استعرض مختار نوح، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، التاريخ الطويل الذى شهدته جماعة الإخوان الإرهابية من انشقاقات داخلية، لافتا إلى إن الانشقاقات التى تضرب جماعة الإخوان الإرهابية ليست بجديدة على التنظيم، لافتا إلى أن تاريخ هذا الخلاف يعود إلى تأسيس الجماعة والخلاف القديم بين التنظيم السرى للجماعة ومكتب الإرشاد.
وأوضح نوح، فى لقاء له عبر برنامج "الحقيقة" المذاع على فضائية "إكسترا نيوز"، قائلا: "الإخوان طول عمرها جماعتين مش جماعة واحدة"، مشددا: "على الأجيال الجديدة بالجماعة، ممن يعتقدون وهما فى سلمية التنظيم، أن يعلموا جيدا أن هذا ليس من عندى، إنما أخذناها من كتب الإخوان أنفسهم، هذا الكلام كتبه أحمد عادل كمال، وحسن دوح، وفريد عبد الخالق، ومحمد مهدى عاكف، وآخرون".
وأوضح نوح أن التنظيم السرى هو أول من ابتدع التصفية الداخلية، لافتا إلى أن هذا النهج اتبعته فيما بعد الجماعات التكفيرية الناشئة حديثا ومنها داعش وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وغيرها من التنظيمات، مشيرا إلى أن البداية كانت حادث اغتيال "الأخ" سيد فايز بتخطيط من مسئول التنظيم السرى عبد الرحمن السندى.
وروى نوح خلال اللقاء التليفزيونى حادثة اغتيال فايز على يد عبد الرحمن السندى مسئول التنظيم السرى للجماعة، أو كما يطلقون عليه "التنظيم الخاص"، لافتا إلى أن السندى كان هو المسئول الأول للتنظيم السرى للجماعة، وحين جاء حسن الهضيبى مرشدا عام للإخوان كان ينوى تصفية "الجهاز الخاص" بعد أن تفحل وفضح إجرام الجماعة، موضحا أنه فى سبيل التصفية بدأ المرشد الأول بالاستعانة بسيد فايز رجل التنظيم ليحل محل السندى فى خطوة لدمج جناحى الجماعة، إلا أن الأمر لم يكن مُرضيا للسندى فقرر اغتيال سيد فايز.
تلك الفترة كانت الأكثر دموية داخل التنظيم، هكذا وصفها مختار نوح قائلا: "سيد فايز كان أخ من الإخوان ويعتبر المسئول عن التنظيم الخاص وصدرت فتوى عن السندى باغتياله وفخخ علبة حلوى المولد بنفسه، ولم يتردد أن من تتسلم العلبة طفلة صغيرة"، وتابع: "جاء فايز من عمله وجد علبة فخمة فى انتظاره، وكان النصيب أن شقيق سيد فايز الأصغر جالس بجانبه وانفجرت العلبة، ومن شدة الانفجار قتلت طفلة تسير فى الشارع".
وأضاف: "السندى قتل فايز بحجة توصيل معلومات عن التنظيم السرى إلى المرشد العام لجماعة الإخوان، ومعنى ذلك أن تصل المعلومات للرئيس جمال عبد الناصر فقتله"، وتابع ساخرا: "وبعد ذلك السندى نفسه عبد الناصر اللى شغله وأصبح سكرتيرا له بعدما طرده الهضيبى من الجماعة، وكان وسيلة عبد الناصر لمحاولة خفض حدة الخلاف بين التنظيم السرى ومكتب الإرشاد"، وأضاف: "التنظيم الخاص نفسه اعتقل المرشد العام حسن الهضيبى ولولا تدخل عبد الناصر لما أفرجوا عنه، التنظيم السرى كان مشكلة الإخوان وطغى على الجماعة نفسها فيما بعد".
وأوضح مختار نوح، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن حسن الهضيبى قرر بعد ذلك دمج التنظيم فى الإخوان فأصبحت الجماعة كلها تنظيم خاص وأسر وكتائب تلتقى سرا.