"القومى لحقوق الإنسان" يناقش الممارسات الإعلامية.. المشاركون يؤكدون نجاح الإعلام المصرى فى التصدى لزيف وخداع قنوات أهل الشر.. و"الجزيرة" نشأت فى دولة تاريخها أقل من إنشاء حديقة حيوان الجيزة

نظم المجلس القومى لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، ندوة تحت عنوان "حقوق الإنسان والممارسات الإعلامية"، بأحد فنادق القاهرة بحضور عدد من أساتذة الإعلام والإعلاميين وذلك فى إطار خطة عمل المجلس لحماية وتعزيز حقوق الإنسان. ناقشت الندوة محاور رئيسية منها، "السوشيال ميديا" والشائعات... المشكلة والحل، وكذلك التجارب دولية فى تنظيم عمل "السوشيال ميديا" ومواجهة مخاطر انفلاتاتها، وكذلك منصات الإعلام التقليدى المعادية.. دورها وأساليب عملها وطرق مواجهتها، والمحور الأخير نحو بيئة إعلامية أكثر قدرة على تعزيز حريات المواطنين وصيانة الأمن القومى. وقال محمد فايق، رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إنه يأتي تنظيم المجلس القومي لحقوق الإنسان لأعمال تلك ندوة حقوق الإنسان والممارسات الإعلامية في وقت لا يكف الإعلام فيه عن توسيع مدى تأثيره فى شتى المجالات الحيوية على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، ولا يتوقف عن طرح فرص وتحديات جديدة يوماً بعد يوم، مضيفا: "وبموازاة هذا التأثير الذي نشهده جميعاً ونعاين تداعياته على الواقعين الحقيقي والافتراضي، تظهر مخاطر حقيقية تفرض على المجتمعات والدول الرشيدة ضرورة رصدها وتحليلها وفهم أبعادها من أجل التصدي لها وتحجيم أثرها". وأضاف محمد فايق خلال كلمة له فى الندوة، أن من أجل ذلك ظل المجلس القومي لحقوق الإنسان منشغلاً بملف الإعلام، ليس فقط بسبب تقاطعه الواضح مع إطار حقوق الإنسان، ولكن أيضاً لأن الحالة الإعلامية الشفافة والمهنية تعد مكوناً رئيسياً لمقومات الدول والمجتمعات القادرة على النهوض والاستدامة وتحقيق النمو والازدهار، مشيرا إلى أنه في هذا الصدد، دعا المجلس هذه النخبة المميزة على الصعيدين المهني والأكاديمي، وطلب إعداد عدد من أوراق العمل التي تعالج محاور محددة في موضوع الندوة. ولفت محمد فايق إلى أن هذه الندوة تعقد في ظل ظروف دقيقة، وإن تحدي "كوفيد 19" يأتي في مقدمة هذه الظروف، لأن جائحة "كورونا" لم تكتف بإلقاء الظلال القاتمة على المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية فقط، لكن للأسف فإن أثرها امتد ليشمل مجال الإعلام، بل إن هذا الأثر تضاعف حين وصل إلى المجال الإعلامي، بسبب اتصال هذا الأخير بالمجالات كافة، ومسؤوليته الكبيرة عن تكوين الوعي وتشكيل الرأي العام، موضحا أنه لم يكن وباء كورونا هو الوباء الوحيد الذي ضرب العالم في الشهور الأخيرة، لكن بموازاة هذا الوباء ظهر للأسف الشديد وباء جديد، وقد أطلقت بعض الدول والمؤسسات الدولية المرموقة، ومنها الأمم المتحدة، على هذا الوباء لقب "وباء معلوماتي" Infodemic. وأشار محمد فايق، إلى أن العالم يواجه في هذه الأوقات جائحتين إحداهما جائحة مرضية وثانيتهما جائحة معلوماتية، وما يثير الدهشة حقاً، ويعزز أهمية ندوتنا هذه وغيرها من الفعاليات المماثلة، أن مسؤولين تنفيذيين كباراً في أكثر من دولة أكدوا أن الخسائر البشرية والمادية التي منيت بها دولهم جراء هذا الوباء المعلوماتي كانت لا تقل عن تلك التي تكبدتها بسبب جائحة كورونا، لافتا إلى أن المجال الإعلامي العالمي والإقليمي والوطني تغير تغيراً فارقاً في العقدين الأخيرين، وهو تغير أثمر فرصاً ومزاياً كبيرة، وعزز الأنشطة الإنسانية، وخدم قضايا التنمية وحقوق الإنسان، لكن