بالصور.. "انفراد" داخل مستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان بالأقصر قبل 10 أيام من افتتاحها.. صاحب فكرة المشروع: الرئيس السيسي دعمنا بكل قوة ووفر لنا كل السبل لاستقدام أحدث الأجهزة العالمية

آلاف المرضى بكارثة العصر الخبيث "مرض السرطان"، يخرجون من محافظات الصعيد بصورة يومية متجهين إلى العاصمة بغرض الحصول على الخدمة من المستشفيات الكبرى التى انحصر وجودها فى العاصمة ومدن الوجه البحرى، ويتكبدون عناء ومشقة السفر فى ظل ظروفهم المرضية وفى الأجواء شديدة الحرارة صيفاً وشديدة البرودة شتاءً، وذلك من أجل الحصول على جرعة كيماوى أو جلسة علاج إشعاعى أو فحص طبى مستمر على مدار فترة العلاج من هذا المرضى الخبيث، الذى لا تقل مدة العلاج منه عن 6 شهور، وقد تمتد فى حالات معينة إلى العلاج طوال العمر بأكمله، كل تلك المشاهد المؤلمة والحزينة لمرضى السرطان بمختلف أعمارهم بصعيد مصر، تنتهى بعد 10 أيام بالتمام والكمال.

10 أيام فاصلة فى تاريخ صعيد مصر ليخرج بعدها للنور أول صرح طبى ومدينة متخصصة فى علاج السرطان القاتل بكافة أشكاله ولمختلف الأعمار من الأطفال والشباب والفتيات والسيدات والرجال وكبار السن، وكل ذلك بالمجان تماماً وهى (مستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان بالأقصر)، ومقرها مدينة طيبة الجديدة شمالى شرق المحافظة، وتحمل شعار "صعيد بلا سرطان".

وبالفعل هى مدينة طبية متخصصة فى كشف ومتابعة وعلاج وقتل مرض السرطان تماماً بين أبناء محافظات الصعيد التى ستشملهم المستشفى بالعلاج المجانى، وهى محافظات (الأقصر – قنا – سوهاج – أسوان – البحر الأحمر – الوادى الجديد)، والتى تم تدشينها منذ حوالى 16 شهر فقط، بوضع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق، ومحمد بدر محافظ الأقصر، والمهندس حسين شكرى رئيس مجلس إدارة مؤسسة شفاء الخيرية، والمهندس حسام القبانى رئيس مجلس إدارة جمعية الأورمان الخيرية، وانطلقت شركة المقاولون العرب فى العمل بقطعة الأرض فى صحراء الأقصر حتى وصلت إلى هذا المشهد المبهر بمجهودات أهل الخير.

أكثر من 15 ألف مريض سنوياً من جنوب صعيد مصر تستهدفهم مستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان بالمجان سنوياً، ونسبة شفاء تفوق الـ80%، هو أمل القائمين على المستشفى خلال عملها بمحافظة الأقصر بدءاً من يوم 27 مايو الجارى، وهو الذى سيتم الافتتاح فيه لأكبر مدينة طبية لعلاج السرطان بالمجان، والتى أطلق عليها عالم الآثار الكبير الدكتور زاهى حواس الهرم الرابع فى مصر، والذى أشرف بنفسه على أعمال تزيين استقبال المستشفى بأعمدة رخامية مطرزة بالنقوش والرسومات الفرعونية.

"انفراد" دخل مقر العمل بمستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان بالمجان بالأقصر، والتى تجرى فيها الأعمال والتشطيبات واستلام وتركيب الأجهزة العالمية الحديثة فى علاج المرضى والكشف المبكر عن المرض الخبيث، وكذلك تجرى داخلها محاضرات ودورات تدريبية لمساعدى التمريض الذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا بين ملائكة الرحمة لمرضى السرطان بصعيد مصر، وأطباؤها الذين يتم تقديم دورات ومحاضرات عالمية لهم بمصر وكليات الطب المختلفة بأسيوط والقاهرة وعين شمس، والمقرر تسفيرهم جميعاً للخارج فى خطة المستشفى وإدارتها لإعداد أضخم كوادر طبية متخصصة وملمة بكافة التطورات فى علم علاج الأورام والسرطان بمختلف دول العالم.

