعات طويلة حتى عاد اليوم التالى بعد انتهاء الأحداث وتلقى شكرًا من رؤسائه.
تشير الأم إلى أن نجلها الضابط الشاب متزوج ولديه ولدًا وبنتًا يدفعه التفكير فى مستقبلهما إلى الإخلاص فى عمله وفى خدمته بوزارة الداخلية التى يعتبرها عائلته الثانية فلا يتخلف عن واجب مهنى أو أخلاقي.
كانت نيابة المعادى قد قررت صباح اليوم الخميس، حبس المتهمان بقتل «مريم» فتاة المعادى، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهم القتل المقترن بالسرقة بالاكراه، عقب التحقيقات التى جرت مع المتهمين عقب القبض عليهم عن طريق الاجهزة الامنية، واعترفوا بتكوينهم تشكيلا عصابيا لسرقة وخطف الحقائب، كما سيتم مواجهة المتهمين باكاميرات المراقبة التى سجلت الواقعة.
وطالبت النيابة، الأجهزة الأمنية بسرعة تحرياتها فى الواقعة، وفى الوقت الذى يشيع ظهر اليوم، الخميس، جنازة «مريم»من مسجد السيدة نفيسة، ثم يتم دفنها بمقابر الأسرة فى بلبيس بمحافظة الشرقية.
كما قررت النيابة العامة استكمالًا للتحقيقات استدعاء مَن كانت بصحبة المجنى عليها «صديقتها» لسماع شهادتها، وتكليف «الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية» ببيان الأفعال المادية الظاهرة بالمقاطع المأخوذة من آلات المراقبة للواقعة، وطلبت تحريات الشرطة حول الحادث، وجارٍ استكمال التحقيقات.
كانت «النيابة العامة» أصدرت بيانا فى غضون الساعة السابعة مساءً بلاغًا من غرفة عمليات النجدة بقسم شرطة المعادي، بوفاة المجنى عليها «مريم» ا24 عامًا بحى المعادي، وأنَّ شاهدًا قد أبلغ الشرطة برؤيته سيارة (ميكروباص بيضاء اللون) يستقلُّها اثنان، انتزع مُرافِق سائقِها حقيبةَ المجنى عليها منها، ممَّا أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة ومن ثَمَّ وفاتها.
فانتقلت «النيابة العامة» لمناظرة جثمان المجنى عليها وتبينت إصابتها بأنحاء متفرقة من جسمها، كما انتقلت لمعاينة مسرح الحدث بصحبةِ ضُبَّاط «الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية»، فتبينت آثار دماء ملطخة بالرمال على مقربة من إحدى السيارات، فأخذت عينات منها، وكلَّفتْ ضباطَ الإدارة بمضاهاتها بعينة دماء المجنى عليها، كما تمكنت «النيابة العامة» من الحصول على خمسة مقاطع مرئية من آلات المراقبة المُطلَّة على موقع الحادث، والتى تبيَّن منها مرورُ السيارة التى استقلها المتهمان بسرعةٍ فائقة.
وقد سألت «النيابة العامة» شاهدًا رأى المجنى عليها فى صحبة أخرى تتحدثان بالقرب من السيارة التى عثرت «النيابة العامة» على آثارٍ دمويَّةٍ بالقرب منها، وخلال توقفهما اقتربت سيارة ميكروباص بيضاء اللون مطموس بيانات لوحتها المعدنية الخلفية، يستقلها اثنان أدلى بمواصفاتهما، حيث انتزع مرافق سائقها حقيبة المجنى عليها التى كانت ترتديها على ظهرها، وتشبث بها خلال تحرك السيارة ممَّا أخلَّ بتوازن المجنى عليها، فارتطم رأسُها بمقدمة السيارة التى كانت تتوقف بجوارها، وفرَّ الجانيان بالحقيبة، بينما ابتعدت الفتاة التى كانت بصحبة المجنى خوفًا أثناء وقوع الحادث، وأضاف بأن المجنى عليها قد مكثت قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، ثم فارقت الحياة.