بعد مرور أكثر من 190 يوم على إعلان نتائج انتخابات مجلس النواب وفوز المهندس محمد الزاهد النائب عن حزب الوفد فى مدينة العاشر من رمضان بمقعد العاشر الأول حيث أن دائرة مدينة العاشر كانت إحدى الدوائر الجديدة التى انفصلت عن دائرة بلبيس لكبر حجمها وزيادة عدد السكان فيها، أهالى العاشر يفتحون كشف حساب لنائبهم.
وخلال هذه الفترة حتى الآن والتى تجاوزت 6 أشهر، كان لأهالى العاشر طموحات وأحلام ومشكلات ينتظرون من نائبهم التدخل لحلها وتحقيقها، أبسطها وجود مقر خاص به لخدمة المواطنين ولقائهم وهو ما لم يحدث مما أثار غضب الكثيرين من شباب وأهالى العاشر.
بالتوازى مع حالة الجدل التى انتشرت فى مدينة طرح البحر والإجراءات التنظيمية داخل قبة البرلمان وانشغال النائب فيها 4 أيام من الأحد للأربعاء من كل أسبوع، دشن مجموعة من الشباب اللذين كانوا يحسبون يوما أنهم ضمن حملة النائب الانتخابية، حملة لجمع توقيعات من أهالى العاشر لسحب الثقة من النائب أسوة بكافة الحملات التى انتشرت فى العديد من الدوائر ببعض المحافظات.
بدأت الأزمة الحقيقية بين النائب وبعض الشباب عقب إعلان مجلس الأمناء موافقة وزير الصحة على إنشاء مستشفى عام بالعاشر، وهو ما أثار تساؤلا بين الشباب إذن أين دور النائب أن كان مجلس الأمناء هو من حل مشكلة عدم وجود مستشفى عام.
وهنا انتفض النائب محمد الزاهد مؤكدا أن موافقة وزير الصحة لم تأتى إلا بعد تدخله حيث أن طلب مجلس الأمناء منذ عام ولم تأت الموافقة، وإنما قام باستخدام دوره كنائب بالتنسيق مع مجلس الأمناء وأخذ ملف المستشفى وحرك المياه الراكدة، ومطالبة محافظ الشرقية بضرورة مخاطبة وزير الصحة لاستعجال الموافقة ولقاء وزير الإسكان ورئيس هيئة المجتمعات العمرانية لإنهاء الموافقة وهو ما أكده المهندس أبو العلا أبو النجا خلال جلسة المجلس التنفيذى أن للنائب دور بالغ فى الحصول على هذه الموافقة.
وقال النائب فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن دوره كنائب لا ينفصل عن دور كل الأجهزة التنفيذية بالمدينة فلكل منا دوره والكل يستخدم سلطاته لخدمة المدينة، ولا يمكن لجهة أو شخص أن ينسب لنفسه مجهود مجموعة فمجلس الأمناء بدء المشوار وأنا أنهيت، فلابد من أن تكتمل الحلقة وفيما يخص المستشفى يبقى دورى فى استكمال إجراءات إنشائها والمحاولة فى أن تصبح مستشفى"أ" حتى يتثنى لها أن يكون بها قسم اقتصادى ومجانى معا لخدمة أهالى العاشر.
وبدأ النائب والمقربين منه نشر كافة الموافقات التى حصل عليها النائب منذ توليه موقعه كنائب عن العاشر منها الموافقة على إنشاء 5 معاهد أزهرى حيث أن آخر معهد تم بناؤه كان فى عام 2000، وهو ما برره البعض أن الموافقه جاءت كرد جميل للشيخ عبد العزيز مدير عام المعاهد الازهرية فى العاشر وهو أحد المقربين للنائب، وتناسوا أن مدير عام المعاهد لن يأخذها ويرحل وإنما سيستفيد منها كافة أهالى المدينة.
