كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى، للسلام بين الفلسطنيين والإسرائيليين على غرار اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام بين القاهرة وتل أبيب، التى طرحها أمس الثلاثاء، فى أسيوط، قد تتسبب فى تغير شكل الحكومة الإسرائيلية قريبا، لأنها قد تعجل بانضمام "المعارضة" الإسرائيلية، للائتلاف الحاكم.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن دعوة الرئيس السيسى، قد تؤدى لتقريب وجهات النظر بين كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، ورئيس المعارضة الإسرائيلية زعيم حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوج، لتشكيل حكومة وحدة وطنية إسرائيلية.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر سياسية داخل كتلة "المعسكر الصهيونى" التى يتزعمها هيرتسوج، إن دعوة الرئيس السيسى، جاءت فى وقت تجرى فيه مفاوضات ماراثونية بين نتانياهو وزعيم المعارضة من أجل انضمام حزبه للائتلاف الحاكم وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأن تلك الدعوة ستؤدى لتسريع زحف هيرتسوج للحكومة الإسرائيلية للمشاركة فى مفاوضات السلام.
وفى المقابل، انتقدت مصادر أخرى من داخل "المعسكر الصهيونى" الدعوات التى تطالب باستغلال دعوة السيسى للسلام للضغط على هيرتسوج للمشاركة فى حكومة واحدة مع بنيامين نتانياهو، واصفة تلك الضغوط بـ"المخزية".
وأضافت المصادر بحزب هيرتسوج المناهضة للاندماج مع حكومة نتانياهو، إن هذه الأمور هى جزء من محاولات نتانياهو المكثفة للضغط على زعيم المعارضة للانضمام للائتلاف الحاكم وتوسيع حكومته.
وكان كلا من نتانياهو وهيرتسوج قد رحبا بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بعقد اتفاقية سلام إسرائيلية – فلسطينية على غرار اتفاقية "كامب ديفيد" بين القاهرة وتل أبيب عام 1978.
زيارة مرتقبة لنتانياهو وهرتسوج للقاهرة
كما كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، عن زيارة مرتقبة لكلا من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، ورئيس المعارضة الإسرائيلية زعيم حزب "العمل" يتسحاق هيرتسوج، إلى القاهرة خلال الفترة المقبلة للقاء الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لمناقشة مبادرته للسلام بين الفلسطنيين والإسرائيليين التى طرحها اليوم الثلاثاء، فى حال تشكيل حكومة وحدة وطنية إسرائيلية.
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، مساء أمس، عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، إن مصدر سياسى رفيع المستوى سيتوجه إلى القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة للوقوف أكثر على مبادرة الرئيس السيسى، وللتمهيد لزيارة نتانياهو وهيرتسوج.
وأشارت معاريف إلى أن زيارة هيرتسوج ونتانياهو ستكون ممكنة فى حال تكوين حكومة وحدة وطنية إسرائيلية بينهما، لافتة إلى أن هناك مفاوضات تجرى حاليا لمشاركة "المعارضة" فى الائتلاف الحاكم بتل أبيب.
ووصفت الصحيفة العبرية خطاب الرئيس السيسى بـ"الرائع" الذى دعا فيه إسرائيل إلى استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، مشيرة إلى أن هذه الدعوة قد تشجع هيرتسوج للانضمام إلى الائتلاف الحكومى للمشاركة فى المفاوضات السياسية حول عملية السلام.
واعتبرت الصحيفة، دعوة السيسى لعقد مفاوضات سلام وتوقيع اتفاقية بين الفلسطنيين والإسرائيليين، فرصة سياسية نادرة للغاية لكلا من نتانياهو وهيرتسوج لتكوين حكومة وحدة وطنية معا.
وأوضحت معاريف أن ترحيب كلا من نتانياهو وهيرتسوج اليوم بدعوة السيسى لعقد اتفاقية سلام مع الفلسطنيين على غرار اتفاقية "كامب ديفيد" بين القاهرة وتل أبيب، مؤشر قوى لإعداد حكومة وحدة وطنية بينهم، ستمهد فيما بعد لسفرهما معا للقاهرة لمناقشة مبادرة الرئيس السيسى.
