"قف على أرض وطنك واعترض، فالحوار هو الأساس والغاية هي الوطن".. تختصر هذه الجملة خلاصة وطبيعة الفكر الذى تتبناه تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، التي تحتفل بمرور العام الثالث على تحول هذه الفكرة والحلم لحقيقة على أرض الواقع، بعدما استطاع ما يقرب من 196 شاب و 26 حزبا، تأسيس هذا الكيان السياسي الذي يضم أطيافا سياسية مختلفة.
وصول شباب التنسيقية لهذه المرحلة والنجاح الذي حققوه، بالتمثيل الشبابي في المناصب التنفيذية والنيابية، سواء بوجود أعضاء منهم ضمن نواب المحافظين، أو نواب مجلس الشيوخ، وكذلك مرشحى التنسيقية بالقائمة الوطنية من أجل مصر في انتخابات مجلس النواب، يضع عاتقا وحملا كبيرا على مؤسسيها لبقاء هذا الكيان.. والبقاء هنا لا يعنى الاستمرار فقط، ولكن أن تظل مشروع وطنى يجمع الأطياف السياسية بنفس المفهوم الذى تأسست من أجله.. أن تسع الجميع، تنمى الوعى، وتساعد على خلق كوادر سياسية فاعلة تتواصل مع صناع القرار، وتتقدم لهم حلولا ورؤي، وتتجاوز الخلافات الضيقة بين الأحزاب السياسية.
المشاركون في الصالون السياسي لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أكتوبر 2020، والذى عقد أمس الجمعة، بحضور لفيف من رؤساء الأحزاب والسياسيين والكتاب الصحفيين، اتفقوا على أنها حالة مصرية قائمة يمكن أن تؤسس عليها الحياة الحزبية، تليق بمكانة مصر الحضارية، لفتح مسارات إصلاحية لأى شاب.
"السياسة بمفهوم جديد"..أوضح المشاركون أيضا أن تجربة "التنسيقية" ملهمة للعمل الحزبى، من خلال إتاحة التعبير عن الرأي لكل شاب أو حزب دون تعارض مع توجهه السياسى، وإنها استطاعت تحويل الخلافات السياسية لاختلافات بناءه، وساهمت في الحفاظ على سلامة الدولة المصرية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة ووحدة الأرض والشعب.
"الوطن لا يتحمل ضجيج، ولكن يحتاج للحظة حوار صادقة".. بهذه الجملة وصف أحد المشاركين بالصالون السياسي لتنسيقية شباب الأحزاب أكتوبر 2020، المرحلة الحالية من المشهد العام للدولة والتحديات التي تواجهها، والرهان الذى لابد وأن تكسبه الدولة أمام هذه التحديات التي تواجهها في الداخل، أو الخارج والسعى الذى تتبناه بعض القوى الخارجية في محاولة منها لإسقاط الدولة المصرية والعودة بالمشهد مرة أخرى لسيناريو الدولة الضعيفة المنهكة.
العديد من التحديات تواجه تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين بعد أن وصلت لهذا النجاح، وأسئلة تدور في ذهن الكثيرين، وتحتاج لإجابات..إجابات تحمل خطط للمستقبل..ورؤى لتحديات متوقعة..لتظل التنسيقية بابا لمسارات إصلاحية للحياة السياسية المصرية، وأيضا أن تستمر في إزالة الجدار العازل بين الأحزاب ومؤسسات الدولة.
الصالون السياسي ناقش هذه التحديات، ووجه المشاركون من الكتاب الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف، أسئلة "ساخنة" لممثلي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين..