وفى البداية يقول المهندس حسين شكرى رئيس مجلس إدارة مؤسسة شفاء وصاحب فكرة المشروع الطبى العالمى بأرض الصعيد، أن أهل الخير فى كل مكان دعموا المستشفى خلال الشهور الماضية بصورة أكبر من المتوقع بكثير، وهو الأمر الذى أدى إلى توسعة المشروع تماماً من مركز طبى لعلاج السرطان إلى مستشفى كبرى لعلاج السرطان، وحالياً يجرى الإعداد لجعلها أول مدينة طبية متكاملة فى مصر لعلاج السرطان.

ويضيف المهندس حسين شكرى فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن أهل الخير من المصريين بالأقصر وباقى المحافظات هم أصحاب الفضل الأول فى خروج المشروع بهذا الشكل العالمى، حيث أن المستشفى تلقت حتى الآن تبرعات تعدت الـ300 مليون جنيه، ومازالت حملات التبرعات لإكمال باقى مراحل المستشفى مستمرة، ومن المقرر أن تقوم المستشفى بأعمال العلاج المجانى لكل مرضى السرطان بالصعيد، وكذلك تنظيم جولات وزيارات للقرى والمدن بالصعيد لإجراء حملات التوعية والكشف المبكر عن السرطان، وتشمل مستقبلاً مركز تدريب لجميع طلاب كليات الطب بوجه قبلى، وتضم مركز للدراسات والأبحاث للسرطان لأول مرة بصعيد مصر يدعم بأضخم مكتبة ومعامل عالمية لمرض السرطان، وكذلك مركز للتعاون الدولى لعلاج السرطان يكون مركز لجذب خبراء الاورام العالميين من مختلف دول العالم، وسيتم بالافتتاح يوم 27 مايو وضع حجر الأساس لإنشاء دار لضيافة ذوى المرضى بسعة 250 فردا لتخفيف العبء عن سراير المستشفى، وتقدم لهم وجبات ومشروبات مجانية طوال فترة تواجدهم مع ذويهم للعلاج، وتشمل أيضاً توظيف 350 موظف بالمرحلة الأولى ويصل لـ900 فى المرحلة الثانية من أبناء الصعيد، بخلاف الأطباء ورجال الطب المتخصصين فى علاج المرضى الذى تم اختبارهم بالكامل قبيل التوظيف.

وقال المهندس حسين شكرى، أنه يجرى التجهيز لحفل افتتاح تاريخى للصرح الطبى الجديد بصعيد مصر يليق بصورة مصر والأقصر أمام العالم أجمع، والتى يدعمها من البداية المشير عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بكل قوة ووجه كافة سبل الدعم لها وتوفير أحدث الأجهزة لخدمة أبناء الصعيد، حيث أنه من المقرر أن يحضر الاحتفالية عدد كبير من قيادات الحكومة والدولة، وكذلك كافة رجال الأعمال المشاركين فى دعم المشروع ليشاهدوا بأعينهم ما وصلت إليه تبرعاتهم لعلاج مرضى السرطان بالصعيد.

أما الدكتور هانى حسين مدير عام المستشفى فقد قال فى تصريحات لـ"انفراد"، أن المستشفى ستكون بمثابة مدينة طبية متكاملة لعلاج السرطان تضم أحدث الأجهزة المتطورة فى علاج المرض وخدمة المرضى وفحصهم بالكامل دون الحاجة لإجراء أية مرحلة من مراحل الكشف والعلاج خارج المستشفى.

وأضاف الدكتور هانى حسين مدير المستشفى، أن الأجهزة التى وصلت للمستشفى أهمها جهاز المعجل الخطى، والذى تم الانتهاء من تركيبه بالمستشفى هو الاكثر قدرة على تقديم نتائج أفضل فى العلاج الإشعاعى للأورام السرطانية، وان هذا الجهاز هو نفسه الذى تعتمد عليه أكبر وأفضل المؤسسات الطبية المتخصصة فى علاج الأورام فى أنحاء العالم، مؤكداً أن جهاز المعجل الخطى الواحد تصل تكلفته إلى ما يقارب 24 مليون جنيه وأن المستشفى تعاقدت مع الشركة المنتجة لتركيب الجهاز.

