كان للإعلام الوطنى المصرى دورا كبيرا وملحوظا فى إنجاح ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 وتأهيل الشعب وتعبئة الرأى العام ليثور فى وجه قيادات ونظام الجماعة الإرهابية التى كادت أن تعصف بوحدة الوطن وتماسك أبنائه، فقد كان لوسائل الإعلام والصحف المصرية دورا محوريا فى هذا الحدث الضخم الذى أعاد رسم الخارطة السياسية فى الوطن العربى بل والعالم كله.
كان للإعلام فى ذلك الوقت دورا بارزا فى توعية الشعب المصرى وكشف زيف الإخوان وفضح مخططاتهم الخبيثة لهدم الوطن، وربما لعب الدور الأكبر فى تهيئة وتحفيز المصريين لثورة 30 يونيو عن طريق كشف زيف الإخوان وكشف حقائق الفساد والخيانة التى كانت موجودة فى النظام وقتها بقيادة محمد مرسى وجماعة الإخوان وخيرت الشاطر، وكان الإعلام المصرى أول من قال "لا" فى وجه الجماعة، وكان له دورا فى توضيح الحقائق أمام الناس.
كثيرا من الإعلاميين كان موقفهم واضحًا قبل 30 يونيو وما بعدها حتى اليوم، وكانت الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولى يعيان جيدا دور الإعلام فى توعية المواطنين وحشد المصريين والرأى العام، وكانت الجماعة تعى جيدا أن بداية النهاية ستأتى على يد الإعلام الوطنى، ولذلك وجهوا سهامهم المسمومة فورا لهم، بل ووصل الأمر إلى التهديد والوعيد والإرهاب عندما حاصرت جحافل الإخوان مدينة الإنتاج الإعلامى.
وفى المقابل لم يتنازل الإعلاميين والصحفيين عن تأدية مهمتهم الوطنية، وكانوا فى ذات الوقت داخل استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى يعارضونهم ويكشفونهم أمام الرأى العام، والإعلاميون لم يأبهوا بالتهديدات وإنما واصلوا عملهم بشجاعة وأمانة لإيصال الكلمة والموقف للناس.
لم يخشوا فى الحق لومة لائم، كانوا يدخلون مدينة الإنتاج وهم يرون على أبوابها صورهم معلقة على مشانق الإخوان، وخيمهم وأسلحتهم وهتافاتهم العنصرية المتطرفة تهدد حياتهم فى الدخول والخروج، وظلوا يؤدون رسالتهم الإعلامية فى كشفهم ويطالبون الشعب بالنزول للإطاحة بهم.
لا شك أن الإعلام لعب دورًا رئيسيا ومؤثرًا فى توعية المصريين، وإثارة الرأى العام وخلق حالة من اليقظة الحقيقية لدى المصريين ضد تيار جماعة الإخوان المسلمين، ومحاولة الإخوان تهديد هوية الدولة المصرية، كانت هناك شجاعة من الإعلام فى التصدى لهذا الأمر.
وتم وضع عدد من الإعلاميين المصريين على قوائم الاغتيالات الإخوانية واستهداف البعض، وتهديدات صريحة لهم، وكل هذه كانت مؤشرات ودلالات حقيقة حول الدور الحقيقى الذى لعبه الإعلام فى ثورة 30 يونيو.
وفى هذا السياق يجب التأكيد على أن الإعلام أعز ما تملكه أى دولة أو أى نظام، فالإخوان تعاملوا مع الإعلام على أنه مأجور ويباع ويُشترى، ولكنهم وجدوه بخير، الإعلام كان مشاركًا بشكل واع فى 30 يونيو، وكان يمثل حالة فى غياب النظام السياسى المكتمل، وتحول لإعلام وإخبار للناس وإرشاد وصناعة الرأى العام وتحريك الشارع، حيث إنه تخطى دوره من إعلام كلاسيكى إلى إعلام تعبوى وتنويرى، ويحاول توجيه الناس ويغير الشارع.