- هل كل من يرغب في أن يصبح نائبا برلمانيا أو يتقلد منصبا تنفيذيا عليه أن ينضم أولا لـ"التنسيقية"؟
- ما هي ضماناتكم لعدم تحول هذا الكيان السياسي المهم لـ"تجمع مصالح"؟
- "يعنى ايه كيان سياسي؟"..ما الإطار القانوني الذى تعمل تحت رايته "التنسيقية"؟
- هل من الممكن أن تتحول التنسيقية لـ"بؤرة نور محدش طايلها؟"
- "بتختاروا الشباب إزاى"..ما هي معايير اختيار أعضاء التنسيقية؟
- هل تنسيقية الأحزاب بداية لسحب البساط من "الأحزاب"؟
- ما هي رؤيتكم لجيل من الخريجين من المدارس والجامعات؟..هل لديكم مشروع قومى لتدريبهم على المفاهيم العامة للدولة؟
- تنسيقية شباب الأحزاب تتحدث من القاهرة فقط..أين انتم في المحافظات؟
- "التنسيقية يعنى صوت واحد!"..كيف تتخذ القرارات الداخلية والقرارات العامة؟
إجابات حاسمة ورؤى واضحة..
أميرة العادلى عضو تنسيقية شباب الأحزاب، ومرشحة القائمة الوطنية من أجل مصر في انتخابات مجلس النواب، قالت إن آلية التمكين السياسي وتوصيل صوت الشباب، هو ما كانوا يبحثوا عنه منذ نشأة التنسيقية، وإنه من حق كل شاب أن يكون في موقع نيابي أو تنفيذي.
وأوضحت أن التنسيقية، لا تهدف لذلك فقط ولكنها تسعى بالعمل نحو تنمية الحياة السياسية، بمختلف الأيدولوجيات والرؤى.
وتابعت: "مش هنسمح لوجود شخص عايز يحقق مصلحة، بل هدفنا هو التنسيقية والعمل لصالح التنسيقية".
وأوضحت، أن التنسيقية منصة حوارية تجمع شباب الأحزاب والسياسيين، مشيرة إلى أن مصطلح الكيان هو مجرد مسمى: "لكننا مش ناويين نعمل كيان".
وتابعت، بشأن كيفية اختيار أعضاء التنسيقية، قائلة:" نبحث عن المهتمين بالعمل السياسي، والاستعداد حتى لا تتحول لمنصة تمكين"، موضحة أنه هناك مقابلات تتم مع الراغبين في الانضمام لعضوية التنسيقية، ويُطلب منهم ورقة سياسة عامة برؤية الراغب في الانضمام، بخلاف استمارة العضوية المتاحة عبر الموقع الإليكتروني للتنسيقية.
وعن تساؤلات سحب البساط من الأحزاب، قالت، "لا يمكن القضاء على التنوع الحزبي القائم، بل نحن قوتنا في تكويننا من 26 حزبًا ولكن كلمة الكيان تقال اعتزازًا كحالة تعبيرية عن أننا أسرة واحدة وعيلة واحدة"، وهنا اتفق معها مصعب أمين عضو التنسيقية وعضو مجلس النواب، قائلا:" التخوفات حيال التنسيقية يحميها التنوع، وأي شاب داخل حزبه لديه اهتمام يمكن أن يفيد به، له مكان داخل التنسيقية".
وتحدثت أميرة العادلى أيضا عن، لجان التدريب والتأهيل التي شكلتها التنسيقية لتأهيل الشباب، وكذلك الزيارات التي يقوم بها الأعضاء لمختلف المحافظات للتواصل بالمواطنين، مشيرة إلى الزيارات التي جرت مؤخرا، بعدد من المحافظات وكان آخرها حلايب وشلاتين.
وأوضح محمد موسى نائب محافظ المنوفية، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، أن التنسيقية تضم كافة الأطياف السياسية من شباب السياسيين بهدف لم الشمل لدعم الدولة المصرية، مؤكدا أن التنسيقية ليست صوتا واحدا، بل لديها أصوات مختلفة.
وأشار إلى أن التنسيقية لا توجه المواطن لرأى أو اتجاه بعينه، لكنها توجهه نحو استحقاقاته والمشاركة فيها فقط، مستدلا برفضه للتعديلات الدستورية التي تمت مؤخرا، للتأكيد على الاختلاف والتنوع داخل التنسيقية.
وأضاف أن التنسيقية ليست كيانا يسعى لتعميم سياسة الصوت الواحد، ولكنها منصة حوارية لاستعراض كافة الآراء من مختلف الايدولوجيات للتوصل إلى حالة من التوافق حول القضايا مع وضع مصلحة الوطن قبل المصالح الشخصية والحزبية.