وأوضح الدكتور هانى حسين أن إدارة المستشفى خططت لكى تستقدم اجهزتها الطبية من واحدة من أفضل شركات صناعة الأجهزة الطبية فى العالم وهى شركة المانية شهيرة وان إدارة المستشفى تعاقدت مع هذه الشركة على استقدام كل أجهزة الاشعة التشخيصية من أجهزة رنين مغناطيس وأشعة مقطعية وأشعة رقمية وطب نووى موجات صوتية، مشدداً على أنه يجرى حالياً أعمال تركيب عدة أجهزة آخرى وهى (جهاز تحليل غازات الدم منه نوعين – مضخات المحاليل مخصصة لعلاج اليوم الواحد – أجهزة الصدمات الكهربائية لعلاج اليوم الواحد والعيادات – جهاز غسيل بالموجات فوق الصوتية خاص بالتعقيم – مسدس بخار للتعقيم – جهاز غسيل الآلات – جهاز تحليل الكيمياء الحيوى للمعمل)، كما وصل للمستشغى معدات النظافة والأجهزة، و3 أنواع تروللى من شركة موبيكاوهى تروللى نقل مريض وتروللى نقل أدوية وتروللى طوارئ، كما يجرى تركيب جهاز "كابينة تحضير الأدوية الكيميائية".

ومن جانبه صرح المهندس محمد محفوظ المهندس الاستشارى للمشروع، أن الشركات بدأت فى تسليم طرود كبرى تحمل كافة الأجهزة المخصصة للكشف المبكر وعلاج مرضى السرطان لتقديم أفضل خدمة متميزة للمرضى بأحدث الأجهزة العالمية.

وأوضح المهندس محمد محفوظ، أن المستشفى استقبلت كل الكراسى والأسرة والمكاتب وحمالات المحاليل وغيرها من المعدات التى وردتها شركة موبيكا، للانطلاق فى أعمال تركيبها وتجهيز كافة غرف المرحلة الأولى التى ستشهد الافتتاح التاريخى خلال الأيام المقبلة.

وأشرف المهندس محمد محفوظ ومهندسى المستشفى على بدء أعمال تجهيز وفرش الغرف بالأسرة الخاصة بالمرضى ومكاتب الأطباء، وكذلك تركيب الأجهزة الطبية المتميزة داخل غرف العيادات الخارجية التى ستستقبل المواطنين لتقديمهم للفحوصات الطبية الشاملة قبيل بدء العلاج فى مختلف أنواع علاج السرطان.

أما المهندس أحمد تركى مدير الإدرة الهندسية بالمستشفى، فقد صرح بأنه يجرى العمل حالياً لإنهاء كل أعمال فرش وتجهيز المعامل والصيدلية الخاصة بالمستشفى، حيث أنه المعمل سيتم الانتهاء منه وتجهيزه بالكامل خلال 24 ساعة، كما أنه تم فرش غرف العيادات الخارجية بالمكاتب والسراير، ثم تأتى مرحلة تركيب الأجهزة فى المرحلة الأخيرة قبيل الافتتاح بـ48 ساعة لكى يتم الحفاظ عليها من الضرر، كما يتم إلقاء محاضرات ودورات تدريبية لمساعدى التمريض داخل المستشفى بصورة يومية لدعم الموظفين بالمستشفى.

أما المهندس محمد يونس مدير المشروع للأعمال الكهروميكانيكية، فقد أكد أنه تم الانتهاء من عمل محطة التكييف المركزى بسطح المستشفى، وانتهت تماماً كل أعمال التركيبات لمواسير المياه وخطوط مجارى الهواء ويتم تشغيله فعلياً نهاية الأسبوع لأول مرة.

وتعتبر مستشفى شفاء الأورمان لعلاج السرطان بمدينة طيبة بالأقصر، أول وأضخم مدينة طبية متكاملة تضم داخلها مستشفى لعلاج مرضى السرطان بالمجان تماماً من محافظات (الأقصر وأسوان وقنا وسوهاج والوادى الجديد والبحر الأحمر)، وكذلك يجرى إنشاء دار للضيافة، ومستشفى جديدة لعلاج الأطفال، ومركز أبحاث ودراسات للسرطان بالوجة القبلى، ومركز تدريب للطلاب بكليات الطب والتمريض لجميع كليات الصعيد، ومركز تعاون دولى لعلاج السرطان يستقبل شهرياً كبار علماء وأطباء علاج السرطان بالعالم للاستفادة من خبراتهم، وكذلك مركز ضخم لتقديم كل أنواع التوعية والاكتشاف المبكر لمرض السرطان.