تجرى النيابة العامة تحقيقات موسعة، فى حادث مقتل طفل يحمل الجنسية السودانية، على يد مسن بمدينة 6 أكتوبر، بتسديد عدة طعنات له، لكشف ملابسات الجريمة، وتواصل "انفراد" مع والد الطفل الذى كشف كواليس الحادث، فقال إنه لا توجد بينه وبين المتهم أى خلافات، مؤكدا أنه تربطه به صداقة قوية، وتوسط بينه وبين شخص آخر، حصل من المتهم على مبلغ مالى، لحل المشكلة الخاصة به، وتمكن من إعادة جزء من نقوده، وكان يستعد لمساعدته فى الحصول على باقى المبلغ المستحق له، مشيرا إلى أنه لا يوجد أى مبرر لارتكاب القاتل لجريمته.
وأضاف "حسن" والد الطفل "محمد" أن المتهم محل إقامته الأصلى بمحافظة السويس، إلا أنه يقيم منذ فترة طويلة بمنطقة مساكن عثمان، بمدينة 6 أكتوبر، وباع ممتلكاته منذ فترة، وقبل الحادث استضاف المتهم بمسكنه وسمح له بالمبيت بصحبته لمدة 5 أيام، وفى اليوم السادس غادر الشقة، ثم عاد فى اليوم التالى وارتكب الجريمة دون أى أسباب.
وذكر والد الضحية أنه كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالمتهم، وكان يتردد على مسكنه فيقدم له واجب الضيافة، ويوم الحادث حضر المتهم إلى مسكنه، وقت تواجده بورشة الحدادة التى يعمل بها، واستقبله ابنه المجنى عليه، وأعد له كوبا من الشاى، ثم ارتكب المتهم الجريمة.
وقال والد المجنى عليه، أن ابنه "محمد" أخبره قبل وفاته وخلال نقله إلى المستشفى، أنه أعد كوب شاى للمتهم، خلال تواجد شقيقته الكبرى أمام العقار لتنظيفه، لكونهم يقيمون بالطابق الأرضى، ثم فوجىء بالمتهم يوجه له السباب والشتائم، وهاجمه بسلاح أبيض، وسدد له عدة طعنات بأنحاء جسده، وحاول المجنى عليه مقاومته وتمكن من الخروج من الشقة، وطرق باب شقة مجاورة مستغيثا بالجيران، فى الوقت الذى فر فيه المتهم هاربا.
وذكر والد الضحية أنه نقل ابنه إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة، بسبب الإصابات التى لحقت به، حيث سدد له المتهم 18 طعنة بأنحاء جسده، مشيرا إلى أنه عقب إنهاء الإجراءات القانونية اللازمة سينقل جثمان ابنه إلى السودان لدفنه ببلدته، مطالبا بسرعة إحالة المتهم إلى المحاكمة، وإصدار حكم قضائى عادل ضد المتهم.
وتلقت «النيابة العامة» إخطارًا بوصول جثمان طفل سوداني الجنسية إلى «مستشفى زايد التخصصي» بمدينة (6 أكتوبر)، فانتقلت لمناظرته وتبينت به إصابات متفرقة بأنحاء جسده، ثم انتقلت لمعاينة العقار محل الواقعة فتبينت به آثار دماء أمام باب مسكن المجني عليه وبداخله، وسألت «النيابة العامة» خلال المعاينة جارة للمجني عليه فشهدت أنه طرق باب مسكنها فأبصرته ملقًى على الأرض مضرجًا بدمائه وأخبرها باسم المتهم الذي تعدى عليه.
وقد سألت «النيابة العامة» والد المجني عليه فشهد بوجود خلافات مالية بين المتهم وصديق له مقيم بالخارج، فتوسط هو فيما بينهما، ولكن صديقه أخلف وعده للمتهم، ثم يوم ارتكاب الواقعة أخبرته ابنته بتعدي المتهم على المجني عليه بسلاح أبيض (سكين)، وقد عثر والد المجني عليه بمحل ارتكاب الواقعة على متعلقات وأوراق خاصة بالمتهم، منها ما يُثبت الخلافات المالية المشار إليها، والتي اطلعت «النيابة العامة» عليها وتبينت منها عبارات توحي بإقدام المتهم على ارتكاب الواقعة.
وسألت «النيابة العامة» شقيقة المجني عليه فشهدت أنها رأت المتهم يوم الواقعة يدخل مسكن المجني عليه ويغلق الباب خلفه، ولما دخلت بدورها رأت شقيقها على الأرض مضرجًا في دمائه، وقد أخبرها بتعدي المتهم عليه بسلاح أبيض (سكين).
وقد قررت «النيابة العامة» استكمالًا للتحقيقات انتداب «الطبيب الشرعي» لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليه؛ بيانًا لما به من إصابات وكيفية حدوثها وسبب وفاته، وكذا قررت رفع الآثار المادية والبيولوجية من مسرح الواقعة لفحصها، وطلبت تحريات الشرطة حول الواقعة، وجارٍ استكمال التحقيقات.
وقد أُخطرت «النيابة العامة» بإلقاء الشرطة القبض على المتهم نفاذًا لقرار «النيابة العامة»، وجارٍ استجوابه.