كشفت تحقيقات النيابة فى قضية اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات عن العديد من المفاجآت والكواليس التى توضح مدى تطور العمليات الإرهابية النوعية فى مصر.
وشرح اللواء رفعت عبد الحميد مساعد وزير الداخلية السابق، أهمية المعلومات التى كشفت عنها تحقيقات النيابة العامة فى واقعة استشهاد المستشار الجليل هشام بركات، مؤكداً أن المتهمين اختاروا أماكن للتدريب خارج وداخل البلاد، فاختاروا قطاع غزة خارجياً والذى تسيطر عليه حماس، واستغلوا المعسكرات فى التدريبات التكتيكية وعمليات تصنيع المتفجرات وتفخيخ السيارات والقنص عن بعد، واختاروا داخلياً محافظات "الجيزة والإسكندرية والشرقية" للتدريب فيها، حيث إن المحافظات الثلاث ينتعش بها الإرهاب، وضبطت أجهزة الأمن مؤخراً العديد من الخلايا الإرهابية بالمحافظات الثلاث خاصة الشرقية التى تعتبر مصدره للإرهاب ومسقط رأس المعزول محمد مرسى، لافتاً إلى أن الجناة رسموا خططاً أصلية، وأخرى بديلة لتنفيذ الواقعة، وتدربوا على عمليات التنفيذ أكثر من مرة، ورصدوا الأخطاء فى كل مرة.
وأضاف مساعد وزير الداخلية السابق لـ"انفراد"، أن تسلل المتهمين بالمتفجرات من الشرقية إلى مصر الجديدة لاستهداف موكب النائب العام، ثم عودتهم بالمتفجرات مرة أخرى من أقصى شرق القاهرة إلى أقصى غرب الجيزة بمدينة الشيخ زايد بعدما غير الموكب مساره، وتحركهم مرة أخرى فى اليوم الثانى 29 يونيو بالمتفجرات إلى نفس المنطقة، يؤكد أن هناك ثغرات أمنية استغلها الجناة فى تنفيذ الحادث، مؤكداً أنه لا توجد خطة تأمين مكتملة الأركان، وأقصى نجاح 95 %، ومن ثم استغل الجناة نسبة الـ5 % ونفذوا الحادث.
وتابع مساعد وزير الداخلية السابق، أن تواصل المتهمين عبر برنامج الـ"لاين" والشفرات الإرهابية، يؤكد أن هناك تطورا نوعيا فى تنفيذ العمليات الإرهابية بمصر، إلا أن الأجهزة المعلوماتية بوزارة الداخلية بدأت تستخدم التقنيات الحديثة بما يسمح لها بالتفوق على الإرهاب، حيث إن خطوة رجل الشرطة تسبق خطوة المتهم.
ونوه مساعد وزير الداخلية السابق، عن أن وجود سلفى فى القضية يؤكد أن الإخوان والسلفيين يأكلون فى طبق واحد، ويعملون على ثقافة الموت، وأن التاريخ أثبت عنف الفصيلين.
ويرى الخبراء الأمنيون، أن ضبط المتهمين وكشف غموض الواقعة، يؤكد قدرة الأمن المصرى على مواجهة الإرهاب النوعى المتطور.