وفى السياق نفسه، قال موقع "كيكار هاشبت" الإخبارى الإسرائيلى، المتخصص فى شئون اليمين المتدين فى إسرائيل، إن دعوة السيسى ستمهد لزيارة مرتقبة لنتانياهو وهيرتسوج لمصر، للقاء الرئيس المصرى، ودفع عملية لاسلام مع الفلسطنيين.
ترحيب كافة الأطراف
وكانت قد نالت دعوة الرئيس السيسى للسلام بين إسرائيل وفلسطين، ترحيبا عارما من قادة الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى.
وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل، إن الرئيس السيسى قال: "يوجد المبادرة العربية، ويوجد حاليا المبادرة الفرنسية، وهناك مبادرات أمريكية لتحقيق اتفاقية إسرائيلية فلسطينية"، وذلك بعد ساعات من إعلان فرنسا أنه سيتم تأجيل "مؤتمر السلام" فى الشرق الأوسط الذى كان من المفتوض أن يعقد فى الأسابيع القادمة لضمان تمكن الولايات المتحدة من المشاركة فيه.
ترحيب رسمى من إسرائيل
وفى أول رد فعل رسمى من جانب تل أبيب على دعوة الرئيس السيسى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، فى بيان له إن إسرائيل مستعدة للعمل مع مصر والدول العربية على عملية السلام، قائلا: نرحب بنداء الرئيس المصرى للإسرائيليين، والفلسطينيين للتقدم فى مسألة السلام" مشيدا بقيادته فى هذا الموضوع.
وقال بيان مكتب نتانياهو "رحب نتانياهو بملاحظات الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، الذى قالها فى خطابه وأنه يرى فرصة حقيقية لتحقيق اتفاقية سلام إسرائيلية - فلسطينية والتى قد تؤدى أيضا إلى تقارب فى العلاقات بين مصر والدولة اليهودية".
ترحيب المعارضة الإسرائيلية
وفى السياق نفسه، رحب رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاك هرتسوج، الذى يجرى حاليا محادثات مع نتانياهو من أجل دخول حزبه "العمل" إلى الائتلاف الحكومى الحاكم فى تل أبيب، بخطاب السيسى، قائلا إنه يظهر "إن السلام ممكن".
وأضاف هرتسوج "أنا أرحب بالإعلان.. فهو إعلان هام يظهر إمكانية عملية تاريخية، ومن واجبنا فحصها بصورة جدية، وإلا سنجد أنفسنا نفعل ذلك بعد الجنازة المقبلة، ومن المهم الاستماع إلى الرئيس المصرى والنظر بجدية ومسئولية إلى هذه الفرصة".
ترحيب الإعلام الإسرائيلى
واهتمت جميع الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقعها الإكترونية، بكلمة الرئيس السيسى، وبثت كلمته عدة مرات على مدار اليوم، مشددة على كلمته التى أكد فيها على أهمية السلام بين مصر وإسرائيل وضرورة تحقيقه بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
السلطة الفلسطينية ترحب
وعلى الجانب الفلسطينى، رحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، بجهود ومواقف الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، وباستعداده لبذل الجهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدد الرئيس الفلسطينى على أهمية دور مصر المحورى فى تحقيق المصالحة الفلسطينية، من أجل حماية وحدة الأرض والشعب والقرار الفلسطينى.
المبادرة الفرنسية لمؤتمر السلام
الجدير بالذكر أنه كان من المفترض عقد قمة فرنسية، تتضمن ممثلين عن 20 دولة، من ضمنها مصر، السعودية والأردن فى 30 مايو، ولكن قامت فرنسا بتأجيلها كى يتمكن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى من المشاركة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن كيرى لم يتمكن من الحضور فى يوم المؤتمر، والذى يتزامن مع يوم ذكرى الجنود، ولكن فرنسا والولايات المتحدة تنظران فى إمكانية تاريخ بديل للمفاوضات.