قدم تليفزيون انفراد، تغطية مباشرة من باريس حول تطورات الأحداث المتعلقة بحادث الطعن الذى وقع صباح اليوم بمدينة نيس الفرنسية، والذى أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين، في هجوم داخل كنيسة نوتردام.
وأجرى تليفزيون انفراد خلال التغطية الخاصة مداخلة هاتفية من باريس مع فيصل جلول الباحث في أكاديمية باريس للجغرافيا السياسية،قال فيصل جلول، الباحث في أكاديميةباريس للجغرافيا السياسية، تعليقا على حادث الطعن الذى وقع اليوم بمدينة نيس الفرنسية، إنهناك سلسلة من الأعمال الإرهابية التى هدد تنظيم القاعدة بشنها على فرنسا منذ شهر سبتمبر الماضى، وقد حصل حتى الآن 3 هجمات كبيرة، واليوم وقع عمليات إرهابية في فرنسا، والشرطة من إحباط بعض العمليات، ووقع ثلاثة ضحايا فى مدينة نيس.
وتابع جلول، خلال التغطية الخاصة على تليفزيون انفراد التي أعدتها هدى أبو بكر، وقدمتها آلاء شتا، أن هذا الوضع أدى إلى أن تعلن الحكومة الفرنسية لإعلان حالة الطوارئ وحراسة أماكن العبادة والمدارس وتشديد الحراسة على الأماكن التي هددت القاعدة بالتعرض لها.
وقال الباحث بأكاديمية باريس حول الكلمة التى قالها الرئيس الفرنسي ماكرون بعد تفقده موقع الحادث، إن الملفت في حديث ماكرون هو دعوته للتسامح وأن فرنسا بلد التسامح، وهذه الدعوة تأتى فى ظل تصريحات عنيفة ضد فرنسا صدرت من بلدان آسيوية، حيث صدرت من تركيا وأردوغان يشن حملة عنيفة ضد فرنسا وضد ماكرون بسبب الرسوم المسيئة، كما أن رئيس وزراء باكستان السابق أدلى بتصريحات نارية وضد فرنسا، ونحن نعلم أن أحد منفذى الهجوم الأول فى هذا الشهر هو باكستانى الأصل، وهناك أيضا تصريحات من قطر وعددا من الدول الإسلامية تتسم بالعنف تجاه فرنسا، فدعوة ماكرون اليوم للتسامح تعنى أنه لا يرغب فى التصعيد ولا يريد لمنظمة القاعدة أن تستفيد من الوضع الداخلى فى فرنسا، وأن تزج رغما عنهم مسلمين فرنسيين فى هذه المعركة التى لا مصلحة لأحد فيها.
وعن وجود معلومات بشأن الجهة المتورطة في الحادث قال فيصل جلول:"منذ يومين أصدر موقع الشباب التابع لتنظيم القاعدة تهديدا جديدا بشن هجوم على المراكز الدينية، وهجوم اليوم يبدو تلبية لهذه الدعوة"، مشيرا إلى أن المتهم دخل إلى فرنسا بطريقة غير شرعية منذ شهر، من خلال معبر لامبيدوزا فى إيطاليا، وهو المعبر الذى يأتى منه المهاجرون من الخارج وبالتالى يمكن القول بأن العملية شبه معدة سلفا، كما أنها تتزامن مع محاكمة المتهمين الذين نفذوا العمل الإرهابي الأول فى جريمة شارلي إيبدو عام 2016، ومتزامن أيضا مع محاكمة المتعاطفين معهم، فاليوم أغلب الظن أن العملية معدة سلفا، وربما تخشى فرنسا أن تتم عمليات أخرى بنفس السياق".
وتابع فيصل جلول الباحث في أكاديمية باريس للجغرافيا السياسية حول الحوادث الإرهابية التي تقع في فرنسا خلال الأيام الأخيرة، إن الذى أدى لتفاقم الأوضاع هو أنه حصل نوعين من التطورات الأول هو إعادة محاكمة المتعاطفين مع الإرهابيين الذين قتلوا فريق تحرير جريدة شارلي إيبدو التى رسمت الرسوم المسيئة للرسول، وحول هذه المحاكمة هناك صدى إعلامى كبير جدا، الأمر الآخر هو أن فرنسا تستعد لإعداد قانون حول ظاهرة الإسلام الراديكالى وهناك إجراءات تحدث عنها ماكرون، ومشاريع قوانين سترسل للبرلمان لمناقشتها فى هذا الصدد.
وأشار إلى أن تصريح ماكرون بعد مقتل المدرس حين قال إن فرنسا لن تتخلى عن الرسوم المسيئة للرسول، ثمة من فسر ذلك بأن هناك نية لعرض الرسوم فى المدارس فى نوفمبر القادم، وهذه الأمور أدت لتفاقم الأوضاع وتزايد العمليات الإرهابية.
وأضاف الباحث فى أكاديمية باريس، أن هذا إلى جانب التطورات الواردة من تركيا حيث أن فرنسا على صراع مع تركيا فى عدد كبير من الملفات منها في شرق المتوسط وليبيا وأذربيجان وأرمينيا ولبنان، وأردوغان استغل هذه الظاهرة القائمة اليوم فى فرنسا وحاول أن يجعلها عنصر أساسى فى الصراع مع فرنسا، ناهيك عن رد الفعل على خطاب ماكرون فى عدد من الدول الإسلامية حول تبنى فرنسا للرسوم المسيئة، وقال "إذا هذه الأجواء بمجملها هى التي أدت لتصاعد الاعتداءات والعمليات الإرهابية".
وعن استهداف مدينة نيس تحديدا والتي وقع فيها من قبل عدة عمليات إرهابية قال جلول، باريس أيضا كانت مستهدفة إلى جانب نيس، والملفت فى الأمر أن الإرهابي الذى قتل الناس فى احتفالات الباستيل عام 2016 بمدينة نيس 40% من الضحايا عرب ومسلمين، هذا النوع من الإرهاب الأعمى لا يميز بين الناس ويطال الناس العاديين فى الشوارع ، وهذا حصل فى نيس وفي عدة أمكنة ، لكن نيس مدينة كبيرة وسياحية وبها تعدد أديان، وبالمدن السياحية عادة الأعمال الارهابية يكون لها صدى أكبر من المدن الأخرى، دول كبيرة حصل فى مدن سياحية بها أعمال إرهابية، لاكتساب داعية أكبر وإثارة أكبر، وهذه واحدة من حسابات التنظيمات الإرهابية.
وقال إن السلطات فى فرنسا على تسيطر على الوضع، مؤكدا أن فرنسا دولة قوية ولديها أجهزة أمنية محترفة تستطيع السيطرة على الأعمال الإرهابية.