"قاضى لكل صندوق"، هذا ما تؤكده الهيئة الوطنية للانتخابات فيما يتعلق بالإشراف على التصويت في انتخابات مجلس النواب 2020 حيث يكون الإشراف هو العنصر الفاصل لطمأنة الناخبين المتواجدين منذ التاسعة صباح اليوم السبت الموافق 24 أكتوبر أمام اللجان الانتخابية بمحافظات الجمهورية للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات البرلمانية، وفى مثل هذه الأجواء يتساءل المواطن البسيط عن ضمانة صوته داخل الصندوق فى الوقت الذى أعلنت فيه الهيئة الوطنية للانتخابات أن 13 ألف قاضٍ يشاركوا في الإشراف على الانتخابات خلال الجولة الأولى، ونظرا للدور الهام الذي يقوم القاضي من أجل إتمام العملية الانتخابية بكل سهولة ويسر وضمان صحة ونزاهة عملية الانتخاب فإن هناك العديد من الإجراءات الإشراقية والقانونية التي تعاملت بها الدولة والجهات المعنية وعلى رأسها الهيئة الوطنية للانتخابات للحفاظ على صوت الناخب وإرادته الحقيقية من الوصول للهدف المرجو منها والمتمثلة فى إثبات إرادته عن طريق بطاقته الانتخابية.
قاضٍ سابق يكشف للناخبين إجراءات الإشراف على عملية الاقتراع
في التقرير التالي، يلقى "انفراد" الضوء على التفاصيل الكاملة للقضاء المسئولين عن الإشراف على العملية الانتخابية وكيفية بدء القاضي يومه مع اللجنة التي يقوم بالإشراف عليها، وذلك في محاولة لتوضيح وطمأنة المواطن أو الناخب فى عملية تأمين "صندوق الانتخاب" المقررة يومي 24 و25 أكتوبر حتى غلق المقار الانتخابية في التاسعة مساءاَ غداَ – بحسب الخبير القانوني ورئيس المحكمة السابق أحمد عبد الرحمن الصادق.
فى البداية، كشف "الصادق" أنه شارك فى العديد من العمليات الانتخابية والاستفتاءات حيث أن الإقبال فى صباح يوم الانتخابات يكون من قبل الناخبين كبار السن أولاَ، وذلك نظراَ لعدم ارتباطهم بأي أعمال، ثم أن عملية الإقبال تتضاعف من الساعة الخامسة مساء حتى التاسعة حيث موعد غلق اللجان لأن بعض المواطنين أو الناخبين أثناء عودتهم من أعمالهم يمرون على اللجان الخاصة بهم للإدلاء بأصواتهم، بينما يتوجه البعض الأخر إلى مسكنهم لقضاء بعض الراحة ثم يتوجوا إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم، وبذلك يكون الازدحام غير طبيعي من 5 لـ9 مساءاَ خلال يومي الانتخابات.
ماذا يفعل رئيس كل لجنة في تمام الساعة التاسعة إلا عشر دقائق؟
وفقا لـ"الصادق" في تصريح لـ"انفراد" – فإن الشباب يذهبون إلى صناديق الاقتراع في أفواج نتيجة تجمعهم المستمر وتقسيم أنفسهم حسب اللجان الانتخابية، ثم أنه في الساعة التاسعة إلا عشرة دقائق يتوجه رئيس اللجنة عند الباب الرئيسي للمقر الانتخابي لرؤية الناخبين الموجودين خارج المقر ثم يصدر أمرا لقوات الإشراف بإدخال جميع الناخبين الموجودين بالخارج لدخول المقر لتفويت فرصة إغلاق المقر في التاسعة مساءاَ حسب القوانين المعمول بها الخاصة بالانتخابات، وبالتالي لا يمكن منع المواطن أو الناخب أو تفويت الفرصة عليه للإدلاء بصوته أو إرجاء حضوره لليوم التالي.
كيفية تأمين صناديق الاقتراع
الإجراءات المتبعة – بحسب رئيس محكمة الاستئناف الأسبق - فور الغلق يقوم القاضي رئيس اللجنة بإعداد محضر عقب عملية الغلق يُسجل فيه عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم فى هذا اليوم من واقع كشوف الناخبين، وذلك دون المساس بالصندوق نهائياَ، ثم يقوم بتشميع الصندوق بخاتمه الخاص غلقاَ محكماَ ثم يتولى اختيار المكان الأكثر تأميناَ داخل المقر الانتخابي ويضع فيه الصندوق، وكذا البطاقات الانتخابية التي لم تستخدم أو تستعمل عقب وضعها داخل صندوق معين وغلقه غلقاَ محكماَ، وفى الأخير يقوم بالاطمئنان على منافذ الغرفة ويغلقها اغلاقاَ جيداَ، ثم يغلق الباب بـ"قفل" خاص وتشميعه ثم تمهيره بخاتمه الخاص والاحتفاظ بالمفتاح معه، ثم يكلف رئيس قوة التأمين بالإمضاء على المحضر ثم ينصرف لصباح اليوم التالي.
فى اليوم التالى ينتقل رئيس اللجنة قبل بدء عملية الاقتراع بما يعادل ساعة أو نصف ساعة للمكان الذى اختاره لوضع الصناديق للتأكد من سلامة الأختام الممهوره به، ثم يعمل على فضها، ثم يعاود كتابة وإعداد محضر لإثبات كل الإجراءات سالفة الذكر ثم يبدأ اليوم الثانى بنفس إجراءات اليوم الأول، حيث أن كل هذه الإجراءات الشاقة بالنسبة للقضاة من أجل ضمانة صوت الناخب للخروج بالعملية الانتخابية إلى بر الأمان وهو ما يحدث فى مصر أرض الكنانة – الكلام لـ"الصادق".
وتجرى المرحلة الأولى، من انتخابات مجلس النواب، يومى السبت والأحد، 24 و25 أكتوبر الجارى بـ 14 محافظة هى، الجيزة، الفيوم، بنى سويف، المنيا، أسيوط، الوادى الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، ومطروح.