وانتشرت أيضا عبر مواقع الفيس بوك رد النائب على بيان الحكومة وتضمين مطالب العاشر من رمضان خلاله لانها جزء لا يتجزأ من مصر، منها موقف المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ووضع قصر ثقافة العاشر، والموافقة التى حصل عليها النائب لتفعيل المادة المتعلقة بتركيب عدادات كهرباء كودية للتصالح مع المخالفين ودمجهم ضمن منظومة الدولة بالسماح لهم بتركيب هذه العدادات، إضافة لمخاطبة وزارة الكهرباء بعودة الـ 1000 وخمسمائة جنية لعداد الكهرباء بدلا من 3000 آلاف للتخفيف على المواطنين.
ونتيجة لتداخل الأدوار بين النائب ومجلس الأمناء جاءت حالة السخط لدى أنصار النائب حين أعلن مجلس الأمناء أنه بصدد مخاطبة محافظ الشرقية للموافقة على 300 رخصة تاكسى ابيض بعد عمل قرعة علنية على 26 رخصة كانوا متوقفين، وأكد أنصار النائب أنه بالفعل حصل على موافقة المحافظ على ال300 رخصة وكان ينتظر حتى انتهاء إجراءات تسليم الـ 26 الباقية.
وتصاعدت الأزمة بين النائب وأنصاره وبين بعض الشباب فى المدينة ممن يملكون حمية الشباب وحماسهم لرفض أى سلبية والتنديد بها، لإطلاق حملة لسحب الثقة من النائب لعدم تواصله مع الأهالى، وتنفيذ وعوده الانتخابية.
وجمع بعض الشباب استمارات مدون فيها "مذكرة سحب الثقة من النائب، نقدم نحن شباب مدينة العاشر من رمضان استمارة سحب الثقة من العضو البرلمانى حافظ الزاهد عن دائرة العاشر للأسباب الآتية، عدم تواصله مع المواطنين نهائيا، ولا وجود لمقر له حتى الآن، أو مكان ثابت، يخدم من خلاله أهالى الدائرة، وعدم تفاعله مع مشكلات المواطنين والشباب، ولم ينفذ وعوده فى البرنامج الانتخابى الذى يمثله، وانقطاعه عن التواصل مع مشكلات المدينة الكثيرة، وبناء على ذلك، لايمكن أن يمثلنا النائب فى البرلمان".
وهو ما تعامل معه النائب بحالة من الهدوء قائلا: "الشباب متحمس ولا يعى خطورة المرحلة التى تمر بها مصر وكان لزاما علينا كأعضاء فى البرلمان التركيز فى الإجراءات التنظيمية ومناقشة القوانين والموافقة عليها وهذا مجهود فوق العادة كنا نعيشه جميعا داخل البرلمان وخلال الجلسات حتى يتم ترتيب البيت من الداخل، وكان كل هذا ستنفذ الوقت داخل المجلس، خلال الأربعة أيام التى أذهب فيهم للمجلس، وخلال الثلاثة أيام الماضية كنت بين المحافظة ومجلس الأمناء وهيئة المجتمعات العمرانية والوزارات المختلفة لمتابعة ملفات ومشكلات المدينة، وتراكم المشكلات والخدمات لن يحل بين ليلة وضحاها، وعليهم محاسبتى بعد 6 أشهر.
وأكد النائب قائلا: "هم من اختارونى ولهم حق عندى ومن حقهم محاسبتى، لكن بعد الوقوف على كافة الحقائق والوقائع، وليس من خلال الشائعات وترويجها، انا أكمل ما تم البدء فيه مشيرا إلى انتهاء معاينة لجنة من وزارة العدل لحل مشكلة مقر الشهر العقارى بالتعاون مع شركة مصر الحجاز برئاسة الدكتور محمد حلمى رئيس مجلس الأمناء لتوفير شقتين مقر للشهر العقارى.
وعن عدم وجود مقر للنائب فى العاشر، أكد الزاهد أنه لديه مقره فى البنزينة الخاصة به حين يكون بالعاشر، وبابه مفتوح للجميع كما كان قبل الانتخابات، وكنت أبحث عن مقر يليق بالجميع، وبالأنشطة التى سيتم عملها فيه، وكنت منتظرا أيضا حتى يتم استقرار الأوضاع داخل المجلس، ومعرفة الجلسات ومواعيدها، وهو ما تم بالفعل، ومن أول شهر يونيو سيكون بالعاشر مقر دائم مفتوح 24 ساعة للجميع.