في المقابل فإن هذا التطور، وعبر مزاوجة فريدة بين ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال وآليات الذكاء الاصطناعي فرض علينا تحديات خطيرة، وخلق ما يمكن تشبيهه بواقع جديد، وهو واقع زادت درجة التزييف والتضليل والاصطناع فيه. وشدد على أن قدرة الدولة على صيانة مجال الحريات العامة تظل بوصفها مجالاً جوهرياً ضمن مجالات حقوق الإنسان مسؤولية والتزاماً ضروريين، وتظل أيضاً قدرتها على صيانة أمنها القومي التزاماً أساسياً بوصفه وظيفتها الأولى، وهو الأمر الذي يفرض تحديات كبيرة أهمها إيجاد هذا التوازن المطلوب بين حرية الرأي والتعبير من جهة وحماية الأمن القومي والسلام الاجتماعي من جهة أخرى، متابعا:"يُعد هذا التوازن المطلوب الوصول إليه انشغالاً رئيسياً ضمن انشغالات المجلس القومي الإنسان، وقد سعى المجلس عبر لجانه المختلفة وآليات عمله المتنوعة، إلى معالجة تلك القضايا، من خلال عدد من المشروعات والتقارير والأنشطة الميدانية. واستطرد محمد فايق:"لقد أمضيت كل سنوات عمري مدافعاً عن قضايا حقوق الإنسان، وفي القلب منها حرية الرأي والتعبير، لما لها من أثر بالغ على شتى مجالات العمل الوطني والإنساني، وفي المقابل، فقد عرفت المجال الإعلامي عن قرب، وشرفت بحمل حقيبة الإعلام في أوقات حرجة وخطيرة من عمر الوطن، لذلك أجدني معنياً بشكل مباشر بكافة التطورات التي تؤثر في هذين المجالين، إن تلك التجربة الطويلة علمتني أن الإخلاص لمبدأ حرية الرأي والتعبير، وما يستتبعه من إيجاد بيئة إعلامية منفتحة وشفافة، يعد ضمانة رئيسية من ضمانات حقوق الإنسان وأمن الوطن، وفي المقابل، فإن هناك ضرورة للعمل على الحد من التأثيرات الضارة للجوائح المعلوماتية، خصوصاً في ظل هذا الازدهار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، وما باتت تطرحه علينا من مزايا وفرص ومخاطر، ومع تعدد أنماط الاستخدام المسيء للمجال الإعلامي، وازدهار آليات التزييف والذكاء الاصطناعي التي تُستخدم في إشاعة الأخبار الزائفة والتضليل واستهداف الوعي الجمعي والسلام الاجتماعي وتقويض الثقة في المؤسسات العامة، تبرز ضرورة إيجاد وسائل مناسبة للحد من هذه المخاطر، بشكل لا ينال من التزامنا الجوهري بحرية الرأي والتعبير". ونوه الدكتور محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن الأمن القومي هو مفهوم شامل للعناصر التي تشكل الاحتياجات الضرورية للوطن، متضمنة الحماية الذاتية واستقلال الكيان الوطني، وحماية وسلامة أراضيه، ورفاهية شعبه الاقتصادية وبناء دولة المؤسسات العصرية، وترتكز وتتحدد على أساس القوة المتاحة وقدراتها القومية والتهديدات الخارجية والتحديات المحلية وطبيعة النظام الدولي المعاصر وهو تصور استراتيجي نابع من متطلبات حماية المصالح الحيوية الأساسية لأي أمة ومستمد من تاريخها وما أفرزته معطيات موقعها الجغرافي ومورثها التاريخي والاجتماعي للمحافظة على الوجود الحي لها. وأوضح محمود علم الدين، أنه فى ضوء المفهوم الشامل للأمن القومى، فإنه يعني تهيئة الظروف المناسبة والمناخ المناسب للانطلاق بالإستراتيجية المخططة للتنمية الشاملة، بهدف تأمين الدولة من الداخل والخارج، بما يدفع التهديدات باختلاف أبعادها، بالقدر الذي يكفل لشعبها حياة مستقرة توفر له أقصى طاقة للنهوض والتقدم. وأشار محمود علم الدين إلى أن شمولية الأمن –وفقا لرؤية اللواء دكتور زكريا حسين- تعني أن له أبعادًا متعددة، من بينها البُعْد السياسي ويتمثل في الحفاظ على الكيان السياسي للدولة، والبُعْد الاقتصادي الذي يرمي إلى توفير المناخ المناسب للوفاء