فى محاولة للحد من الموجة الثانية لتفشى وباء كورونا، ووقف معدل الانتشار المرعب للفيروس، تلجأ حكومات إلى فرض إجراءات الإغلاق العام، كما سعت دول أخرى إلى تشديد إجراءاتها لاحتوائه وإبطاء انتشاره.
فرنسا: فرض حجر شامل ولا استبعاد لموجة ثالثة
أعادت السلطات في فرنسا، فرض حالة إغلاق مرة أخرى، اعتباراً من يوم الجمعة وحتى الأول من ديسمبر "على أقل تقدير" لمواجهة الموجة الثانية من الجائحة.
وقرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء الماضى، فرض حجر شامل على كامل الأراضي الفرنسية ابتداء من يوم الجمعة مع بعض الشروط، مؤكدا أن جميع المناطق الآن فى حالة تأهب عال فيما يتعلق بالوباء.
وتعيد الإجراءات الجديدة للأذهان إجراءات العزل العام التى فُرضت فى فرنسا لمدة ثمانية أسابيع فى الربيع عندما وصلت الإصابات والوفيات من المرض إلى ذروتها، لكن على خلاف العزل العام السابق، قال ماكرون إن أغلب المدارس ستبقى مفتوحة.
واعتبر ماكرون أن الموجة الثانية من فيروس كورونا قد تكون أسوأ من الأولى.
ومع دخول فرنسا الموجة الثانية من فيروس كورونا، لم يستبعد وزير الصحة أوليفييه فيران حدوث موجة ثالثة للوباء في البلاد.
بريطانيا تعلن فرض إغلاق عام لمدة 4 أسابيع
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، في كلمة متلفزة مساء السبت، فرض إغلاق عام لمدة 4 أسابيع مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، بدا من يوم الخميس، وتستمر حتى 2 ديسمبر المقبل.
وأكد بوريس جونسون، أنه بدون التدابير الجديدة "يمكننا أن نرى عدد الوفيات في هذا البلد يصل إلى عدة آلاف في اليوم"، مطالبا البريطانيين بعدم الخروج من المنازل.
ووفقا للإغلاق الجديد ستقدم الحانات والمطاعم فقط خدمة الوجبات السريعة، وستغلق المتاجر غير الأساسية ولن يتمكن الأشخاص من مغادرة منازلهم إلا بغرض القيام بأنشطة من بينها ممارسة الرياضة، لكن الخطة الجديدة ستبقي الحضانات والمدارس والجامعات مفتوحة.
وتجاوزت إصابات فيروس كورونا في بريطانيا حاجز المليون السبت، وقالت الحكومة "بين 31 يناير و31 أكتوبر هناك مليون و11 ألفا و660 شخصا أكدت الفحوص إصابتهم بالفيروس"، وارتفع عدد المصابين 21915 عن اليوم السابق. وزادت الوفيات 326 حالة.
وسجلت بريطانيا أكبر عدد رسمي من حالات الوفاة في أوروبا بسبب كوفيد-19 كما سجلت أكثر من عشرين ألف حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا يوميا وحذر العلماء من احتمال تجاوز السيناريو "الأسوأ" المتمثل في وفاة ثمانين ألف شخص.
وبريطانيا التي فرضت إغلاقا تاما في 23 مارس عند انتشار الموجة الأولى من الوباء، هي الدولة الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا مع أكثر من 46 ألف وفاة، وتتعامل في الوقت الراهن بشكل موضعي مع تزايد عدد الإصابات بكورونا، بحسب "يورونيوز".
ألمانيا تشدد القيود السارية
كذلك، شرعت ألمانيا في فرض تدابير صارمة لمدة أربعة أسابيع لاحتواء الموجة الثانية من فيروس كورونا في البلاد، من بينها إغلاق المطاعم والمنشآت الترفيهية، وفقا لما أعلنته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأسبوع الماضى، وتم ضخ مساعدات تصل إلى عشرة مليارات يورو لتمكين الاقتصاد من امتصاص الصدمة.
وقالت المستشارة الألمانية في مؤتمر صحفى، إن التدابير "الصارمة" و"الصعبة" ترمي إلى "كبح وتيرة تفشي الفيروس السريعة للغاية".
إيطاليا قد تفرض إغلاقا كاملا قريبا بمدن عدة
فيما ذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، السبت، أن الحكومة الإيطالية ربما تتحرك هذا الأسبوع نحو فرض إغلاق في عدة مدن تضررت بشدة من تفشي فيروس كورونا.
وأفادت الصحيفة بأن إيطاليا، التي خضعت لإغلاق جزئي خلال الأسبوع الماضي، قد تضيف أيضًا تدابير من بينها حظر السفر بين المناطق "خلال الساعات المقبلة"، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأشارت إلى تزايد الضغط على رئيس الوزراء جوزيبي كونتي من أجل اتخاذ إجراءات مع تزايد عدد حالات الإصابة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرج للأنباء.
وذكرت الصحيفة أن ميلانو ونابولي وبولونيا وتورينو وروما من بين المدن التي قد تواجه عمليات إغلاق على الأقل لبعض أقسام المناطق الحضرية بها.
الولايات المتحدة: قفزة قياسية فى الإصابات
أظهرت أحدث الأرقام ارتفاعا قياسيا فى عدد الإصابات بفيروس كورونا فى الولايات المتحدة يدفع المستشفيات إلى أقصى طاقاتها ويقتل ما يصل إلى ألف شخص يوميا وذلك مع تحول الانتباه إلى الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الثلاثاء.
وأوضح إحصاء لرويترز يستند على البيانات الرسمية أن الولايات المتحدة سجلت يوم الجمعة الحالة رقم تسعة مليون فى حين بلغ إجمالى عدد الوفيات نحو 229 ألف وفاة.
ويشكل عدد الإصابات حاليا زهاء ثلاثة بالمئة من إجمالى عدد السكان.
وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها السبت إن إجمالي عدد إصابات فيروس كورونا في الولايات المتحدة وصل إلى تسعة ملايين و24 ألفا و298 حالة بزيادة 99750 حالة عن الحصيلة السابقة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 229109 حالات بعد أن أودى المرض بحياة 1009 آخرين.