باحتياجات الشعب وتوفير سبل التقدم والرفاهية له، والبُعد الاجتماعي الذي يرمي إلى توفير الأمن للمواطنين بالقدر الذي يزيد من تنمية الشعور بالانتماء والولاء، والبُعْد المعنوي أو الأيديولوجي الذي يؤمِّن الفكر والمعتقدات ويحافظ على العادات والتقاليد والقيم، والبُعْد البيئي الذي يوفِّر التأمين ضد أخطار البيئة خاصة التخلص من النفايات ومسببات التلوث حفاظاً على الأمن. وتابع محمود علم الدين:"مفهوم الأمن القومي والمصالح القومية مفهومان متداخلان، فالمصالح القومية كل ما يمثله الكيان الذاتي وهي لا تقتصر على هدف واحد، بل ذات أهداف "عقائدية، سياسية، اقتصادية، اجتماعية، سيكولوجية، وغيرها" والتي لا تتوانى الدول في دخول حرب من أجل تحقيق تلك الأهداف، وتتضمن المصالح القومية الأهداف التالية حماية السيادة الوطنية وتنمية مقدرات الدولة في كافة المجالات وزيادة مستوى ثراء الدولة الاقتصادي والدفاع عن أيديولوجية النظام السياسي وصيانة الثقافة الوطنية وحمايتها من الأخطار الخارجية، مؤكدا أن الإعلام بوسائله المختلفة أداة من أدوات التأثير والإقناع النفسى التى تستهدف احداث تغيير فى معارف وأفكار واتجاهات وسلوك الآخرين بدون استعمال القوة. ونوه محمود علم الدين إلى أن التأثير والإقناع عنصران مهمان فى دعم الأمن القومى، يرتبطان بالبعد المعنوى والإيديولوجى الثقافى وكذلك النفسى فى الأمن القومى بحكم توجههما إلى عنصر حاسم ومؤثر هو الرأى العام وأن أخطر أدوات الإقناع والتأثير فى عالم اليوم هى وسائل الإعلام وذلك من خلال قدرتها على إحداث مجموعة التأثيرات المعرفية والنفسية التى تقود إلى التأثيرات الوجدانية التى تحفز الإنسان أو المواطن وهو هنا جمهور وسائل الإعلام إلى سلوك معين. أكد أيمن عدلى، رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الإعلاميين، أن الشائعات خطر يجب مواجهته فى ظل نجاحات مستمرة للدولة المصرية فى كل المجالات والإعلام المصرى نجح فى التصدى له وكشف زيف إعلام أهل الشر، مضيفا أن هدف إعلام أهل الشر هو تشويه صورة الدولة المصرية وقيادتها ومؤسساتها بالدرجة الأولى واستقطاب الجمهور المصرى وخصوصًا البسطاء منهم وتحريضهم ضد الدولة والتلاعب بعقولهم من خلال نشر معلومات وأخبار كاذبة غرضها إثارة غضب الشعب المصرى وهو ما يجب التصدى له من خلال وسائل الإعلام الوطنية. وأضاف أيمن عدلى، خلال كلمة له فى الندوة التى ينظمها المجلس القومى لحقوق الإنسان عن حقوق الإنسان والممارسات الإعلامية الهدامة، أن الجماعات الإرهابية تحرص دائمًا على زرع الفتنة والتشكيك فى الدولة ومؤسساتها والحديث الدائم بعدم جدوى المشروعات القومية التى تنفذها الدولة وهو ما يحب مواجهته من خلال بث انجازات ومشروعات الدولة وكيف حققت نجاحات غير مسبوقة فى قطاعات الدولة وهو ما ينعكس على المواطن المصري. وطالب أيمن عدلى، بمزيد من الجلسات النقاشية التى يتم فيها وضع إستراتيجيات لمواجه الشائعات والأفكار الهدامة. من جانبه، قال الدكتور سامى الشريف، أستاذ الإعلام، إن قناة الجزيرة نشأت فى دولة تاريخها أقل من نشأت حديقة حيوان الجيزة، مضيفا أن حمزة زوبع ومعتز مطر ومحمد ناصر أنجاس باعوا أوطانهم. وذكر الشريف خلال كلمة له فى الندوة التى ينظمها المجلس تحت عنوان "حقوق الإنسان والممارسات الإعلامية"، أنه يجب تجاهل بذاءات الإعلام المعادى وتقديم الحقائق للمواطنين، متابعا:"مصر دولة وهم أجراء وخارجين عن القانون، نحن حضارة وهم حفاة عراة".






































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;